‘مكالمة منتصف النوم’ تترشح لجائزة بلغارية رفيعة

رشّحت لجنة أدبية في بلغاريا كتاب المختارات القصصية “مكالمة منتصف النوم” للقاص الفلسطيني محمود الريماوي لجائزة “فانيا كونستانتينوفا” إحدى أهم الشاعرات البلغاريات التي توفيت العام الماضي 2015، وهذه أوّل دورة للجائزة الرفيعة التي تحمل اسمها.

من بين مئات الكتب الصادرة في بلغاريا خلال عام، وقع اختيار اللجنة على ثمانية عشر كتابا ما بين مترجم وموضوع للمشاركة في المسابقة، وقد ضمّت قائمة الكتب المرشحة للفوز العديد من أسماء الكتّاب البلغار، وعددا من الكتب المترجمة، وهي كتاب إلياس كانيتي “ساعة القلب السرية” ومسرحيات سارة كين، ورواية “عندما نودّع النهار” للأديب بيير ميلاك.

وبين هذه الكتب كتاب واحد لمؤلف عربي هو قصص “مكالمة منتصف النوم” لمحمود الريماوي التي ترجمها الى البلغارية الروائي والمترجم العربي البلغاري خيري حمدان، وسوف يُعلن خلال أيام في العاصمة صوفيا المزيد من التفاصيل حول هذه الجائزة، وموعد تسمية الفائز بها.

وكانت المختارات القصصية “مكالمة منتصف الليل”، صدرت عن دار نشر إرغو في العاصمة البلغارية صوفيا في مايو/أيارمن العام الماضي، وضمت خمساً وعشرين قصة اختارها وترجمها حمدان، فيما كتبت تصديرا لها الشاعرة والناقدة سيلفيا تشوليفيا.

وفي تصديرها ذلك، لفتت تشوليفيا، وهي كاتبة وشاعرة وناقدة، حازت مرتين على الجائزة الوطنية للشعر في بلادها، وتقدم برنامجاً شهيراً متخصصاً بالثقافة والأدب في الإذاعة الوطنية البلغارية، إلى أن قصص محمود الريماوي “تحمل ختم المشرق، لكنّها تدفعنا بعيدا عنه أيضا لتتحدّث بلسان عالمي باسم الأدب الراقي، الاختزال، التركيز الكبير، والحكمة المودعة في القصص تقرّبها إلى حدود المُثل والتعاليم”.

وبينت أنه “مهما كان فحوى القصّة التي يدرجها الكاتب، ستجد أنّها تحتوي على الكثير من الغموض والشاعرية والبطانة الفلسفية، ويعمل الكاتب على التوفيق ما بين هذه المواصفات الثلاثة، وعدم الإسراف في استخدام الأدوات اللغوية، كأنّه يسجّل الحدث من الأطراف، هذا ما يميّز أسلوب الكاتب الريماوي”.

وعن أبطال قصصه، أضافت “غالبا هم هامشيون، أشخاص عاديون يتواجدون في أوضاع تقليدية، تظهر مهارة الكاتب في قدرته وتمكّنه من إظهار عوالمهم، وكأنّهم تحت عدسة المجهر. بعين حذرة ينفذ إلى أعماق الناس وطبائعهم، يلحظ على سبيل المثال الخنفساء التي تنجح بقطع الشارع ما بين العربات المسرعة، ويستمع للتنفسّ الثقيل لسائق عربة الأجرة، أو كيف يدفع عابر سبيل نفسه تحت مظلة سيّدة شابّة غريبة، ليعبر إلى الشارع الآخر دون أن يبتلّ بالمطر، وكيف تشتري أمّ شعر البنات المحلّى لابنتها، أو تدوين الكرب والقلق النفسي لمالك الببغاء في ذروة انتشار وباء أنفلونزا الطيور”.

وتلتقط الكاتبة ما وضعه الريماوي خلف الكتابة، لتؤكد أنه “من خلال تسجيل هذه الحالات التي تبدو للوهلة الأولى عابرة، يتحدّث دون إسراف عن أمور أخرى – عن وحدتنا، عن حنيننا لأيام الطفولة، عن الأنانية والحبّ المفاجئ، عن التفاهات وسفاسف الأمور والتعلّقات”.

وتبين أن تلك المختارات تعرفنا على “عميد الكتابة الدقيقة والملونة، عميد الكتابة المختزلة غير المسرفة في استخدام الأدوات اللغوية، وصاحب الرؤيا العميقة”.

وكانت صدرت، كذلك، ترجمة ايطالية لمختارات من قصص الريماوي بعنوان “سحابة من عصافير مختارات قصصية”.

الترجمة جاءت كإصدار أول في سلسلة “فصول أدبية” التي يرأس تحريرها البروفسور عقيل المرعي، أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة سيانا الإيطالية، والأستاذ الزائر في جامعات أوروبية، وتضم الهيئة العلمية المشرفة على الترجمة: رئيس جامعة سيانا، ورئيس قسم العلوم الإنسانية في الجامعة، والبروفسور لويجي ترينتي المشرف على تحرير الأعمال الأدبية الكاملة في الأدب الإيطالي في دار إيناودي الشهيرة.

ضم الكتاب 168 صفحة من القطع المتوسط، واشتمل على 35 قصة للريماوي، ومما ورد في المقدمة :

“في قصص محمود الريماوي تتداخل العوالم المختلفة لتقدم إيحاءات متشابكة لا يمكن فصل أحدها عن الآخر. يدخلك في عالم سينمائي. القلق والخوف وتعسف السلطة وتجربة اللجوء هي سيناريوهات يومية بخلفية معتمة. حكايات الريماوي تبدل في قوانين الطبيعة، الوقت يمر في غرفة مظلمة، كلب يتربص في صالة فندق، طفل يتأخر في النطق، ولكن حين ينطق يبدو كأنه صوت الطفلة القديم، سرب من الطيور يغزو المدينة عند الغروب بينما نسمع في الوقت نفسه صيحة امرأة تتألم”.

يقول رئيس تحرير سلسلة “فصول أدبية”، والمشرف على الترجمة د. عقيل المرعي: تعتزم هذه السلسلة أن تقدم الأدب العربي للقارئ الإيطالي، ولا يمكن أن تتجاهل في عددها الأول قضية العرب المركزية وهي الصراع العربي الإسرائيلي، محمود الريماوي بوصفه واحداً من كبار الأدباء العرب الأوفياء للقصة القصيرة، والذي ينتمي للقضية الفلسطينية اختارته الهيئة العلمية لتفتتح بها هذه السلسلة”.

ومحمود الريماوي، ولد في بيت ريما برام الله في العام 1948، ويعمل صحفياً في الأردن منذ 1987 وحتى اليوم.

وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب العرب، ونقابة الصحفيين الأردنيين، واتحاد الصحفيين العرب، وقد حصل على جائزة فلسطين للقصة القصيرة العام 1997.

وأصدر العديد من المجموعات، بدأها العام 1972 بمجموعة “العري في صحراء ليلية”، “الجرح الشمالي”، “كوكب تفاح وأملاح”، “ضرب بطيء على طبل صغير”، “غرباء”، “أخوة وحيدون”، “القطار”، “كل ما في الأمر”، “شمل العائلة”، إضافة إلى الاعمال القصصية الكاملة، ومختارات قصصية بعنوان “لقاء لم يتم”، وغيرها من المؤلفات.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى