دموع الرحيل …للشاعر منير الهتار

خاص (الجسرة)

ريـحٌ إلىٰ أرضِ السّعِيدةِ والهـوى
أخـذتْ جميعَ مشاعري ورجـائي
.
واسـتـوقفتْ لـمّـا أتَـيْـتُ مُـعـزِّياً
فَـأبـي الـفـقيدُ وقَـدْ أتَـو لـرثائي
.
فـأنـا الـمُـعَزَّى والـمُـعَزِّي حـينها
يــا قـبْـرُ مـالـكَ تـستبيحُ بُـكائي
.
كـمْ كُـنتُ أسْتَبِقُ الزمانَ لوصْلِهِ
لـكنْ يَـحولُ الـمَوتُ دونَ لـقائي
.
كـأسُ الـمنونِ يـجوبُ كلَّ منازلٍ
لابُــدَّ مِــنْ شُــرْبٍ بِـلا اسـتثناءِ
.
يـا ايُّـها الـعشَّاقُ والـسُّمارُ هـلْ
سَـيُخلّدُ الـمحبوبُ بـعْدَ فنائي ؟
.
لـمْ تَـخْلُ كُلّ قصائدي منْ لوعةٍ
كـمْ كـنتُ مـعتوهاً بحبِّ هوائي
.
فأحاطني الحُزْنُ المريرُ ولمْ أجِدْ
إلّا ظـلامـاً ضَــمَّ جُــلَّ سَـنَـائي
.
وقـرعتُ بـابَ الـدارِ آخـرَ سـاعةٍ
مــنْ لـيـلةٍ كُـسِـيْتْ ثـيـابَ بـلاءِ
.
وتـناثَرَتْ شُـهبُ الـسماءِ لِـحُزْننا
وتـسـاقـطتْ دُرَرٌ مِــنَ الـصـهباءِ
.
الـبـدْرُ غَـطّـى وجـهـهُ بـسحابةٍ
مـــنْ فـجـعـةِ . الأيّــامِ والأنْـبـاءِ
.
وتـزاحـموا يـستقبلونَ مـدامِعِي
هيهاتَ أينَ مَنِ انتقىٰ أسمائي
.
أبـتاهُ بابُ الـدارِ أصْـبحَ مـوحشاً
مـنْ دونِ وجهِكَ تعتمي أرجائي
.
أبـتـاهُ أقـفـرتِ الـدِّيـارُ وأظـلمتْ
ها قدْ رحلْتَ فأين أينَ ضـيائي؟
.
يــا دارُ مـا لـي بـالمبيت لِـبُرْهَةٍ
كـيـفَ الـبقاءُ إذا فـقَدْتُ ردائـي!
.
وشممتُ ريحكَ يا أبي لمسافةٍ
تـحتَ الـثرىٰ دفـنوا هُنا أجْزائي
.
الـقـبْرُ مُـحتضنٌ لـجسمِكَ لـيْتهُ
قـبلُ احـتوائكَ يـحْتَوِي أشْلائي
.
أبتاهُ سهمُ الموتِ مزّقَ مُهْجَتي
أبـتاهُ عـيني قَـدْ جـرتْ بـدمائي
.
صَـرَخَـتْ جُـزيئاتُ الـفؤادِ وقـبلها
لـبّـتْ جـمـيعُ جـوارحي لـندائي
.
يـا منْ وجدتُكَ في حياتيَ نعمةً
بـالـعـطفِ بـالـهمساتِ بـالإيـماءِ
.
أتْـعبْتَ نـفسكَ كي أكونَ مُنَعّماً
وسَـهِرْتَ دهْراً كي ترىٰ نعمائي
.
أبـتـاهُ سـيـفُ الـدّهْرِ فـرّقَ بينَنا
لـكـنَّ روحــكَ تـعـتلي أجْـوائـي
.
إنّــي وأهْــوالُ الـزّمـانِ تـلُـفُّني
فـتزيدُ مـن ألمي ومـن إعـيائي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى