ومن الأحلام ما يتحقق..للشاعرة غالية أبو ستة

خاص (الجسرة)

 

حلمتُ بأنّي بواحِ الحبِّ شادنهُ
وأن عشب الفًلا خوخٌ ورمانُ

ورحت أقطفُ ما يحلو على مَهَلٍ
فإنَّ للحبِّ أفياءٌ وأفنانُ

وإنّ للحبِّ في قلبي أجنَّتهُ
فتّحت عيني فشقَّ القلبَ سجانُ
حلمت بالقهر من أوطاننا انكشحَا
وصحت يا فرحتي طير المنى صدحا

غنّيت والصُّبح في ألحان قبّرةٍ
لحنَ الربيعِ احتواني حضنه فَرَحا

فتّحت عيني أحدو لحن قافلتي
وجدته بين أدماءٍ قد انطرحا
حلمت أن الرَّوا في غزّتي مطرٌ
وأننا في شواطي الحبِّ نورسه

وأنَّ في بحرِنا المرجان في شِعَبٍ
تُشِعُّ أنوارهُ قد ضاء مقدسه

صحوتُ كانَ الحصار المرُّ منطلقاً
والنار من محرقِ الأطفال تلبسُهُ
حلمتُ أن طقوسَ الكون قد صدقت
وافت سحاباً وناغى دوحُنا الغدَقَا

وطرت ُفوق نَخيل العذقِ مغتبقاً
في جنح سعدٍ وفي العلياء قد خفقا

صحوتُ أقعى الظَّما للقسو معتنقاً
يعوي به الذئبُ حادَى الضبعَ والسلقا
حلمت أنّ انطلاقاتٍ بنخوتها
قد أورفت بالأماني وهي تزدهرُ

وأنَّ للقدسِ كم حبٍّ يهدهدُه
وأنَّ زنزانة الأحقاد تنفطرُ

صحوت -دمعُ اليتامى طّفَّ يغرقني
والظلمُ ينمو بأوطاني ويَختَطِرُ

وصحتُ يا ويلتي والليلُ يحصرني
والموتُ سجَّى لأحلامي وتندحرُُُ

بكيتُ بين المعالي رهن طاغية
تبني صُروحاً لأرزاءٍ وتحتفلُ

قصفٌ -وحرقُ وأحياءٌ بكم وثنٍ
والرُّعبُ غصّت به الأزهارُ والمُقَلُ

ناحت طيورُ على الأفنان داميةً
تسجَّرت في جمارٍ واصطلى الأملُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى