رمضان 2016: المسلسلات التاريخيّة تطعّم الموسم

طارق العبد

قبل أربع سنوات عرضت شاشة «أم بي سي» مسلسل «عمر» التاريخي (كتابة وليد سيف وإخراج حاتم علي). شهد المسلسل المنفّذ بتقنيات عالية بذخًا غير مسبوق في الديكور والملابس، مما رفع سقف الإنتاج وأبعد بعض الشركات عن المنافسة. تغيّر المشهد هذه السنة، ودخلت أربعة مسلسلات تاريخيّة السباق الرمضانيّ.
تدور أحداث مسلسل «سمرقند» (كتابة محمد البطوش وإخراج إياد الخزوز) من إنتاج شركة «أي سي ميديا»، في بدايات الألفيّة الأولى، خلال حكم السلاجقة. يرصد المسلسل وصول «نظام ملك» إلى منصب وزير السلطان مع صديقيه الشاعرين عمر الخيام وحسن الصباح مؤسس جماعة «الحشاشون». يقوم بأدوار البطولة عابد فهد، ويوسف الخال، وميساء مغربي، وأمل بشوشة، وبات من المؤكد عرض العمل على قناة «أبو ظبي» بالإضافة إلى «النهار» الجزائرية.
في المقابل انتهى قبل أسابيع تصوير مسلسل «مالك بن الريب» (كتابة صالح الشورة وإخراج محمد لطفي) من إنتاج «المركز العربي». يعالج المسلسل حياة الشعراء الصعاليك في الجزيرة العربية في قبيلة بني تميم. كما يروي التحولات التي ترافق أحد أشهر الشخصيات التي عملت في سلب القوافل التجارية قبل الالتحاق بالجيوش في تلك الفترة. يقوم بأدوار البطولة ياسر المصري، زهير النوباني، عاكف نجم، نادرة عمران ومارغو حداد. حتى الساعة لم تعلن الشركة عن تعاقدها مع أي قناة لبثّ العمل، ويتردد أن «تلفزيون قطر» و «التلفزيون الأردني» سيعرضان العمل.
إلى بداية الحكم العثماني والصراع بين السلطان التركي وجاره الشاه في إمبراطورية فارس، يأخذنا مسلسل «السلطان والشاه» (كتابة عباس الحربي وإخراج محمد عزيزية) من إنتاج «سكوب ميديا». يتضّح من الإعلان الترويجي للعمل أنه نسخة عربية من المسلسل التركي «حريم السلطان». يظهر الإعلان تقاطعات واضحة في الديكور والملابس والمشاهد المجهّزة بطريقة الغرافيك، حتى في شكل الشخصيات وصراع الزوجات الشبيه بقصّة «السلطان سليمان». بدا لافتاً حضور عشرات الممثلين مثل سامر المصري، ومادلين طبر، ومحمد رياض، وكمال أبو رية، وصفاء سلطان، وجهاد سعد، وليليا الأطرش، وميسون أبو أسعد، وزهير النوباني. طرحت الشركة المنتجة للعمل الإعلان الترويجي قبل ثلاثة أشهر، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تسويقه.
يبقى مصير مسلسل «أحمد بن حنبل» (كتابة محمد اليساري وإخراج عبد الباري أبو الخير) من إنتاج «تلفزيون قطر» مجهولاً. فالعمل تنقّل في عشرات مواقع التصوير بين المغرب والهند إلى أن دارت الكاميرات في ماردين التركية مطلع الشتاء الفائت. عاد التصوير ليتوقّف بسبب صعوبة انتقال العاملين، مع فرض السلطات في أنقرة تأشيرات دخول على السوريين. دفعت الصعوبات اللوجستية بفريق الإنتاج إلى البحث عن خيار آخر، وهو لبنان بحسب الممثل مهيار خضور. ولم يتضّح إن كان العمل سيلحق بالسباق الرمضاني أو يؤجل حتى إيجاد أماكن تتلاءم مع القصة التاريخية.
هكذا ستطعّم المسلسلات التاريخيّة الموسم الرمضانيّ بأعمال ترتكز على حقبات زمنية مختلفة. ويبقى القاسم المشترك بين الأعمال محاكاة الفترة التاريخية بما تحمله من دقة في الأكسسوارات والملابس، والاستعانة بالغرافيك لتجسيد المعارك. ما يعني ضخامة إنتاجية تتفوق على كلفة العمل الدرامي الاجتماعي.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى