«ماسبيرو زمان».. محاولة لإنقاذ «ماسبيرو» اليوم؟

مصطفى فتحي

بحب مصر، بموت في مصر»، كان هذا ما قالته المطربة الكبيرة صباح (1927 ـ 2014) للمذيعة المصرية أماني ناشد في إحدى حلقات برنامج «كاميرا 9»، لتردّ عليها المذيعة «وكل مصري بيحبك». عرضت الحلقة بداية السبعينيات على شاشة التلفزيون المصري، وستعرض مرة أخرى على شاشة قناة «ماسبيرو زمان» التي ستنطلق رسميا مساء اليوم الخميس (الخامسة مساء بتوقيت القاهرة).
الهدف من القناة إعادة إحياء كنوز ماسبيرو المخزّنة على مئات الأسطوانات المدمجة، والمخبّأة في مخازن المبنى العتيق في وسط القاهرة. يأتي إطلاق القناة ضمن خطة لرئيسة «اتحاد الإذاعة والتلفزيون» صفاء حجازي تهدف إلى جذب المشاهد مرّة أخرى إلى التلفزيون بعدما انصرفت عنه نسبة كبيرة من المصريين (بحسب إحصائيّات عدة) في مقابل الفضائيات المصرية الخاصة.
في العام 2015، حقق برنامج «ماسبيرو» الذي قدمه الممثل سمير صبري على شاشة فضائية «تن» الخاصة نجاحًا معقولًا. تقوم فكرة البرنامج الأساسية على تقديم مواد عدة من أرشيف «ماسبيرو». كما تعرض «روتانا كلاسيك» كل ليلة حفلة لأم كلثوم من أرشيف التلفزيون الحكومي، إضافة إلى مسلسلات قديمة عدة أنتجها.
نجاح تلك التجارب دفع صفاء حجازي إلى تأسيس قناة خاصة بأرشيف «ماسبيرو» بمنطق «نحن أولى بأرشيفنا». لكن هناك سببا أهم جعل إطلاق القناة الجديدة ضروريّاً من وجهة نظر القائمين على «ماسبيرو». ففي العام 2014، أطلق «اتحاد الإذاعة والتلفزيون» قناة خاصة على «يوتيوب» بعنوان «ماسبيرو دراما» لا تختلف فكرتها كثيرًا عن القناة الجديدة. الهدف من «ماسبيرو دراما» هو حفظ تراث «ماسبيرو» وتوثيقه على «يوتيوب»، ومحاولة الاستفادة الماديّة منه من خلال توقيع اتفاقية مع «غوغل مصر». ورفع مسلسلات عدة على القناة، منها: «ليالي الحلمية»، و «هارون الرشيد»، و «حديث الصباح والمساء»، إضافة إلى فوازير رمضان المختلفة. كما رفعت بعض الأفلام التلفزيونية، والسهرات. حقّقت «ماسبيرو دراما» نجاحًا معقولاً على يوتيوب، وتجاوزت مشاهدات محتواها الـ12 مليون مرّة إلى الآن، كما يشترك بها أكثر من 15 ألف مشترك على «يوتيوب».
انطلاقاً من ذلك كلّه، ولدت فكرة «ماسبيرو زمان»، وهي واحدةٌ من أفكار عدة تحاول حجازي تنفيذها منذ توليها قيادة المبنى في نيسان الماضي. تقول حجازي لـ «السفير»: «تسعى القناة الجديدة إلى عرض تراث ماسبيرو للأجيال الجديدة بشكل خاص ولعشاق القديم بشكل عام. هناك كنوز لا يتخيلها أحد، سنعرض كل ذلك للناس». تحمل القناة الجديدة شعار «من فات ماسبيرو تاه»، وتنطلق قبل رمضان بأيّام قليلة لاهتمام المصريين بالدراما بشكل عام، ولحنينهم لفوازير رمضان القديمة ومنها فوازير نيللي وشريهان وسمير غانم وقبلهم فوازير ثلاثي أضواء المسرح. كما ستعرض القناة ملخّصاً لكلّ أجزاء المسلسل الشهير «ليالي الحلمية»، على أن تختصر كلّ حلقاته في 30 حلقة ستعرض طوال رمضان، والفكرة سببها فشل ماسبيرو في التعاقد على حق عرض الجزء السادس من ليالي الحلمية، وبالتالي سيعرض على القنوات الخاصة فقط رغم أن كل أجزائه الخمسة السابقة كانت من إنتاج التلفزيون المصري. هل ستنجح «ماسبيرو زمان» في حجز مساحة لها ضمن اهتمامات المشاهد المصري؟ الأيام القادمة ستبين ذلك.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى