الإسلام واليابان.. صدى الأرخبيل

محمد بلوط

في اختياره «الإسلام واليابان: براغماتية مشتركة» عنواناً لكتابه الأخير (الصادر بالفرنسية)، لا يُكثّف بسام الطيارة بكلمــتين فحسب، العلاقة التي ربطت الإسلام بالأرخبيل اليابــاني منذ لقائهما الأول، وتنــازع وفديــن عربــي ويابــاني على المقاعد الأولى في ديوان الامبراطور الصــيني، لكنه يكشف أيضاً، اختزال «اليابانــيين» للمسلمين والعرب الأولين منذ ذلك اللقاء عام ٧٧٤، بعبارة «تايشي».
العبارة قد يكون اشتقها اليابانيون من «تاجر»، وهي أول بطاقة تعريف عربية، حملها الوافدون العرب الى تخوم الأرخبيل، من دون أن يحسم النقاش في أسباب تلك التسمية. العبارة عمرت قروناً، إلى أن عمل «مستشرق» ياباني نشط في نهاية القرن التاسع عشر على وضع الأمر في نصابها: «تايشي» تحول «مسلموجين».
اليابان، عرفت إسلاماً آخر، في انتماء الوافد بمهنته عبر طريق الحرير، الى الصين، فالأرخبيل، فوق ظهور القوافل، او في بطون السفن، على غير ما كانت عليه فتوحاته وسيوفه، في أمصار أخرى. بسام الطيارة، عالم الالسنية اليابانية، واستاذ اللغة اليابانــية في معهد اللغــات الشرقية في باريس، وفي جامعة ســيرجي – بوانتــواز، يفتتح بذلك كتابه الجــديد، وبالخــوض في التصورات الأولى.
اليابان ليست الدولة التي أفلتت من شراك الاستعمار فحسب، لكنها القوة الشرقية الأولى التي قيّض لها أن تهزم القوة الغربية روسيا، في حرب عام ١٩٠٥، لتثير حماسة التتار وبعض الشرق الآسيوي، للتفكير في اول تحالف إسلامي ياباني، ضد روسيا. الإنجاز جذب أنظار كثير من المفكرين العرب والمسلمين، مطلع القرن الماضي. البعض رأى في اليابان عاملاً مساعداً للتخلّص من الاستعمار الفرنسي والبريطاني. الكتاب يرصد وصول الدعاة أوائل القرن التاسع عشر الى امبراطورية ميجي، وعلاقاتهم مع الانتلجنسيا اليابانية والصفوة العسكرية وسعي من رأوا في امبراطورية «ميجي» أرضاً خصبة لنشر الإسلام، دون ان يجدوا صدى مؤثراً في الارخبيل.
بسام الطيارة يوقع كتابه «الإسلام واليابان: براغماتية مشــتركة»، في لقاء عند الساعة السادسة مساء اليوم. اللــقاء تستقــبله مكتبة ابن سينا، التي تتولى توزيع الكتاب في فرنسا وأوروبا.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى