الفلسطينيون يصنعون «الرئيس الشاب» تلفزيونياً

المقداد جميل

 

حقّق برنامج «الرئيس الشاب» على فضائية «معًا» الفلسطينيّة، تفاعلاً كبيرًا في أوساط الشباب الفلسطيني، خصوصًا أنه يتوّج رئيسًا فلسطينيًا مفترضًا في ظلّ الانقسام وتعطل الانتخابات منذ أعوام. فاز بلقب الرئيس هذا الموسم الشاب وعد قنّام بعد منافسةٍ طويلة امتدت لأربعة أشهر بين عشرين مشتركاً/ة.
تهدف التجربة المستوحاة من برامج تلفزيون الواقع، إلى إشراك المتنافسين الشباب في الحياة السياسيّة بشكل عمليّ، إلى جانب دورات تدريبيّة وورش عمل. ومنذ انطلاق البرنامج في العام 2013 تعاونت السلطة الفلسطينيّة مع فضائية «معًا» وأعطت المشاركين مناصب رسميّة ليوم واحد.
تسلّمت المشتركة ليلى سنونو مهام وزارة التربية والتعليم الفلسطينيّة من الوزير صبري صيدم الذي أشاد بالبرنامج قائلًا إنّه «يُتيح المجال لطاقات الشباب وإمكانيّة استغلالها والتعبير عنها وإشراكها في صنع التغيير». كما تسلّم الفائز وعد قنّام مهام وزارة شؤون المرأة، وتسلّم مشتركون آخرون مسؤولية بعض البلديات.
لم تكتفِ القناة بتقليد المتسابقين مناصب ليومٍ واحد، بل استضافهم جهاز «حرس الرئيس» الأمني، وهو الجهاز المكلف بحماية الرئيس الفلسطيني والشخصيات الرسميّة. أخضع المشاركون في «الرئيس الشاب» لتجربة سير مواكبهم الرسميّة، وحمايتهم من الجهاز الأمني عند تعرّضهم لمحاولات اغتيال.
توّج الموسم الأوّل من البرنامج الشاب حسين الديك رئيسًا. ولا يزال «الرئيس الشاب» يُمارس أعمال رئاسته الوهمية المستمدّة من البرنامج ويستقبل الشخصيّات الهامّة، ويتواصل مع القادة والمسؤولين. هنّأ الديك الأسبوع الماضي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، خالدة جرار، بتحرّرها من سجون الاحتلال، فعنونت وسائل الإعلام الفلسطينيّة خبر تهنئته، بـ «الرئيس الشاب يهنئ جرار بحريّتها»، في دليل على مساهمة البرنامج في خلق شخصية عامة جديدة.
ترى الشابة إباء زيتاوي، أنّ البرنامج تجربة إعلاميّة هادفة «تعرض للمجتمع شخصيّات جميلة تملك القدرة على العمل». كما تعتبر زيتاوي أن «الرئيس الشاب» فرصةً لكلّ من شارك فيه، ليكون مرشحًا فعليًا لأيّ منصبٍ رسميّ، نظرًا للتجربة التي يكتسبها على أرض الواقع».
على الرغم من أن برنامج «الرئيس الشاب» يحمل فكرة هي الأولى من نوعها على الفضائيات الفلسطينيّة، إلاّ أنه يبقى مرتبطًا بشاشة التلفاز أكثر من ارتباطه بالواقع. ومع توقّف عملية الانتخاب لدى الفلسطينيين منذ عشرة أعوام، وبقاء الرئاسة والحكومة، ومجلس النوّاب بعهدة أشخاص محدّدين، لا يبدو أن الفرصة ستمنح لأشخاص آخرين شبابًا كانوا أم شيبًا.

 

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى