الصمت لاذ بالفرار ..جديد الكاتب عمر لوريكي

خاص (الجسرة)

 

الصَّمْتُ لاَذَ بِالْفِرَارْ…
إِلَى نِهَايَةِ الزّمَانْ
حِينَمَا رآني أَبْكِي مَنْ خُلِقُوا قَبْلِي
أَبْكِي بُكَاءهُمْ عَلَى الْبُكَاء
قَبْلَ مَوْتِي..
عَرَفَ أَنّنِي كُنْتُ لاَشَكّ مَيّتا
وَ أنَا لَمْ أَحْزَنْ عَلَى فِرَاقِي
وَ لاَ عَلَى جُرْحٍ
كُنْتُ مِنْهُ وَ كان منّي
بَلْ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى بُكَائِهِم..!
فَالْبُكَاءُ حَرِيّ بِالْأَمْوَاتْ؟
..
الصّمتُ لاذَ بالفرار
و الشّعْرُ خاف منه
فكأنّهُ يُحَدّثُ عَنْ غَيْرِه
وَ هُوَ بَعِيدٌ عَنْ قَبْرِه
وَ رآني أَعْبَثُ بالْأَوْهَامْ
بِبَرِيقٍ لَيْسَ لَهُ لَمَعَانْ
وَ لَيْسَ يَحْكِي أَنْغَام الْأَعْيَانْ

الصّمْتُ لاَذَ بِالْفِرَارْ
أَوْجَدَنِي بَيْنَ الشُّعَرَاء
لِيَهُزّ طَرْفِي وَ يَسْتَدْعِيَنِي لِلزّفَافْ
زِفَاف الضّجِيج وَ الْأَحْلاَمْ
يقولُ لِي: هِيتَ لَك
وَ انْظُرْنِي بَيْنَهُمْ..كأنّني شَهْرَمَانْ

الصّمْتُ لاَذَ بِالْفِرَارْ
وَ جُدْرَان بَيْتِي بَيْنَ الْجِبَالْ
تَنطّ كَاللّص
مِنْ سَمَاعِ أصواتِ المدينهْ
إِنّهَا حَائِرَةٌ فِي صَمْتِي
و لماذا هَذَرَ الْغِيَابُ بَقَاءَهُ؟
وَ كسّر شَفَق الْمَغِيبِ
وَطَنَهُ..حَيْثُ اسْتَوْطَنَ غيرهُ

الصّمْتُ لاَذَ بِالْفِرَارْ
لَنْ يَعُودَ لِي إِلاّ بالشّرّ.. !
هَكَذَا أَنْبَأَتْنِي الْغَيْبِيَاتْ
بِزَمَنٍ لَيْسَ يَحْكِي غيره
وَ لاَ كِتَابٍ قَدْ حَمَلَ هَمّهُ
وَ لاَ حِكَايَةٍ عَبَرَتْ قَلْبَهُ
تَرَى فِيهِ لَوْم اللاّئماتْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى