تلوح لي بشالها الأبيض..للكاتب عبد الجبار الجبوري

خاص ( الجسرة)

 
1- -(إعتراف)
كنت أخبيء في معطفها غيمة المطر ،كي تصهل خيول الليل في مواجعي،اعترف لكم، والله اني احبها بالثلاثة ،وأقدسها بالثلاثة،وارسم فوق شفتها دمعة موتي بالثلاثة،موتي الذي مته اول مرة ،حين اشرقت من بين نهديها أيامي ،واخضرت حروفي باولى خطاها،وطالت قامتي بأطلالتها نحوي،تلك هي انثاي ،التي اعترفت لي اليوم بكل شيء ،حتى قبل أن تولد على يديها قصائدي،وينهض من رمادها قمري المقتول على نافذة القبل،ترى كم احتاج اليك الان،وأنت تنامين على حسرة، وتنهضين صباحا بلا قبل،احتاج الى يدك وهي تصبب لي قهوة الصباح من عينيك،احتاج الى قامتك وهي تسمق بروحي كنخلة،لا تشبه النخيل،احتاج الى شفتيك وهما يعصران لفمي عسل الله،احتاج لسماواتك وهي تمطر على بساتين روحي نجوما من الليل البعيد،احتاج الى وجهك يملأ قلبي بالامل حين تبسمين في كل اتصال،احتاج اليك-كلك-حين تغيب الشمس وابقى وحيدا بلا عينيك،يااااااااالله كم احبك حين يهذي القلب ويلهج بأسمك طول الليل،ولايشبع،اترى حين أعترف يفيض نهرك ، طوفانا من العسل،حينها أشتهي أن تموت كل قصائدي تحت نعليك،وتنهمر أمطار الشوق فوق خديك ويخضر في فمي الكلام….

2-تلوح لي بدانتيل ابيض

لم تقل لي ،وداعا حين رحلت،كانت تلوح لي ،بدانتيل ابيض من خلف دمعتها،وتفرك عيون الصباح بكحل طيبتها،كان ذلك الصباح صباحا حزينا وكنت حزينا،الان هي تراقب كل مراكبي التائهة في بحر حبها،ولا تلوح لها الا بالرحيل،امسك الان غيمتها ادعكها بدانتيل ابيض،كالتي كانت تلوح لي به،واطلق في وجهها عصافير القبل،امسد شعر نجومها ،فيزعل مني قمر الافول،لا لا توقظي اهلة الليل دعيها تتلألأ فوق شفاهك،وتضيء .دعيها تسهر عند نافذة النهود الهاربة من الصيد،دعيها ترعى بسهولك وتصعد جلجلة الله الى عينيك،ابصرها الان تلبس ذات الدانتيل الابيض(الذي)اوجع قلبي ذات يوم ،حين لوح بالوداع وترك القلب حزينا،نعم ايصر عينيك تقول كلاما لا يفهمه الا العشاق الدراويش،كلاما في الحب ،واخر في معناه،دعيني الان اقبل ذات الدانتيل الابيض والوح به لايامي الراحلات الى عينيك…..لقد مت غريبا،فأين أدفن لك قبلي…..؟؟

3 3(-أعالي الحرف)
يخذلني حرفي، واكتم بعض غيظي، واقول ، ربما تلجم خيلي حصاني،ويصهل من وجع كلامي ، الليل ليس ليل اذا لم يطو خطو رهاني ، اليها تتجه قوافل صمتي، وينعقد في حضرتها لساني، اقود اليها قافلة الحروف ورتل الماء بكفي ، وتهطل غيمتي من طرف كياني ، اهكذا تزهر حروفي على شفتيها ، وجعا ، وتخجل شمسي، وتموت على نهديها ايات البيان ، لاتغلقي نوافذ الليل ، دعيها مشرعة تطل على رقصة الحسان، ارسمي فوق رمل قلبي لوحة ، من حزن الليالي، وانشري قصائد الحب على حائط روحي، وانقشي فوق جراحي خرائط المكان ، هات يدك واغمسيها بدم حرفي ، تسطع ايامها ، وتضيء لها حلمة المحال ، أترى حين افتح ازرار صمتك ، تطلع شمس القرى كلها في راحتيك، ويجن من سجع الحروف افق الخيال ، الليل اوله انت، واخره عبق المنال ، لاترحلي الان ، انتظري عودة القوافل الى عينيك كلها، تتسابق الحروف على هودج البهاء ، وينأى المساء بافق السماء ،تلك هي لوعة الحرف حين تفيق الرؤى كلها في ناظريك ، وتترك على شفة الزمان الف سؤال …..
4-نكهة الكلام في طلتها

اعزف الان سمفونية الوحيد في جلسته،واداعب خصلة شعر قصيدتها التي اهدتني اياها ذات ليل،احاكي كل حرف فيها،والحروف كلها صامتة ،الا حرف ذائب على شفتيها،القاف صديقي ،ها أنا احتطب من ليلها وجعي،ومن شفتيها غربتي،ومن طلتها غيابي،ومن نبضها حرفي الحزين،اعرف كل هذا احتراق الأسى على شفتيها اللتان يبست عليهما قصائدي واناشيدي ومواويلي وآهاتي وامنياتي وماتت قربها احلامي،فماذا ابقت لي، غير ان أذوب الآمي في مقلتيها ،وأرحل الى جزر الآهات غريبا ،إلا من شجني،ها انطفأت أيامي كلها هناك،بلى هناك في أعماق ليلها البعيد، الذي يطوق قلبي بهمس لايفيق،تعالوا شوفوا قلبي تتقاسمه الطعنات والخيبات ؛قلت يوما الكل يخذلني حتى قلبي،صباحها البعيد،البحر، الليل ،الحرف،قهوتها،شفتاها الكافرتين بالجمال،نهداها النافرين كمهرة هاربة الى الجحيم،قامتها وهي تشبه نخلة الله المزروعة في روحي،نافذتها المغلقة منذ الف عام، شعرها المنسدل على جرحي،وجرحي يهتف لها بالرحيل،أترى تبصر آهاتي وهي معلقة في سماء رحيلها،أيامي الراحلات على هودج رملها،آه،كم اكره كلمة الرحيل،لانها تعني لي اشياءا لا أستطيع البوح بها لكم…..انها نكهة الالم ونكهة الكلام في طلتها الاخيرة..
5- إصبعها يشير لي

بلى احن اليك ،كلما لوح لي قمر البحر بالمثول امام عينيك،احن لحرف يسطع فوق نهديك،لبسمة على شفتيك،لنجمة تبحث عنك،لقمر مقتول على قارعة طريقك،طريقك المزروع بالشوك ،بلى أحن اليك،ملتاعا تسبقني خطوتي ،ويحرضني حرفي عليك،ويؤرقني شجني فيك ،ويخذلني قلبي ،دائما يخذلني قلبي)،(آه من قلبي كم هو ضعيف امام قسوتك)،وأداري محنتي وألوذ بك،وأراك أبعد من شمس الذكرى،لذا يحترق الحنين اليك،وتنمو اغصان خيبته على ضفاف صمتك،صمتك الذي بنى جدارا بعلو السماء بيني وبين عينيك،بلى اجن اليك،(تعمدت أن لا ارفع النقطة من الجيم عمدا)،وأعرف أن رمل الجزيرة قاس، وعيناك مليئتان بالضياع؛وشفاهك عطشى للقبل،أعرف ظمآنا أبحث عن قطرة ماء منسية على شفتيك،عل غيمتك تركتها لظعن ضل في عرض الصحراء،وقلبي له الدليل،من أين لي أن أطفيء ظمأي ،وأنت بعيدة كسماء وقريبة كنجمة… *؟الان اشهر لك سيف حرفي الحزين، وأصوب طعنة منه الى جبل الخوف الرابض في اعماق الليل،تعالي وإجلسي قدام الليل وقولي لفراشات الليل افتحي شبابيك الصمت وابدأي سفر الاناشيد في مسلة الرؤى،وقبلي أوتاد خيمته المنصوبة في أعماق روحك،روحك المزروعة في أعلى سماوات الله…قومي انشري قصيدتك للناس وقولي ،هذا فارس الليل، عاد على صهوة هزائمه ،ليعلن الرحيل الى قلبي الى الابد…فدعيني أهرب منك إليك…
لا أحن اليك…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى