محمد بخش: سأنجح بمقدار ما يكرهني الجمهور

 

في موقع تصوير الدراما الحجازية «حارة الشيخ» حيث بني ديكور خاص بين إمارتي دبي وأبوظبي، يقف الممثل السعودي محمد بخش بالمرصاد للجميع، مواجهاً ومتحدياً ولا يتوانى عن تصفية كل من يعارضه. تخلّى عن شخصية الرجل الهادئ والطيب التي يعرفها عنه الناس، ليتقمص شخصية الشرير والبلطجي في عمل من كتابة بندر باجبع ومن إخراج المثنى صبح ومن إنتاج شركة «O3 للإنتاج والتوزيع الفني والدرامي والسينمائي». تدور أحداث العمل في جدة القديمة أواخر العهد العثماني (1876 – 1918)، ضمن قالب مشوق، ويحمل في تفاصيله الصراع الأزلي بين الخير والشر، ويشارك فيه أكثر من 60 ممثلاً في أدوار أساسية، ومن بينهم إلى جانب محمد بخش، كل من جميل علي وخالد الحربي وعبدالرحمن اليماني وعلي الشريف ومؤيد الثقفي وغيرهم.
يقول الممثل محمد بخش: «أجسّد شخصية «المعلم درويش»، وهو مشكل الحارة أو فتوتها، الذي يسيطر على الحارة والموجودين فيها إلى درجة أن أياً منهم لا يسمح له بالقيام بأي خطوة في حياته ما لم يحصل على موافقته، ولا حتى بتزويج ابنته ما لم يحصل على إذنه». ويلفت بخش الى أن «المعلم درويش هو شخص ديكتاتوري، يدبّر المؤامرات ولا يتوانى عن التضحية برجاله كي يخلّص نفسه من مأزق أو ورطة، ولديه لازمة يقولها ويكرّرها هي «المعلم درويش اللي يداكشو ما يعيش»…
ويشرح بخش قائلاً عن المسلسل الجديد الذي تعرضه «أم بي سي» في رمضان، أن «العمل يدور في زمن الفتوّات حيث يسيطر القوي في الحارة عند غياب الأمن، لكن هذا الشخص أي المعلم درويش، تخطّى كل الحواجز والحدود فخاف منه الناس، ورضخوا لأوامره والتزموا بالمبالغ الشهرية التي يتحصل عليها منهم كأتاوات نظير حمايته لهم مع أسرهم، ومن لا يدفع يقلب الدنيا عليه وينتقم منه».
باختصار، يمكن القول أن بخش سيطلّ في شخصية جبارة ومتسلطة، ولكن هل فيها جانب ضعيف أو إنساني قليلاً؟ يجيب: «هذا الرجل لا يضعف أمام أحد، بيته محطّم ويضرب نساءه دوماً ويفرض الزواج على تلك ويمنعه عن أخرى، ولحظة الضعف، نراه فيها يحاكي الجماد إذ يشكو للعصا التي يحملها في يده». وعمّا إذا كانت في الشخصية لمسة معينة تجعل الناس تتعاطف معها وتحبّها أو تبرّر لها ما تفعله، يقول بخش: «المطلوب هو ألاّ يتعاطف أحد مع هذه الشخصية، وأتوقع أن الناس ستكرهني بسبب هذا الدور. ولكن بمقدر ما سيكرهني الجمهور أكون قد نجحت في العمل ووصلت إلى المشاهد بالطريقة الصحيحة».
يصف بخش تجربة «حارة الشيخ»، بـ «الجميلة» مضيفاً: «لقد كتب بندر باجبع أحداث «حارة الشيخ» باهتمام واضح، وهي أول تجربة له ترتبط بالتراث الحجازي، وبذل جهداً كبيراً في الكتابة والبحث عن المراجع المناسبة». ويرى بخش أن العمل «فرصة لـ «ام بي سي» بأن تقدم كتّاباً جدداً، وأتمنى ألاّ تتوقف عند بندر فقط لأن هذا واجبها، ويهمني أن أقول إن العمل يعيد الثقة بالممثل السعودي والحجازي في شكل أساسي، ومن الصعب على أي منتج القيام بمثل هذه التجربة، وأتكلم عن تجربتي كمنتج، ويكفي «أم بي سي» وشركة «O3 للإنتاج»، فخراً أنها جمعت هذه النخبة من الممثلين الشباب الجدد».
ويشيد الممثل السعودي بعمل المخرج المثنى صبح، قائلاً: «هو شاب يقدم طرحاً جديداً ويتميز بأنه قرأ النص جيداً، وهو مخرج يستطيع أن يخرج من الممثل أشياء هو نفسه لا يعلمها ولم يكتشفها».
على صعيد آخر، يكشف بطل «هوامير الصحراء» عن عمل درامي آخر يجري التحضير له على نار هادئة، يفترض أن يبدأ تنفيذه في وقت قريب. ويقول: «العمل يحمل عنوان «سوق عكاظ»، وسيكون بالتعاون مع «أم بي سي» أيضاً، خارج إطار الخريطة الرمضانية، أو في رمضان 2017». وعما إذا كان سيجمع عملين في الوقت ذاته على الشاشة، يقول: «أفضل دوماً أن أكتفي بعمل واحد في سنة، أنفذه بعناية ومزاج وتمهل».
وعلى رغم أن الممثل القدير حرص طيلة أربعة عقود تقريباً على خوض غمار الإنتاج إلى جانب التمثيل، فهو لا ينتج أي عمل الآن، فهل قرر التوقف عن الإنتاج أم هي استراحة محارب؟ يوضح قائلاً: «أنا لا أنتج بالكم الكبير، ولطالما أحببت بأن أكون ممثلاً أكثر من كوني منتجاً، واشتغلت أعمالاً عدّة كنت متفرغاً فيها للتمثيل تماماً». ويضيف: «خلال السنوات العشر الأخيرة فقط بدأت التخفيف من الإنتاج، وصرت ممثلاً حيناً وكاتباً أحياناً، ولكن لم أنقطع نهائياً عن القيام بدور المنتج مع أعمال أختارها بتأنٍ واهتمام».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى