مظاليم الحركة الشعرية في مصر

احمد فضل شبلول

في لحظة حميمية تذكرت لقاءاتي بالشاعر الراحل بدر توفيق الذي كنت التقي به عندما يأتي إلى الاسكندرية، فيتصل بي الصديق الشاعر الراحل صبري أبوعلم ليخبرني أن بدر موجود في الإسكندرية وسوف يلتقي ثلاثتنا في مقهى “وادي النيل” بمحطة الرمل، فأسرع إلى لقائهما. أيضا تذكرت الشاعر الراحل محمد فهمي سند الذي لم ألتق به سوى مرات قليلة في مقر مجلة “إبداع” بالقاهرة وقت كان يرأس تحريرها الناقد الراحل د. عبدالقادر القط في الثمانينيات.

وطاف سؤال في خاطري: مَن يتذكر هذين الشاعرين الآن؟ وإلى جانبهما هناك عشرات الشعراء الراحلين والأحياء المظاليم في حياتنا الإبداعية والثقافية.

وما أن طرحت اسم هذين الشاعرين على صفحتي بالفيس بوك إلا وتفاعل الأصدقاء من شعراء ونقاد وقراء ليذكروني بأسماء أخرى كثيرة بعضها رحل عن حياتنا والأخرى موجودة بيننا ولكنها في طي النسيان الإعلامي الأمر الذي يؤكد وجود خلل كبير في الدراسات الأدبية والنقدية المعاصرة، وأيضا في التعامل الإعلامي مع الشعراء.

الشاعرة عواطف حافظ الصيفي كانت أول المعلقين وتذكر اسم الشاعر محمد الشهاوى، بينما يذكر محمد يوسف اسم الشاعر منتصر ثروت القاضى، ويذكرنا الشاعر مصباح المهدي بالشاعر الراحل فتحي سعيد، ويطرح الشاعر أشرف قاسم اسم الشاعر الراحل يس الفيل.

أما الشاعر د. مصطفى رجب فيذكر عددا من الأسماء: محمد أحمد العزب، وعبدالرحمن البجاوي، ونصار عبدالله، ومختار الوكيل، وأحمد مبارك، وسعد عبدالرحمن، وأحمد رامي، ومحمد عبدالغني حسن.

وهنا يعلق الشاعر عبدالله السمطي بقوله: اسمح لي د. مصطفى رجب، نصار عبدالله شاعر عادي، الأكثر شاعرية هو فولاذ عبدالله الأنور.

ويذكر عبدالله السمطي أسماء الشعراء: د. حسن فتح الباب، محمد مهران السيد، كمال عمّار، أحمد البخاري، محمد أحمد حمد، عبدالعظيم ناجي، وليد منير، محمد سليمان، د. عيد صالح. ويقول: هناك قائمة بعشرات الأسماء لم تأخذ حقها النقدي والأدبي تماما. ويتذكر أن الشارع محمد فهمي سند درس له لغة عربية بالمرحلة المتوسطة بمدرسة ميسرة الإعدادية بحي حلمية الزيتون بالقاهرة. ثم يضيف اسم الشاعر درويش الأسيوطي, والشاعرات: ملك عبدالعزيز، وفاء وجدي، علية الجعار، زينب أبو النجا.

ويقول: في الأخير “حانطلع كلنا مظاليم”.

ويواصل السمطي تعليقه قائلا: على ذكر مختار الوكيل كان له نشيد يدرس عندنا في المدارس لا اتذكر منه سوى أنه كان عن: يثرب. ولما دنا الركب من يثرب .. على ما أتذكر، أما القائمة طويلة من عزيز أباظة صاحب: يا منية النفس ما نفسي بناجيةٍ .. وقد عصفت بها نأيا وهجرانا، إلى أحمد مخيمر، ومن قبله علي الجارم ثم محمود حسن إسماعيل حتى إبراهيم ناجي. القائمة طويلة بالفعل وهذا يدل على القصور النقدي والإعلامي. وهذا في الفصحى فقط أما في العامية فحدث ولا حرج.

ويروي الشاعر عبدالله السمطي من ذكرياته قائلا: يوما ما كتبت دراسة طويلة نشرتها بمجلة “الثقافة الجديدة” في 1994 عن الشعراء الذين في الظل نحو 30 شاعرا، وقتها قامت القيامة في القاهرة ولم تقعد. هناك مليشيات وشلل وتحزبات رهيبة في القاهرة. أخذتُ انتقادات لاذعة أجلستني في البيت شهرا كاملا أعاني من الاكتئاب.

ثم يقول: لكن طرح أحمد فضل شبلول له وجاهته وأهميته.

ثم يتذكر اسم شاعرة وصفها بأنها رائدة لقصيدة النثر في مصر وهي إيمان جلوار التي ماتت صغيرة في ثمانينيات القرن العشرين. كانت معنا بكلية الآداب جامعة عين شمس. ويتساءل: من يستطيع جمع أشعارها؟

ويشارك د. أحمد مجاهد بذكر أبيات الشاعر مختار الوكيل التي أشار إليها عبدالله السمطي:

أضاءَ السنا حالك الغيهبِ

وهبت على ركبنا نسمة

تفوحُ بمسكٍ لها طيبِ

ويطرح د. مجاهد اسم الشاعر فتحى سعيد.

ويعود الشاعر د. مصطفى رجب فيقول: بعيدا عن عبدالله السمطي وأمثاله وهم قلة قليلة جدا على رأسها أستاذنا د. محمود الربيعي، فإن نقاد القاهرة المشااااااااااااااهير جدا يتقاضون أجورَ ما يكتبون مقدما خصوصا ممن لديهن القدرة والرغبة. فمالهم ومالهؤلاء المظاليم؟
الشاعر أشرف ناجي يذكي نفسه قائلا: أنا.

أما الشاعر أحمد مبدي فيطرح اسم الشاعرة نبيلة قنديل صاحبة رأيات النصر، وأرضنا العطشانة من فيلم الأرض، وغيرها من الأغنيات. ثم يتذكر اسم إبراهيم محمد نجا شاعر قصيدة “أين حبي” التي غناها ولحنها أمير النغم رياض السنباطي. ثم يذكر: محمد السيد ندا الشاعر ومدير البرامج الثقافية الأسبق بإذاعة صوت العرب، ومحمد السنهوتي شيخ شعراء الشرقية الراحل، والشاعر والمحقق والمؤرخ والكاتب الصحفي بشير عياد. والراحلة تيري بباوي ما دمت تحدثت عن قصيدة النثر.

الشاعر أحمد محمود مبارك قال: همُ كثر. وأيضا (الهجَّاصون) الذين لمّعهم النقد التلفيقي والمصالح الخاصة كثر. وهذا الأمر لا يقتصر على الشعر والأدب عامة، وإنما يمتد إلى مجالات كثيرة فنية وعلمية. وهذا الموضوع يصلح لدراسة طويلة يجمعها كتاب سيكون له تأثير كبير على الساحة.

الشاعر محمد الدش يوضح أن الأسماء كثيرة فى كل محافظة من محافظات مصر، سواء من كان منهم على قيد الحياة، أو غادرها شيخا أو شابا. وهو أمر فى غاية الأهمية، يحتاج لببلوجرافيا دقيقة للفت النظر لهؤلاء المبدعين الذين ظُلموا أحياء.

الشاعر أحمد حسن يذكر: محمد سليمان ومحمد مهران السيد وكمال عمّار.

وصلاح هدهود يذكرنا بـ: زين العابدين فؤاد.

أما الباحث مروان مقبلي فله مداخلة لتحفيز الذاكرة، ويقول: من واقع قائمه ببلوجرافية بأفضل 200 شاعر عربي معاصر، أعددتها قبل 15 سنه كمتلقٍ مجتهِد منها: طاهر ابوفاشا وفوزي العنتيل وعبدالمقصود عبدالكريم ود. كافيه رمضان وملك عبدالعزيز وجليلة رضا وسعيد عبده وابراهيم عيسى وعبدالرحمن الشرقاوي وفتحي سعيد ويس الفيل وفريد أبوسعده واحمد عنتر مصطفى وروحية القليني (وانتما حاضران في الدوريات بنفسيكما) ولا أظن عدم التناول ينقص من حقكما.. لا بل القامة الشعرية والاداة هي ما تجعل الناقد يتضاءل أمام شعراء ممسكي أدوات الفنين.
ويواصل مقبلي قوله: إن كشف رجاء النقاش لمحمود درويش كان لصالح النقاش والحركة الشعرية اولاً ولصالح درويش، مؤكدا أن “ما ينفع الناس يمكث في الارض. وأما الزبَدُ فيذهب جفاء”.

الشاعر علي حنيش يقول: أنا شاعر من منازلهم.

بينما يذكر الشاعر السيد الخميسي: محمد مهران السيد.

ويرشح الشاعر عبدالرحمن البجاوي: عبدالعليم القباني.

ويختار الكاتب المسرحي عبدالعزيز عبدالظاهر الشعراء: أبوسنة وفولاذ عبدالله وحمدى أبوزيد.

ويطرح الشاعر محمد الحمامصي اسم الشاعر محمد مهران السيد.

اما نبيل مصيلحي فيقول: ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه وكتير من أجيال مختلفة، ليس فقط ما تعرف. عايزين الخلاصة (الإعلام) هوه السبب!

الشاعر حمدي عمارة يرشح نفسه قائلا: حمدى مهدي عمارة.

أما الشاعر د. منير فوزي فيتذكر الشاعرين: محمد مهران السيد ومحمد البخاري.

بينما يذكر الشاعر د. محمد حلمي حامد الشعراء: كمال عمّار وحسن النجار ومحمد الجيار وفؤاد بدوي ووليد منير ومحمد حلمي حامد.

ويتوقف الشاعر عباس محمود عامر عند الشعراء: محمد آدم، أحمد فضل شبلول، عباس محمود عامر، أحمد زرزور، أحمد عنتر مصطفى، محمد عفيفى مطر.

بينما يذكرنا محمد أحمد برمو بالأديب والشاعر محمد محمود زيتون.

ويقول الشاعر ثروت سليم: كثيرون هم مظاليم الحركة الشِّعرية في مصرنا الحبيبة، ولا أزكي نفسي، ولكني واثق أنني منهم لولا ابتعادي عن العاصمة لرُفعَ الظلمُ عني.

ويرشح سليم: الشاعر محمد الشهاوي ليكون منهم وذلك لبُعد محل سكناه عن العاصمة القاهرة ايضا.

الشاعر السعيد عبدالكريم يقول: جيل السبعينيات بأكمله ياصديقي.

أما البرلماني أنس دنقل (شقيق الشاعر الراحل أمل دنقل) فيختار اسم: كمال عمّار. ويذكر أن مشكلة عمّار كانت ظروفه المالية التي جعلته يكتب شعرا في مدح سمير رجب.

الشاعر د. أحمد سماحة يذكر أسماء الشعراء: محمد عفيفي مطر وأحمد مبارك وأحمد سماحه ورفعت سلام وأمجد ريان وجمال القصاص وأحمد فضل شبلول.
وهنا يعلق أنس دنقل على الأسماء التي طرحها سماحة قائلا: معظمهم تلاميذ خائبون في حضانة ادونيس. ولماذا نقرأ التقليد والاصل لدينا.

محمد الرمادي يرشح الشاعر أحمد مبارك.

ويذكر الكاتب سمير الفيل الشعراء: محمد مهران السيد، فوزي العنتيل،ـ د. عيد صالح، ضاحي عبدالسلام، ود. أنس داود.

ويقول: تذكرت حالا ما قاله لي طاهر ابوفاشا: إن الإذاعة قد أغوته فخطفت أجمل سنوات عمره ولم ينتبه سوى قبل الوفاة بقليل فأصدر “راهب الليل” و”دموع لا تجف” أو شيئا من هذا القبيل في رثاء زوجته نازلي.

ويواصل سمير الفيل حديثه بأن هناك شاعرا فحلا، من معطفه خرج كل جيل شعراء دمياط اسمه الشيخ علي العزبي، وبالطبع الشاعر الذي فرّ إلى الأستانة ورجع بعد الثورة (1952) بعد زواجه من سويسرية أسلمت وهو الشيخ علي الغاياتي. وهناك الشاعر الفحل القطب خيرت السالوس، وقد صدر له ديوان صغير بعد وفاته بمقدمة لي. وهو شقيق القاص عبدالله خيرت مدير تحرير “إبداع” في عهد د. عبدالقادر القط، وقد عمل فترة في شركة أرامكو بالظهران قبل عودته إلى القاهرة (أقصد عبدالله خيرت).

الكاتب محسن العزب يذكرنا بالشعراء: حجاج الباي (من أسوان) وعبدالدايم الشاذلى (من كفر الشيخ) وحسن توفيق وأحمدالحوتي.

الشاعر د. حافظ المغربي يذكر أحمد شبلول مضيفا “رغم شهرته”.

أما د. ياسر شعبان فيختار من المظاليم الشعراء: عبدالعظيم ناجي، قائلا: هو شاعر فذ ومؤسس جماعة “الأربعائيون” بالإسكندرية ومن أعضائها ناصر فرغلي ومهاب نصر. ويضيف: محمود الطويل ومجدي الجابري.

أما علي السيد فيذكرنا بالشاعر: عبدالرحمن عبدالمولي.

الكاتب والناقد أسامة عرابي يختار اسم الشاعر الدكتور محمد أحمد العزب.

أما الشاعر محمد علي عبدالعال (رئيس رابطة الأدب الحديث) فيذكر اسم الشاعر د. كيلاني حسن سند، والشاعر د. حسن فتح الباب.

بينما يختار الناقد د. عادل ضرغام: الشاعر محمد مهران السيد.

ويذكر الصديق أحمد عزت سليم اسم الشاعر عبدالله السيد شرف.
وتشارك مديرة الثقافة بالإسكندرية (سابقا) عواطف عبود وتذكرنا باسم الشاعر محمود العتريس.

أما الشاعر والخطاط محمد رطيل فيذكر أسماء الشعراء: محمد الشهاوي، ومحجوب موسى ود. محمد محسن، وعلي المحمدي، وأحمد مبارك، وفوزية شاهين، ود. محمد شكري.

بينما يذكر محمد شكري أسماء الشعراء د. علي الباز وإدوار حنا سعد ومحمود العتريس.

الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام العزب طاهر يذكر اسم الشاعر الراحل حسن توفيق الذى ظلمته غربته الطويلة فى قطر، هناك كان نجما، وعندما عاد إلى مصر لم ينتبه اليه أحد ومات بعد رحلة مع المرض، وتدخل وزير الثقافة آنذاك في اللحظات الأخيرة ولكن القدر كان أسبق. مؤكدا أن حسن توفيق شاعر يحتاج منجزه الشعرى الى قراءة نقدية معمقة، مضيفا: كنت قريبا منه خلال فترة عملي بالدوحة مراسلا للأهرام ومن قبل بإحدى الصحف القطرية.

أما الشاعر د. عبدالناصر هلال فيذكر أسماء الشعراء: محمد مهران السيد، حسن النجار، محمد أحمد العزب، حسن توفيق، وليد منير، أحمد زرزور، حسن فتح الباب، ومحمد محمد الشهاوي.

وأخيرا يطرح الشاعر أشرف أبو جليل اسم الشاعر: محمد عمر الطوانسي.

هكذا يكشف الاستطلاع الفيسبوكي عن حوالي مائة شاعر وشاعرة من مظاليم الحركة الشعرية في مصر، كان أكثرهم ظلما الشاعر الراحل محمد مهران السيد الذي تردد اسمه حوالي عشر مرات على لسان الأصدقاء المشاركين في الاستطلاع، يليه الشعراء د. حسن فتح الباب ومحمد محمد الشهاوي وكمال عمّار وفتحي سعيد.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى