لملم جراحك… للشاعر علي ياسين غانم

خاص (الجسرة)

 

لَـمـلِـم جـِراحَـكَ واكْــوِهــا بـالـــنـارِ
وانـْشـُر شِـراعَكَ فـوقَ كُـلِّ مَـدارِ
واكـتـُبْ على لَوحِ الفـضـاءِ مُسَطِّـراً
عن قـادَةٍ قد شـَرَّعــوا إعْـثـــاري
للـغـَرْبِ راحـوا واسْتحَـلُّـوا سَجْـــدَةً
وتفاخـَـروا مُذْ دَوْلَـروا ديـنـــاري
حملـوا المآسي للبلادِ كـأنـَّـهُــــــــــمْ
لا فـَـرْعَـهُـمْ مِن مَحتـَدي أو داري
وعلى أنـيـنِ شعوِبـِنـا قـد شـَيَّــــدوا
عَـرشَ المَــذَلَّــةِ حـافِـلاً بـالــعــارِ
جَـهْـلاً وهَـونـاً قـد تـبـاهـى جُـلُّـهُـــمْ
قـالـوا خـيـارَكِ أُمَّـتـي فـاخـْـتـاري
مـا بـيـن حَـتـْفـي والمَنـِيَـةِ حُــفـْـــرَةٌ
ومُـكَـفـِّنـي شـَـرٌ مِـنَ الأشـْــــــرارِ
ولِـقـِـمَّــةٍ جـاؤوا بـكُـــلِّ وقــاحَـــــةٍ
وتـدثــروا بـعَـمــامَــــةٍ وَوِقـــــــارِ
والشـَّعْـبُ يـبـكي مِن نـَزيـرِ فـُتـاتِــهِ
بـثـرائِـهِـــمْ كَـمْ نـافـَســوا إفـْقـاري
قـالـوا تـمَـهَّـلْ واسْتـَكـِنْ جـاوَبْـتـُهُــمْ
مـا نـَفـْعُ عــودي قـُطـِّعَـتْ أوتاري
قـالـوا تـَصَـبَّـرْ واللَّهـيـبُ يـلُـفـُّـنــــي
والـظـُّلْــمُ زَنـَّـرَ مَـهْـجَـعـي بـالـنـارِ
قـالـوا تـَعَـقـَّـلْ قـُلْـتُ كيـفَ وقد بَـدَتْ
مِـن كُـلِّ حَـدْبٍ محدقٍ أخـْطــاري
قـالـوا مُـلـوكَ الـعُـرْبِ فاطلب نـَجْدَةَ
وهُــمُ الـبـلاءُ وعِـلَّــةُ الأقـْـطــــارِ
مـالــي أراهُــم لا أراهُــــــمْ لـن أرى
يـا وَيـلَـهُــمْ لَــو وافـَقـَـتْ أقــداري
يـا عارَهُــمْ إذ ما الشـُّعـوبُ تـَذلـهُـــمْ
يـا سَـخـْطـَهُـمْ مِن ثـَورَةِ الإعصارِ
يـا أُمَــةً هـل يسْـتـَفـيــقُ مُـلــوكُــهـــا
يـا آهُ زُفـِّــي لـلـمــدى أخـبـــــاري
يـا عِــزَّةَ الـتـاريــخِ عــودي إنــَّـنــــا
قد شاقنا زمن الوفــــــا والـغــــارِ
عَـلِّــي أُسَـطِّـرُ حَــرْفَ مَـجْـدٍ رُبَّــمـا
تـَـروي لـجـيــلٍ قــادِمٍ أسْـفــــاري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى