مشوار عمري… للشاعر أحمد الحاشدي

خاص (الجسرة)

 

يـابؤبؤ َ العينِ لا تقسو على الحدقَهْ
ذابتْ من الدمع ِ، والأجفانُ مُحترقهْ
لـمَّا ذكـرتُ غيابَ الروحِ ذات ِأسىً
رأيتُ روحي على رحْمِ الأسى عَلقَهْ
بـدأتُ عـهدَ الشَّقا مُذ حطني حُلُمي
مـسافرا ً فـي دروبِ الخِيفةِ الزَّلقَهْ
أسـامرُ الليلَ إن جنَّ الدُّجى ، سَأَماً
أَرضـى بـِهِ صـاحبا ًبل أَحتسي أَرَقَهْ
مشوارُ عُمري الهُوينى سارَ في قَلَقٍ
يـحطُّني فـي محطَّاتِ النَّوى القَلِقَهْ
فـما تـبدَّى عـلى أُفْـق ِالجوى أملٌ
إلا و لاشـى معَ وُسْعِ الأسى أفُقَهْ
ومـا وضـعتُ بـجيبِ المُرتجى فرحاً
إلا ودُسَّــتْ إلــى أعـماقِهِ سَـرِقَهْ
أَيـامي الـبِيض فـي دنـيايَ بـاهتَةٌ
عـلى سـوادِ الـنَّوى خـيطانِها خَلقَهْ
مـسـافر ٌ دونَ زاد ٍيـرتـجي وطـنـاً
يـأوي ألـيهِ ويـسلو نـظرةَ الشَّفقَهْ
مـا عـاهدَ الـزَّمنَ الغدار َمنذُ سَرى
إلا و سـهمُ الـمَدى أوهاهُ إذ خَرَقَهْ
مـسافر ٌنـحو َكـهف ِالـغيبِ عـلَّ بهِ
يـَرى عـلى شُـرُفات ِالمُنتهى ألَقَهْ
لـكنَّهُ عـاشقُ الـترحالِ لـيس هوىً
كـأنهُ والـمَدى الـدوارِ فـي حـلَقَهْ
وبـابُه الـموصدُ الـمهجورُ مـن زمنٍ
بـالـبؤس ِ عـمـَّدهُ بل بـالـقِلى غَـلَقَهْ
وراءَهُ الـسَّـعدُ والإيـناسُ مـا فـتِئا
لـكنَّه بـعدَ هـذا الـعمرِ مـا طَـرَقَهُ
شـَحـَّتْ مـنـابِعُه ُوابـيـضََّ شـاربُـهُ
ولـيـتَ شَـنَّاً يـُواسي بـاللقا طـَبَقَهْ
مـوتُ الـورود ِالـتي تـختالُ ضاحكةً
فـي صدرهِ ، هَزَّهُ ، والمنتهى صَعَقَهْ
لا يـلـفظ ُالـنَّـفَسَ الـمقبور َداخـلَهُ
إلا لـيـرجعَ حـبـلا ًيـحـتوي عـُنـَقَهْ
يـاليت َ شعري متى يلقَى مناهُ وقدْ
دنـا طـباقَ الهوى وما اعتلى طَبَقَهْ
وشـــاخ َنِـسـرِينُهُ والتاع َنَـرجِـسُهُ
ومـاتَ سـوسنَه ُ، جمرُ النَّوى حَرَقَهْ
فـي الـدربِ آهـاتهُ مـن كـل ِّناحيَةٍ
وخـيـلُ أنـاتـِه ِمــا سـابـق ٌسَـبقَهْ
وبــحـرُهُ ظـامئٌ في صـفـوِه ِكَـدَرٌ
وصــحـوُه ُنـائـم ٌوعـاشـق ٌغـَرقَـهْ
بالله ِ مــا الـدربُ يـا أقـدام ُغـربتِهِ
مـتى تـحطُّ رحـالُ الـعينِ بـالحدَقَـهْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى