من أساطير واو للوت ..للكاتب فريد كومار

خاص (الجسرة)

 

وهي تشرف على الثلاثين من العمر ،تشعر بثقل الوحدة والوقت على كتفيها ، ويضغط كابوس العنوسة على صدرها بشدة ، فتحاول أن تتجنب نظرات الناس المشفقة أحيانا و الشامتة في كل وقت . نصحتها ذات يوم عجوز من العجائز اللواتي يترددن على بيت العائلة بمناسبة أو بغير مناسبة أن تقصد بركة “واولوت” المباركة قبل طلوع الفجر، وتستحم بمائها المقدس مستترة بشجيرات الدفلى. ثم تلقي بقطعة من ملابسها الداخلية في البركة. وتذبح دجاجة وتلقي بها هي الأخرى فيها هدية للمخلوق الغريب المسمى مسعود، المخلوق الذي يحرس البركة و يسكن في قعرها … ليتوسط لها كما يفعل دائما مع كل المحرومات والمحرومين من نعمة الزواج مع فارس أحلامها المنتظر. وقد اختلفت الروايات في وصفه، من الناس من قال انه مخلوق يشبه البشر . ومنهم من قال انه جني مائي . ومنهم من قال: نصفه السفلي سمكة. ونصفه العلوي إنسان. على غرار عروسة البحر. وقيل …وقال ، وقلن وقالوا … نفذت الطقوس على أحسن وجه … ومنذ ذاك اليوم لم يظهر لها اثر. تناسلت الحكايات حولها . فقيل : بمجرد أن لمست الدجاجة المذبوحة سطح الماء. انفجرت البركة و انشطرت الى نصفين وطلع منها فارس وسيم . مفتول العضلات . عريض المنكبين . فارع الطول . يمتطي جوادا أبيضا. ويمسك بوردة حمراء. ناولها ايها وأخذ بمعصمها وسحبها نحوه . أجلسها أمامه فوق جواده ثم انطلق بها نحو جبال بني يزناسن تاركا وراءه نقعا حجب الشمس لشهور عن سماء البحيرة. و اتخذ من إحدى مغاراتها مسكنا له. وقيل أن مسعود بمجرد أن رآها هام بها فاتخذها زوجة ، وهي الآن تسكن معه في قاع البحيرة تربي أبناءها وتنعم بالسعادة والهناء . ظلت بحيرة “واو اللوت” منبعا وخزانا كبيرا لحكايات وأساطير ما يزال السكان يتناقلونها إلى اليوم كموروث شعبي شفاهي يمثل هوية قرية واو اللوت التاريخي والثقافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى