سميحة خريس تكسر الصمت في ‘خرابيش الحرف على الروح’

بعد أن نضجت تجربة الروائية والكاتبة سميحة خريس، صار لا بد لها من تقديم شهادة عن التجربة الإبداعية، فكان هذا الكتاب بحثًا في الكتابة وبهجتها وأزمتها، الصادر حديثًا عن الآن ناشرون وموزعون.

تقول الكاتبة في معرض ردها على سؤال لماذا نكتب: “لعلنا نشعر بالخوف دائماً من تبدد الحياة التي نعرفها، نخاف من تلاشي شهادتنا على الحياة ونسعى لطرائق مختلفة في تثبيتها، وترك بصماتنا حية تدل علينا، الكتابة بهذا المعنى محاوَلَة للبقاء، حيلة لإبعاد الملَل، صوت يكسر الصمت، معنى يملأ الفراغ”.

وتضيف خريس “لكنها أيضاً لا تخلو من رغبة دفينة في صياغة العالم على ما نحب ونشتهي ونتوقع، وهي بحث عميق في دواخلنا وتحايل للبوح بالأفكار والمشاعر، وتقارير تفيد بما سَتَرنا، وتجمَع معارفنا بين دفَّتيْ كتاب”.

وتتحدث في الكتاب عن روافد الكتابة وأولها الطفولة، فتقول: “بئر الطفولة غامض وعميق متجدد، يسـيل في ذهني كلما استدعيته ويفيض، وقد بت أتعامل معه بوعي جاهز، أنتقي منه ما يناسب النص، وأرجئ ما تبقى لنص موعود”.

البحث ليس طويلا، فهو يقع في ثمانين صفحة، لكنه بحث مهم لأنه يتحدث بكل شفافية وسلاسة عن تجربة الكاتبة الذاتية مع الكتابة متى تهيج نارها، ومتى يسكن أوارها.

يذكر أن الكاتبة سميحة خريس قد حازت على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعمالها، كما نالت جائزة أبو القاسم الشابي في تونس سنة 2004 عن روايتها “دفاتر الطوفان”، وجائزةَ الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي في بيروت عن مجمل أعمالها سنة 2008، كما نالت وسام الحسين للعطاء المميّز سنة 2015.

وصدر لها ثلاث عشرة رواية منها شجرة الفهود بجزأيها، تقاسيم الحياة وتقاسيم العش، التي تتبعت فيها التحولات الاجتماعية في شرق الأردن بدايات القرن الماضي، وقد نالت عليها جائزة الدولة التشجيعية في مجال الرواية، وصدر لها روايات: القرمية، دفاتر الطوفان، الصحن، نارة، خشخاش، يحيى، بابنوس.

وكتبت أيضا القصة القصيرة، ولها فيها ثلاث مجموعات قصصية، وفي أدب الرحلات كتبت على جناح الطير.

وعملت الكاتبة في الصحافة، وترأست الدائرة الثقافية في صحيفة الرأي لسنوات، ورئيسة تحرير لمجلة حاتم التي كانت تصدر عن المؤسسة الصحفية الرأي قبل أن تتقاعد وتتفرغ للكتابة.

حُوّل عدد من أعمالها إلى مسلسلات إذاعية أنتجتها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وحازت جوائزَ في مهرجانات الإذاعة والتلفزيون العربية بالقاهرة، ومن هذه الأعمال: “شجرة الفهود”، و”خشخاش”، و”القرمية” تحولت إلى مسلسل باسم “الليل والبيداء”.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى