الماء يحرفني قليلا كي أموج بما أدندنه…لطارق مكاوي

خاص (الجسرة)

 

كتبوا على شَعر القصائد روحهم ، تركوا المكان مغبرا بالكهرباء وبريحة العطر الذي قد فاء من وجع الدوار، قد فاء من طعم النساء، ومن مساحيق الصبايا قي بكورات الصباح، وأنا اطل من شرفة البدو الحزينة أتكي بمساحة من غربة المعنى ومن قديد الشعر ، كنت علقته على سطح الخزانة، إنه حال الغريب في خيمة الشعراء التي كبرت كثيرا واكتست صوت الديوك التي ما رأت فجرا من الكلمات لكنها بقيت تصيح.
صبي على كفي خمورك إنني شبق لكي ابني الطريق كما أريد لكونها حتى تكون في بوابة المخيال ،شجر الأكاسيا،بحر هذا الرمل ، الرجال الخارجون من المقررات الدراسية، من المدرسين الذين لا يتهجئون شكل الوطن العريض، والجنود الذين يمنحون قلوبهم للأرض، يلقحونها بالحب فتشجر الحدود بأشكال أحزانهم، الجنود الذين أرى قصائدهم تتفلت في الربيع المتناسل في كف الخريف.
إنني لست بشاعر، ولا قصائد لي، إنني اكتب قلقي ، شكل لوعاتي الحريفة، اكتب أغنية تطير لحبيتي في نومها العالي، لعل الماء يعرف شكل إيقاعي السماوي البطيء، عل الماء يحرفني قليلا كي أموج بما أدندنه في دربي المتقاطع بالدم والسيارات التي تجتاح نصف الذاكرة، حتى يفيق الشاعر المأفون من غربة لا تستبين حدودها ، لا يستبين لشعره نمط حقيقي ولا خبب القوافل في عظام الحرف في درب عتيق، كنت امتص القصيدة مثل دن الخمر، واتركها تعود لرشدها ، فلنستعيد قوافل الشعراء من مروا على هذي الحروف ونَسُبُ أرواح الجياد إذن، لماذا يتركونا جالسين هنا كرائحة الغرابة.
في نهايات الطريق تفل دالية من بابي العالي، امسك شعرها لكن ريحا لا تحب دمي تتيح دورتها الغريبة في زقاق الوجه ، تترك للقصائد والعروق النابتات وللأجنحة الصغيرة أن تَفِلَ من بيارق وحدتي لاظل متكئا على رمل الخيال بدون اجنحة ولا خمر اتقي به هذا الهجير المر.
استفيق على حروف مثل باب السجن لا تطاوعني، اطاوع شكلها المعدني، قيافة حراسها ، وادرك اننا في اللاوطن، في اللاحنين، تخرج الطائرات تعود الطائرات، يموت الفدائي الصغير، يعيش المنتحرون على حدود الله، والبحر يمنح اكذوبته للهلعين المفتشين في جيوب الماء عن شكل البلاد، البلاد الموت، ترتبنا الحياة لمصيرنا الأسمى التراب. لكنني في كل هذا الموت أسأل عن وسادة رأسي أين بيت لحم؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى