الموت المستحيل..للشاعر محمود موزة

خاص (الجسرة)

أحبكِ أنتِ
وأعشق كل النساءِ لأبحثَ فيهنَّ عنكِ
ولا أتذكر أني التقيتكِ يومًا
بغيركِ أنتِ
ولازلتُ أبحر من غير جدوى
لأني فقدت اتجاه المرافئ
من يوم غبتِ
فماذا فعلتُ بروحي
وماذا بروحي فعلتِ
وكيف أواجه جيش الحنين وحدي
وعيناك كانت سلاحي
وجيشيَ كنتِ
….
أحبكِ أنتِ
وعند انبلاج الضياء بأفق القصيد
أشمُّكِ في قهوة الذاكرة
وأبدأ فصل الرحيل
لعينيك أنتِ
ودون قرارٍ
أسافر تحت ظلال اخضرار المسافة ما بيننا
وأنسى هنالك أني هنا
وأرجع بعد انشطاري
لفصل خريف الحضور
وأدركُ بعد انتباهي
بأن حروفي لغيركِ
في لحظات التسكع بين العيون وبين العيون
لأجلكِ أنتِ
فكيف سكنتِ جميع الوجوه التي خبَّأتني
وكيف استطعت اختراق جدار الزمن
وكيف استطعت اختراق جدار قراري
بأن لا تكوني غداةَ أفتش عني
أنا
……
أحبكِ أنتِ
وأقلع كل الجذور التي أنتِ فيها
وأحرث أرض الفؤاد مرارا مرارا
وأرمي سواكِ بذارا
وحين أسافر بين الحقولِ
يفاجئني الياسمين الذي كان فيكِ
وعشبُ الربيع الذي كان فيكِ
وصوت الكناري الذي كان فيكِ
وأدرك بعد مشيب قطار الحياة
بأنَّ التخلصَ منكِ
يساوي انطواءَ الطريقِ
وإسبال جفن القطار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى