نازح ووطن…هيام الأحمد

خاص (الجسرة)

 

ثـــــاوٍ عــلــى أحــزانِــهِ مُـتَـفجِّــعُ ويـــرى أنـيـنَ الـمـوجَعاتِ ويـسْـمعُ
مُــدَّثـِـرٌ كـالـلـيـلِ فــــي أوهــامِــهِ وحـــدودُ غُـربـتِـهِ الـجـهـاتُ الأربـــعُ
فـي الـخيمةِ الخرساءِ ضـمَّ هُمـومَـهَ فـمـتـى يـــراوِدُهُ الــكـلامُ ،ويـهـجعُ
والــعـيـنُ تــروي كــلَّ لـيـلٍ قــصــةً قـنـديلُ زيْــتٍ مــن أســاها يـدمـعُ !
يـبكي عـلى وطَنٍ يُساكِنُهُ الأسى كـالشيخِ فـي كـفِّ الردى يـتــلَـوَّعُ
يــرفـو قـمـيـصَ الـذكـريـاتِ بِـحُـرقةٍ مـشـبـوبةٍ تـكـوي الـفـؤادَ وتـلـسعُ
ويـــدُقُّ مـسـمـارَ الأنــيـنِ بِــصـدرِه لـــو كــانـتِ الأنّـــاتُ يـومـاً تـنـفعُ !
لــكـأنَّ مَـــنْ ذبــحَ الـحـنينُ فــؤادَه مِـــنْ شِـــدّةِ الأوجـــاعِ لايـتـوَجّعُ !ُ
جِـسْراً لِـمـوْطِـنِــهِ يـمُـدُّ ضُـلُـوعَــهُ زحـفاً عـلى شـوْكِ المآسي يقطعُ
فِــردَوْسُـهُ الـمـفـقودُ تُـــرْبُ بِــلادِه مِـــنْ غَــيْـرِهِ الْـجـنّـاتُ قَـفْـرٌ بَـلْـقَعُ
وهــيــامُـهُ أصــــلٌ وفَــــرْعٌ ثــابِــتٌ ولــكـلِّ فـــرعٍ فـــي هــواهُ أفْــرُعُ
والـشـوقُ لــو هــزَّ الـحـنينَ بـقلْبِهِ تــلـقـاهُ نـبْـتـاً مِـــنْ جُـــذورٍ يُـقـلَـعُ
كالـشمسِ يُـلْقي كـلَّ فـجرٍ سُـؤْلَهُ مــاذا و قـدْ جــارَ الـزمـانُ سَـيَـصْنَـعُ ؟
فجلسْتُ أصغي ، والصدى يغتالُني فــأنـا الـهـيـامُ ولـي فـــؤادٌ مُـولَــعُ
حُـمِّـلْتُ ألــفَ تـحـيِّةٍ مــن عـاشِـقٍ يُــهـدي حُـشـاشـةَ قـلْـبِـهِ ويُـــوزِّعُ
إيــمـانُـه بــالـحـبِّ نَــفْـحُ قــداسـةٍ وعـقـيـدةٌ فــي الـقـلبِ لا تـتـزعْزَعُ
يــا لـيْتَ شـعريَ كـيفَ أنـجِزُ وعْـدَهُ وأبُــثُّ مِــنْ قُـبَـلِ الـغـرامِ وأطـبـعُ ؟!
حـتّـامَ أشــربُ مــن كـؤوسِ تَـغرّبي وأغـــصُّ مــن طـعـمِ الـمـرارِ وأبْـلـعُ
ســأُقـيـمُ بُـنـيـانَ الـتـذكُّـرِ لـلـهـوى وبـنـاءُ روحــي فــي دمـي يـتصدَّعُ
لاالـقربُ يُـطْفِىءُ لـوعةً فـي خافِـقٍ لا الـصـبرُ فــي تـلك الـمواجدِ يـنفعُ
قُـتِلَتْ عـصافيرُ الـمنى فـي مهـدِها لـيـتَ الـنـسـورَ لِـثـأرِهـا تـتـجـمَّـعُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى