استعيديني على الطريق السريع..لطارق مكاوي

خاص (الجسرة)

 

قابلني عند نصف الليل
لكي أريك الدليل إلى الصبح ، وتنفس قربي،
ثمة ريح أفكر في اصطيادها ، ثمة أنثى تتناسل قرب الصبح ،
قرب صياح الديكة التترقب أظافر الشمس حين تترك طقطقة في هجوع الكائنات.
كنت استمرئ الأشعة قرب النوافذ قي مدينتي البعيدة،
أمرن شوارعها على المشي نحو البوابات التي تنشر ثياب الأفلاك،
تمرنني على العيون المؤججة بالكحل ، تتهدج باللغات الحب الأسيرة،
بحرارة المخبأ في السر ، الملون بسرد الملابس الداخلية.
إنني أمارس الانتظار من زمن على مد عيني خلف الجبال التي تتناكح في الأفق ،
خلف الغيوم تعلن الشهوات للمطر الفضي لاغتصاب حالة الارض التي رتبت مخدعها الشمسي،
أعدت غرفة النوم إلى المصارع الحالمة.
كيف ستأتين إذن ،
وهذه الشمس باردة في لهجتها مع الكائنات التي تتوسل الضوء والمطر الفضي ،
تتوسل المتناقضات في التاريخ المتروك على سدة الكتبة الغارقين في الحبر وبالرذيلة.
اشتَمُّ أفقا لزجا يدوِّر سلالمة البرتقالية في مدن الورد،
اشتم طقطة البيوت التي خلعت معطفها الشتوي
ليلبسها اللحم الميت في طرقات العودة للبيت وللمدرسة وللعب على الطرقات
كم تهامسنا من زمن بعيد، تركنا الهواء يتخلخل بيننا ويعشب على غير طبيعة الهواء السارقة، الواشية بما تخبئه النظرات.
كنت احبس الضحكات أسافل الشجر البري الذي تعلمت اسمه اليوم بالصدفة، احبس لغة تتأوة تحت ثقل الجنود الحالمين بالنساء والفتوحات اللينة كثدي الكواعب، إنني غابة طفلة من المتناقضات، أكمة غريبة تركت لجنبيها السفور والامتداد نحو الايائل التي تعد أرواحها للرحيل البعيد.
أحاول أن استعيدني على الطريق السريع، اكتب عن غجر رحلوا في كلمات غابرة، عن سهوة من جفني المطبقين كصبارتين تنامان بأحلام الصبر الغريبة، تتركان الامان ينام في ترقوات الالواح التعرض شهوتها للشموس المتعاقبة على البرية، ثمة شموس كثيرات تتعاقب على البشرية، تلوع صدر البيوت تتركها ممعوسة برائحة الفطنة والحياة المشقشقة بصياح الديكة التي تبغت المنامات العذبة.
هناك منامات عذبة على ظهر هذا التراب، منامات تخلو من الهلوكوست والشرطة ورجال الدين ، غير منامي هنا في القصيدة تحرسه الطائرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى