نجومي ..جديد الشاعر عبد السلام المحمدي

خاص (الجسرة)

 

ضاق صدري في ســــماءٍ لاتضيقْ
وبروجي عافها الدهــر الســــــحيقْ

صدئت كــل الزوايــا واســـــتحالتْ
ونجومي شــــــــــــعَّ منهنَّ البريــــقْ

كنت وجهاً وانعكاســـا للمراســــــي
وغروبي صـار فصّــــاً من عـقـيـقْ

لنجومي زفرة كالشـــمـــس تغلــــي
وابتسـام بين طيــات الشـــــــــهـيـقْ

هنَّ سُــمّاري وجُلّاســـــــــي بلـيــلٍ
وصديقاتــي اذا عــــــزَّ الصديـــــقْ

حيث طفنـــــا وتقاســـــمنا همــومـا
ثم تهنا في هوى الشــــعب العريــقْ

فوق أرض الله ماجـوا ثــــم هاجــوا
ثـلـثـهـم بحــرٌ وثـلـثـاهـم غريــــــقْ

ونجومي مثلهــم تهــوى الخطايـــــا
بعضهــا قد ضلَّ في نصف الطريــقْ

نجمــــة فــــــي كأس خمّـار تغنـــي
فاستحال الخمر كأســـــا من رحيـقْ

نجمــة أخــرى تمطّــت ثـم قـالــــت
قد شــربت الهـمّ ريقـــــاَ بعـد ريــقْ

وتبعتُ الناس في همـس الليالـــــــي
كشقـيـق يقـتفي درب الشـــــــــقـيـقْ

وشـــعاع جاء من أحــداق أخــــرى
بُـرْكَـة امسـت بـبـســـــتـان وريـــقْ

هكــذا دأب نجومــي يا حبيبـــــــــي
كلمـــا غـنـت بليـــل أســــــتـفـيــــقْ

نجمـــة طافــت بألـــواح المقاهــــي
ودنت من بعض اثــــار العشـــــيـقْ

قـبّـلتْ جـســــــر الـمـها من جانبيـهِ
ثــم صلّـت ثــم أدت مـا يـلـيــــــــقْ

نجمـة الاكـــواخِ في البرديِّ نامــت
ولسان الصبح يحكـــي عن حريـــقْ

كلما الســـياب يمشـــي صوب جذعٍ
باســــقـاتُ النـخــل صـفَّـتْ كفريـقْ
وتـنـادتْ أخــــواتٌ لـلـثــــريــــــــا
أنْ ســجين الحب يهـــذي كطليـــقْ
هكـذا كانت نجومــي لا تـطـيـــــــقْ
أنْ أعـيـش العمر كالجســر العتيــقْ

ذات يــــوم غنت المـــوّال تبكــــــي
وغــراب البـيـن دوى بالـنـعـيــــــقْ

ذات يــــوم غـــارةٌ هـوجـاء هـبــتْ
وربيــــع الزهـر أمســـــى كشــــتاءْ

كسَّـــرت كــل المرايــا والســــجايـا
ونجومــــي بعثرتْـهـــا في الســـماءْ

صـفـقـتْ كـفُّ الشــبابيــك اللواتـــي
كُــنَّ يومــا مثـــل كـفّـي الدعـــــــاءْ
نجمـة فــي النـهـر ماتـت
نجمة تحت المباني
نجمة تحت الرمادْ
نجمة قد هجّروها في العراءْ
هكذا صارت نجومي
قط ما عادت نجومْ
بل كسِفْرٍ من همومْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى