خذا القلب عالٍ…للشاعرة لينا محمود

خاص (الجسرة)

 

أشاح الحب عن وجهي النقابا
وألهب خافقي وكذا أذابا
نظمت من الشفاه الحمر شعري
على صدر جعلت لي الكتابا
إذا بان الحبيب يسر قلبي
ويبكي إن نأى عني وغاب
فؤادي فيه من عينيك ذكرى
يرددها ذهابا أو إيابا
لقلب لم يكن بيتا لخلي
يشابه في زواياه الخرابا
لقد عودت ثغري رشف خمر
بلا كلل وأدمنت الرضابا
بقول الشعر هذا القلب عال
وكان مطيتي فيه السحابا
دماء الحب تسري في عروقي
ملأت بماء حبك ذي القرابا
ونيسان ضحوك في ضفافي
يرف القلب يلتمس العتابا
يشع على شفاهي في المرايا
هوى العناب ينساب انسيابا
فعطر الامس يملأ كل يومي
يعتق خمرة طابت شرابا
ويجتاح الحنين القلب عشقا
ليفتح بغتة في القلب بابا
سيبقى الحب سيد كل امري
ولو شاخ الهوى يوما وشابا
فبي عبر المدى منه سكوت
على شط أصم وكم أذابا
لعل صدى له يهفو إليا
وفي الخلجات همس لي أنابا
ليشرق في عميق الروح قلبي
تنوّر شمس آفاقي الرحابا
ومن بين الضلوع الحزن يُمحى
وتقتل بسمتي ذاك الغرابا
أذاب الشوق هذا القلب مني
ولم يبق الهوى فيه الهضابا
فكم ثغري دعا ثغرا لخلّي
فلبّى دعوتي عشقا أجابا
فادني الثغر نحو الثغر إني
لفي شوق لأحتسي الرضابا
لسان الشوق بللني بريق
فأحيا غيثه ثغرا يبابا
يطل جبينه من خلف عام
طويل الظل أقضيه انتحابا
لقد أنسيتني في الحب نفسي
وآلاما كثارا واغترابا
وبدلت الأسى والحزن سعدا
محوت بلمسة النّعمى العذابا
له في القلب أشواق عظام
أبلغها ثناياه العذابا
وليلي فيك وضاء منير
فشمسي أنت لا تطل الغيابا
أذاب الحب قلبينا أذابا
وأثملنا اعتناقا وانجذابا
أعد لي في الفؤاد القفر فصلا
ربيعا مالئا هذي الرحابا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى