مكسيكو تُمتّع النظر بكاتدرائية «سيستينا»

لم يعُد المكسيكيون بحاجةٍ إلى السفر لتأمل رسوم مايكل انجلو الجدارية في كاتدرائية سيستينا، بعدما فَتحت نسخةٌ طبقَ الأصل من هذه الكنيسة أبوابها أمس الاول في العاصمة مكسيكو، وهي المرة الأولى التي يتم فيها «استيراد» هذه الكنيسة المُشيّدة منذ أكثر من 500 عام.
للوهلة الأولى، تبدو كل الأمور، ما عدا الأرضية، أصلية داخل كنيسة مكسيكو. فالزائر لن يُمّيز النسخة الأصلية عن تلك المقلدة، إلا في حال لمس الجدران. وفي مكسيكو، تكسو لوحات مطبوعة لرسوم مايكل أنجلو جدران العمارة.
وبغية استنساخ هذه الرسوم، انعزل مصوّرون في كاتدرائية سيستينا في الفاتيكان لمدة 170 ليلة، وصوّروا المعلَم بجميع تفاصيله، ثم طبعوا أعمالهم على قطع قماشية. وفي المجموع، «استخدمت 2٫6 مليون صورة لإنشاء هذه النسخة»، بحسب مدير المشروع أنتونيو بيرومن.
وفي حين استغرق الأمر ثماني سنوات لتشييد الكنيسة الأصلية، لم يتطلب إنشاء نسخة منها سوى شهر في ساحة الجمهورية في مكسيكو.
ودُشن المشروع رسمياً يوم الثلاثاء الماضي، وتسنى للزوار تأمل هذه النسخة المطابقة للأصلية من الداخل والخارج. وأقرّ الكاهن مانويل كورال الذي قصد العاصمة، خصيصاً لحضور هذا الحدث بأنه «شعرت كأنني في كاتدرائية سيستينا الأصلية عندما دخلت إليها».
وخطرت الفكرة أولاً على بال بيرومن قبل سنتين، عندما رأى مكسيكية في عقدها الثامن تبكي عند رؤية كاتدرائية سيستينا في الفاتيكان.
والمرأة كانت آتيةً من وسط البلاد، ولم تبتعد من قبل عن جماعتها، بحسب بيرومن، الذي فكّر في تلك اللحظة في كل الذين يتعذر عليهم رؤية هذا المعلم المندرج في «تراث البشرية»، وأخذ على عاتقه «مهمة» تقريب الكنيسة من المكسيك، شعباً وبلداً، فهو ثاني بلد يضم أكبر عدد من الكاثوليك في العالم.
من جهته، اعتبر الأمين العام على متاحف الفاتيكان روبرتو رومانو الذي حضر حفل تدشين هذه النسخة من كاتدرائية سيستينا أن هذا المعلم «سيغني معارف الأجيال الشابة وسيسمح لها بالتعرف على أفضل ما تقدمه لها الثقافة العالمية».
واعتبرت فيرناندا غراو، وهي تتأمل هذا العمارة التي يبلغ طولها 78 متراً وعلوها 27 متراً، أنها فرصةٌ «لمن يتعذر عليه السفر إلى روما».

 

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى