لماذا تتعثر ترجمة الأدب العربي إلى اللغات العالمية؟

هديل صادق

يشكو كتاب وناشرون أردنيون وعرب من ضعف ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية واللغات العالمية الأخرى، غرد النص عبر تويتروهو ما يعتبره خبراء قصورا عربيا فادحا بالنسبة إلى المزج بين الأدب العربي والعالمي.

ورغم أنه ينظر الى الترجمة باعتبارها جسرا لمعرفة ثقافات المجتمعات المختلفة، وأداة تسهم في تحقيق التكافؤ بين الحضارات فإن الكتاب العربي -خاصة الأدبي- المترجم إلى الإنجليزية ظل عملة نادرة، بسبب قلة المبادرات العربية الحكومية التي تعنى بترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية أو اللغات الأخرى مقابل اهتمام كبير للحكومات والمؤسسات الدولية في دعمها للترجمة من خلال المنح والجوائز والدعم المالي.
إعلان

وفي هذا السياق، يقول الأستاذ المتخصص في الترجمة الأدبية فايز الصايغ للجزيرة نت “إن هناك قلة اهتمام عند الغرب لكل ما هو عربي ومسلم بالتحديد، وهي نظرة استشراقية ودونية سائدة تجعلهم غير مكترثين بنقل الأدب العربي للغتهم، بينما ينشطون أحيانا في ترجمة الكتب ذات العناوين التجارية التي تسيء لصورة العربي والمسلم”.
ويضيف أن “هناك محاولات استثنائية قديمة وجديدة لنقل الإبداعات العربية إلى الأجنبية، مثل ترجمة مؤلفات طه حسين ونجيب محفوظ وبعض المبدعين العرب الآخرين إلا أنها نادرة”.
إستراتيجية وإرادة
وبنظر متابعين، فإن تنشيط الترجمة المبدعة يتطلب تبني إستراتيجية فكرية وإرادة سياسية حقيقية من قبل الحكومات والجهات ذات العلاقة لدعم الترجمات، خاصة التي تسهم في تغيير النظرة النمطية ضد الشعوب العربية، إضافة إلى ضرورة توفير الدعم المادي للمترجمين وتمكين التواصل مع المؤسسات الدولية المعنية بالترجمة والنشر، مما سيساهم في نقل وجهة النظر العربية للجمهور الغربي، وسيساعده على محو الأفكار المسبقة عنه.

ويحاول بعض الكتاب والناشطون في العالم العربي تفعيل مبادرات -أغلبيتها فردية- تسهم في دعم المنتوج العربي الأدبي المترجم إلى لغات أخرى أهمها الإنجليزية.
ففي العاصمة الأردنية أقيمت قبل أيام أمسية أدبية بمناسبة إطلاق عدد خاص من مجلة “ذي كومون” الأدبية والصادرة عن جامعة آن هيرست في الولايات المتحدة، حيث تم تخصيص العدد بالكامل للأدب العربي المترجم إلى الإنجليزية.
وشارك في إعداد محتوى المجلة 24 كاتبا عربيا من مختلف الدول العربية، إضافة إلى مشاركة 18 مترجما ومجموعة من الفنانين العرب.
جمهور جديد
رئيس تحرير العدد الخاص في المجلة الكاتب الأردني هشام البستاني قال خلال الأمسية “إن مشروع ترجمة المجلة مهم من أجل التعريف بالقصة والكتابة العربية في العالم الناطق بالإنجليزية.. الأدب العربي يبدو غائبا في الولايات المتحدة”.
وأضاف أن هناك تجديدا في شكل الكتابة والنوع، والهدف من الترجمة هو تقديم وإبراز الكتابة لجمهور جديد من خلال قصص تمثل التنوع الكبير من حيث البلاد والطرق الكتابية وجنس الكاتب.
من جهتها، عبرت محررة المجلة الأميركية جنيفر آكر عن سعادتها بنجاح العدد الخاص، وقالت “بعد ست سنوات من عمر مجلتنا تمكنا للمرة الأولى من الوصول إلى اللغة العربية التي تتحدث بها عدة شعوب لننقل صوت كتابتها إلى الولايات المتحدة، حيث استغرق العمل عاما كاملا”.
وتحدث خلال الأمسية الأدبية عدد من الكتاب الذين شاركوا بقصص ترجمت إلى الإنجليزية ونشرت في المجلة، منهم الكاتبة الأردنية بسمة النسور التي تعد أبرز الأصوات القصصية التي برزت في التسعينيات واستمرت إلى الآن.

 

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى