هولاند يعول على الامارات لحماية التراث المهدد بالارهاب

 

اقترح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس في قمة مجموعة السبع في ايسي شيما باليابان، عقد مؤتمر دولي لحماية التراث المهدد بالارهاب، ينظم على هامش افتتاح متحف اللوفر ابوظبي المقرر في اخر 2016.

وقال الرئيس الفرنسي ان المؤتمر الدولي سيكون “رمزا لحوار الحضارات” وسيجمع “كل الوزراء المكلفين شؤون التراث، وقادة كبارا ومتاحف ورعاة للثقافة”.

ودعا هولاند الى ان يبحث المؤتمر في سبل مكافحة التهريب، وحفظ ذكرى المواقع المدمرة.

واكد هولاند “لتحقيق هذه النتائج نحتاج الى تمويل عام لكننا ايضا بحاجة الى الرعاة الخاصين” مقترحا انشاء صندوق “مخصص للموروثات الثقافية المهددة” في ابوظبي.

اضاف بعد كلمة لرئيس متحف اللوفر جان لوك مرتينيز “اقترح مناقشة هذه التوجهات وجمع هذا التمويل في حدث يمكن تنظيمه بموازاة افتتاح اللوفر ابوظبي”.

ولبت مجموعة السبع الخميس رغبة فرنسا فبحثت لفترة وجيزة “الحفاظ على التراث الثقافي في مواجهة الاعتداءات الارهابية”، في اعقاب تدمير كنوز تمبكتو (مالي) ومتحف الموصل (العراق) واثار مدينة كالح التاريخية (نمرود، العراق) ومعابد تدمر (سوريا).

اضاف هولاند امام قادة مجموعة السبع ان “الارهاب يستهدف النساء والرجال والاطفال، وكذلك اماكن الذكرى، وكل ما يمكن ان يحمل صورة الحضارة”، ذاكرا امثلة سوريا والعراق ومالي واليمن او افغانستان.

وكان متحف اللوفر ابوظبي كشف المشروع المشترك بين حكومتي فرنسا والامارات، وعن جزء كبير من مجموعته الدائمة التي استحوذ عليها بتمويل من ابوظبي وتضم اعمالا توثق الابداع البشري منذ ما قبل التاريخ الى الزمن المعاصر.

فمن الفن الفرعوني الى بيكاسو، ومن المنمنمات الاسلامية الى صفاء خطوط الفنان الهولندي الحداثي موندريان، يؤكد المتحف على طابعه “الكوني” العابر للثقافات والازمنة، فيما بعض اعماله لم يشاهد من قبل.

وتم الكشف في مبنى منارة السعديات عن اكثر من 130 عملا ضمن معرض “نشأة متحف” الذي يضم قسما كبيرا من المجموعة الدائمة التي استحوذ عليها اللوفر ابوظبي حتى الآن.

وكان المشروع اطلق ضمن اتفاق بين امارة ابوظبي والحكومة الفرنسية عام 2007. وقد نص الاتفاق على تمويل بمليار يورو من الجانب الاماراتي، مقابل استخدام اسم اللوفر في ابوظبي لمدة ثلاثين عاما وتقديم وكالة المتاحف الفرنسية خبرتها لمساعدة الامارة على الاستحواذ على مجموعة دائمة للمتحف.

كما يتضمن الاتفاق برنامج اعارة للاعمال التي يملكها متحف اللوفر الباريسي للمتحف الاماراتي.

وفي اسلوب سيعتمده المتحف في المستقبل، يقوم بوضع اعمال فنية من حقبة واحدة وانما من اماكن متباعدة جغرافيا تعكس تعبيرا فنيا متشابها في الشكل او الموضوع في ما يشبه حوارا بين الثقافات. كما يجمع بين اعمال من حقبات مختلفة تقدم تعبيرا انسانيا متشابها.

فتثمال بافاري من القرن الخامس عشر يجسد المسيح مظهرا جروحه، يتجاور مع تمثال للالهة الهندوسية شيفا من القرن العاشر.

كما يعرض تمثال لكاتب روماني من القرن الثاني مع تمال بوذي من الحقبة نفسها، ما يظهر تأثير الفنون اليونانية والرومانية على فنون آسيا في تلك الحقبة كنتيجة لحملات الاسكندر الكبير الى الشرق.

ويقدم المعرض مجموعة منمنمات من راجستان الهندية وشيراز الايرانية معا مقابل الرسومات اليابانية الدقيقة.

ومن ابرز اعمال المتحف، لوحة لبابلو بيكاسو لم تعرض قط من قبل وتمثل رسما بتقنية الصور الملصقة (كولاج) لحفيدة القصير الروسي اسكندر الثاني.

ويجسد المتحف رغبة ابوظبي في التحول الى عاصمة ثقافية مستفيدة من العائدات النفطية الضخمة التي تملكها.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى