جفاه مرقده.. للشاعر الدكتور عبد الله عياصره

خاص ( الجسرة )

 

أضناه الهجرُ، وجفاهُ مرقدُهُ
وبكـاهُ البينُ، وهاجهُ الشّوقُ
سأحملُ لكَ هاتيك القوّة الخارقة الدّافعة على كفّي
وأمتطي صهوة جوادي في دجى الليالي الحـالكـاتِ
وأنفخ في وجهكَ السّمحِ
بكلّ ما استعذْتُ به “من كلماتِ الله التّامّاتِ”
من شرّ كلّ وسواسٍ خنّاسِ
**** **** **** ****
فيا أيّتها الأحلامُ السّـعيداتُ عودي
عودي.. ولكن؛ هيهاتَ أنْ تعودي..
علّ روحي وروحَه تلتقيانِ
وتوقظ فيه من شغفِ الحياةِ
وتحيي فيه أغنياتِ الصّيفِ؛
ما التقطناهُ معًا من زقزقاتِ عصافيرِ “يرموكٍ” و”آدابِ”
وحَكَتْهُ حمائمُ هَدْلى في قاعاتِ درسٍ
وجابَتْ “البهوَ” والممرَّ..
وغرفةً كانت هناكَ.. هناكَ!
في الطّابق السّفليّ معَ جميلِ صحبةٍ وخِلّانِ
وحلّقَتْ على أعتاب قلبكَ المُنهكِ..
تثيرُ وجْدًا من عذاباتٍ
وتعانقُ زمنًا لاحَتْ معه أجملُ الذّكرياتِ
**** **** **** ****
سأعودُ في ذاكَ المساءِ،
معَ غروبِ شمسٍ تُحبّكَ على استحياءِ
مفتونةٍ بلونِ عينيكَ،
وما عَلِقَ بثوبكَ من رائحةِ بلادي
مغرّدًا على شاطئِ قلبكَ الطّافحِ بالتّحنانِ
**** **** **** ****
تَخيّلْني فوق رأسكَ
أُمسّدُ شَعْرَكَ الجميلَ
وأوشوشُ لكَ بما كانتْ تحكيه أمّي بصوتِها الرّقْراقِ
عن ظفيرةِ “عفراءَ”، وعِشْقِ” حزامِ”
وأعطيكَ قبلةً فوقَ جبينكَ الوضيءِ
وأقرأُ فوقَ رأسكَ السّبعَ المثانيَ سبعَ مرَّاتِ؛
لتغطَّ_على مهْلٍ- عيونُكَ الجَذْلى في نومٍ رقيقِ
وترى بعدَها أجملَ الأحلامِ.. وأسعدَها
وتحلمَ.. وتحلمَ
بما لا نراه ولا نسمعُ عنه إلا في ألفِ ليلةٍ وليلةِ
وبعضٍ من حكاياتِ الجدّاتِ الجميلاتِ
فما عاد في صدورنا المُثْقلاتِ موطنٌ للغولِ
وبطولاتِ أبي ليلى وأبي زيد الهلالي
**** **** **** ****
يا مجروحَ القلبِ أحيانًا… وأحيانا
ما عاد للعقلِ كُنْهٌ يدركُ ما كان وكانَ
أوَنُحْرَمُ بعد ذاك وذاك من بعضِ حُلْمٍ
وضَحكاتِ أطفالٍ يبتسمونَ
في وجهِ أحلامِهمُ البريئاتِ؟!
سنحلمُ بكلِّ جميلٍ غائبٍ عنّا
حاضرٍ فينا!
حُرِّمَتْ علينا في قاموسِ كلّ فاسقٍ فاجرٍ مارقٍ.. أمانينا
يسبّح بحمد اللهِ،
ويصدحُ بحبّكَ يا وطني،
وبسيفِهِ تُبترُ أرجلُنا، وتُقْطّعُ أيدينا
كيف لا؟! ونحنُ بين يدي رحمنٍ رحيمِ
نمْ صديقي
نمْ حبيبي
نمْ بين يدي جوادٍ كريمِ…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى