“ثورة مصر”.. من جمهورية يوليو حتى الانقلاب”ثورة مصر”.. من جمهورية يوليو حتى الانقلاب

 

صدر مؤخرا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب للدكتور عزمي بشارة يحمل عنوان “ثورة مصر”، وهو كتاب تاريخي تحليلي يستخدم مناهج متعددة في فهم بنية الدولة والمجتمع، وعلاقة الجيش بالسياسة، وتطور منصب الرئاسة في مصر وصولا إلى ثورة يناير.
وجاء الكتاب في مجلدين بعنوانين فرعيَين، يتناول المجلد الأول الحقبة بين عام 1952 حتى 11 فبراير/شباط 2011، وهو اليوم الذي تنحي فيه الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وعنوانه “من جمهورية يوليو حتى ثورة يناير”، أما الجزء الثاني فعنوانه “من الثورة إلى الانقلاب”.
ويعد الكتاب الجمهورية التي سادت في مصر حتى ثورة يناير جمهورية واحدة يسميها “يوليو”، ويقسمها إلى مراحل ذات ميزات خاصة بها، ويتوقف مطولا عند توثيق ثورة 25 يناير وتحليلها بناء على شهادات ومصادر.
إعلان

أما الجزء الثاني فيتناول المرحلة بين 11 فبراير/شباط 2011 و3 يوليو/تموز 2013، محللا أسباب تعثر التحول الديمقراطي في مصر وخلفياته، ومقدما إسهاما في نظرية التحول الديمقراطي انطلاقا من التجربة المصرية.
مرجع تاريخي
ويقول المؤلف إنه يدرك أن الكتاب طويل، ولكن لم يكن ممكنا الإحاطة بتاريخ الثورة المصرية وتحليل خلفياتها الاجتماعية والتاريخية من دون توثيق مفصل ودقيق، معتبرا أن الكتاب يفترض أن يكون مرجعا عن هذه الحقبة المهمة في تاريخ المنطقة العربية.
ويعد الكتاب تأريخا وتوثيقا للثورة المصرية، وقدم الكاتب خلاله تحليلا نظريا متداخل المناهج، استعان فيه بمجموعة من الباحثين الذين وثقوا وأجروا مقابلات.
ويقول بشارة في تقديمه للجزء الأول من الكتاب إن الغرض منه هو إنتاج بحث توثيقي عن ثورة مصر 2011، وهذا محور الكتاب الذي يبدأ بعرض تاريخي لفهم السياسة والمجتمع والجيش في مصر، معترفا بصعوبة كتابة مقدمة تاريخية للثورة المصرية، لأن التاريخ المصري غير مجهول، ولكن الكتاب يعيد سرده بطريقة مختلفة.
ويلقي الكتاب الضوء على زوايا مهمة متعلقة بطبيعة النخبة السياسية والتحولات الطبقية في مصر وعلاقة الجيش بالسياسة، وجذور الاستبداد وجذور الاحتجاج.
وتتمحور المهمة الرئيسية في الجزء الأول من الكتاب على تأريخ مسيرة الاحتجاج حتى 25 يناير/كانون الثاني 2011 وما بعده، حتى 11 فبراير/شباط 2011 وفقا لمقاربات التاريخ المباشر.

الانقلاب
في الجزء الثاني من الكتاب يتابع الكاتب توثيق الثورة المصرية، تحت عنوان “من الثورة إلى الانقلاب”، ويستعرض المرحلة الدقيقة التي مرّت بها مصر، من تسلم المجلس العسكري الحكم مرورا بالانتخابات ومرحلة الرئيس المعزول محمد مرسي، وصولا إلى الانقلاب.
ويحاول أن يقدم شرحا عن أسباب تعثر التحول الديمقراطي، ويشرح مطولا الفرق بين انشقاق النظام الضروري لإنجاح الثورة، وانشقاق قوى الثورة الذي حال دون إنجاح التحول الديمقراطي بوصفه مهمة تاريخية، وأدى إلى تغلّب الثورة المضادة.
ويختم بشارة هذا الكتاب بقائمة بالمقابلات التي أجريت مع الناشطين، وألّفت العمود الفقري لهذا العمل التوثيقي، وبفهرس عام شامل.

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى