دوامة الحمق..للشاعر شادي صعب

خاص (الجسرة)

 

مَسْلُوبَةُ العَينَينِ وَ الحَدَقِ
…. عَاشَتْ تَغِصُّ بِقَطرةِ العَرَقِ
مَسلوبةُ الأحلامِ نَكْتُبُها
…. أَلمَاً طَويلَ العُمرِ في الوَرقِ
مَوجُوعَةُ الأَكبادِ يُوجِعُها
…. دَمٌّ يُراقُ بِأبْشَعِ الطُّرقِ
مَكسُورةُ الآمالِ يَكْسرُها
…. تَاريخُها المُعجُونُ بِالأرقِ
يَبكِيْ حُشَاشَتَها عَمالِقُها
…. مَنْ مَاتَ بَينَ الحَرْقِ و الغَرَقِ
شَامَاتُها فِي وَجهِها اتَّشَحَتْ
…. بِالحزنِ وَ الأشجانِ وَ القَلقِ
غُدرانُها جَفَّتْ مَخَازِنُها
…. وَ جِنَانُها تَحْيا على رَمَقِ
آيَاتُها تُتْلَى عَلى أُمَمٍ
…. وَ الهَدْيُ مَحجُوبٌ عَنِ الفِرَقِ
يَتَقَاتلُونَ عَلى مَحاسِنِها
… وَ كَأنَّهُمْ قَالُوا لهَا احْتَرِقِيْ
كَمْ صَابَرَتْ! تِلْكَ الجَميلةُ في
…. عُمرِ الثَّرى وَ الوَردِ وَ العبَقِ
كَمْ صَابرَتْ! لا حَولَ في يَدِهَا
…. لِتُزِيلَ هَمَّ الشَّرقِ وَ الشَّفَقِ
كَم صَابرتْ! كَم نَاضَلَتْ زَمَناً!
…. قَد فَازَ هَذا الصَّبرُ بِالسَّبقِ!
وَا شامُ؛ مَنْ بِاللهِ يُنْقِذُها
…. كَيْ يُنقِذَ المَاضِيْنَ فِي النَّفَقِ
هَبَطَ الظَّلامُ علَى بَصَائِرِنا
…. حتَّى ظَـنَـنَّاهُ مِنَ الفَلَقِ
مَا عَادَ يَنفَعُنا تَضَرُّعُنا
…. وَ الحُبُّ مَهجُورٌ عَلى الطُّرُقِ
وَ الدِّينُ أصْبَحَ لُعبةً لَهُمُ
…. مَنْ أَبْدَلُوا الإِنْسَانَ باِلشَّبَقِ!
يَا شامُ هَذا الشَّرُّ مُنْصَرِفٌ
…. فَالحَقُّ يَبقَى فَوقَ مُرْتَزِقِ
وَ لْتَعْجُني خُبزَ المَحبَّةِ مِنْ
…. أَجْلِ الَّذينَ أَتُوكِ بِالحَبَقِ
يَومَاً سنَأكُلُهُ، بُعَـيْدَئِـذٍ
…. سَنقُومُ مِنْ دوَّامَةِ الحُمُقِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى