أعاني الجراح…للشاعر جميل داري

خاص (الجسرة)

 

لم أحقِّقْ في عالمِ الشَّعرِ فتحا
كم أعاني الجراحَ جرحاً فجرحا
.
القوافي التي اقترفْتُ بواكٍ
تنزحُ الآنَ من ذنوبيَ نزحا
.
نصحتْني بأنْ أقدِّرَ حجمي
وألحَّتْ عليَّ أن أتنحَّى
.
غيرَ أنِّي ركبْتُ رأسي طويلاً
وعبرْتُ الخضمَّ ليلاً وصبحا
.
وغرسْتُ الأحلامَ في سبَخاتي
وحصادي قد كانَ رملاً وملحا
.
كان ميلاد الشعر عندي بشرى
لي بأنَّ الدُّجى غداً سوف يمحى
.
وتمادى الظلامُ غطَّى سمائي
كلُّ نجمٍ رهنَ الشياطينِ أضحى
.
أيها الشعر لا تضق بي ذرعا
فلكم كنت يا صديقي سمحا
.
لا تلمْني على كلامٍ كثيرٍ
وعدَ الناسَ أنْ يعمِّرَ صرحا
.
الفراديسُ لم تكنْ غيرَ وهمٍ
وبها صاحبُ” الحرائقِ ” أوحى
.
كم تمنيْتُ أن أحقِّقَ صوتي
فإذا الصوتُ في الشوارعِ بُحَّا
.
ليسَ تُجدي هنا بناتُ خيالٍ
وبناتُ البلادِ يُقدحْنَ قدحا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى