عرفتُ أنني ميتة.. للشاعرة د. غادة خليل

خاص ( الجسرة )

 

عرفت أنني ميتة
الدلائل كانت واضحة مند وقت.
قبل تحللّ جثتي..
كان لا بد لي
من جمع نثاري المبعثر
بداياتي الناقصة
خطواتي الملعثمة
ابتساماتي غير الواثقة..
بدلا من ذلك
كنتُ أتلكأ – عن قصد-
يوما بعد يوم ..
أختلق حجة
لأكون في عالم الأحياء :
لا بد أن أسقي حوض النعناع النامي
فلا أحد يتذكره غيري
هناك من وعدته بإهدائه كتابا
وقد ابتعته منذ وقت..( حتى أني كتبت عليه عبارة:
“بمناسبة وجودك حيا”.. لا تدّخر شيئا)
ثمة ضحكات أردتها مجلجلة ..تضطرم في أعماقي
صراحة وددتها قاصمة ..ما زالت تنتظر
القصائد التي تحتاج لمسات أخيرة ..
وتلك التي تبحث عن
موت رحيم .. بحاجة لي
شجيرة الفل التي وعدتني
بالإزهار.. لم يحن موعدها
والأغنيات التي سأكتبها..
لا تحتمل التأجيل
الثورات التي ظننها
ميلاد الشعوب ..
لم أفهم ما الذي أودى بها
والحب الذي سيقشر روحي
لم أختبره بعد!
يوما بعد يوم ..
أجدُ أسبابا للبقاء
يوما بعد يوم..
أجرجرُ جثتي
تحرقني ناري
المحتدمة في
وصراخي لا يشق
سوى سمعي وحدي
يوما بعد يوم ..
أخفي أجزاء مني
استبدّ بها الموت
أرتقُ – ما اسطًعتُ- ما تمزق من جسدي
وأدعو نفسي للمشاركة في
مهرجان الحياة
أشرب كأسا ليس لي
أشعل شمعة لا لهب لها
أتنفس هواء لا يخصني
أرقص في مساحة لا فراغ فيها
يوما بعد يوم ..
أدّعي ما ليس لي
كنتُ ميتة ..
وكنتُ .. بشكل ما..
أعرف ذلك
كل ما في الأمر
أنني كنت أخترع
أسبابا واهية
لأبقى قربك فقط
وكنتُ ميتة
كنتُ
.. بشكل ما ..
أعرف ذلك!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى