القاهرة تحتفي بأربعينية مجلة الشعر بمحاولة إغلاقها

احمد فضل شبلول

مجلة “الشعر” المصرية مجلة فصلية (تصدر 4 مرات في السنة)، وقد صدر العدد الأول منها في يناير/كانون الثاني عام 1976، عن اتحاد الإذاعة والتلفزيون، برئاسة تحرير الناقد الدكتور عبده بدوي.

وكتب يوسف السباعي وزير الثقافة آنذاك افتتاحيتها فقال: “ها نحن من واقع مصر المنتصرة نزف مجلة (الشعر) للعرب تأكيدا للفكرة المتواترة التي تقول: من أحيا الشعر فقد أحيا العرب، ومن قتل الشعر فقد قتل العرب”.

وفي العدد الثاني من المجلة، يكتب أيضا يوسف السباعي قائلا: “قد راودنا الشك في استقبال القراء (للمجلة) إلا أن خطاب “توزيع الأخبار” قد أثبت بما لا يدع للشك مجالا أن لهذه الأمة صلة حميمة بتاريخها العريق العاشق للشعر”.

المجلة منتظمة في الصدور منذ 40 عاما، وتستعد لإصدار عددها رقم 163 في أول يوليو/تموز 2016، وهي مجلة هادفة؛ تواكب فن الشعر، وتقدم لقراء العربية الأصوات الجادة على الساحة الشعرية والنقدية في مصر والعالم العربي، وكذلك تقدم لهم الشعر الأجنبي عبر ترجمات لأدباء متخصصين في ترجمة الشعر.

تعاقب على رئاسة تحرير المجلة والإشراف عليها منذ صدورها في يناير/كانون الثاني 1976 وحتى الآن عدد من المبدعين الكبار منهم الشاعر والناقد الدكتور عبده بدوي، والشاعر فتحي سعيد، والروائي خيري شلبي، والشاعر والمترجم أحمد هريدي، ثم الشاعر الدكتور فارس خضر.

المجلة – كما يراها الشعراء والمثقفون المصريون – تعتبر درة في تاج اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري؛ إذ تدافع عن حرية الإبداع وترسخ لثقافة الكلمة والقيمة، وقد جرت محاولة لغلقها من قبل، لكن الوسط الثقافي والأدبي انتفض وأحبط جريمة إغلاق المجلة، وهي الجريمة التي تحرض على ارتكابها حاليا سوسن الدويك رئيس مجلس إدارة المجلة؛ إذ تقدمت بمذكرة للإعلامية الكبيرة صفاء حجازي رئيس مجلس إمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، تقترح فيها إغلاق مجلة الشعر زاعمة أن الإغلاق سيوفر على موازنة الاتحاد ملايين الجنيهات، بينما الحقيقة تؤكد أن الميزانية السنوية للمجلة لا تتجاوز 30 ألف جنيه؛ شاملة أسعار الطباعة وحقوق الكتاب والمبدعين المتعاملين مع المجلة.

وقد أصدرت الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر بيانا تحرض فيه على وقف هذه الجريمة التي تدبر للنيل من واحدة من أهم الإصدارات العربية المتخصصة والتي قدمت وتقدم للثقافة المصرية والعربية وجوها شعرية على الرغم من فصليتها. في وقت انتظرنا فيه تبعا لتوجهات الدولة لدعم الثقافة والعمل الثقافى ان تنتقل مجلة الشعر من إصدارها الفصلي الى اصدار شهري يواكب هذا الحراك الشعري الذي يملأ مصر من أقصاها الى أقصاها.

لقد أصبحت المجلة وعلى مدار ما يزيد على الاربعين عاما علامة بارزة حفظت تاريخ الشعر العربى بما قدمته من إبداع موثوق.

وللتذكرة فقد صدرت المجلة في ظهورها الأول في يناير/كانون الثاني عام 1964، كمجلة شهرية للشعر العربي، تصدرها وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ويرأس تحريرها د. عبدالقادر القط (وكانت تباع بخمسة قروش) ثم شارك في الإشراف على تحريرها اعتبارا من عدد فبراير/شباط 1965، الشاعر محمود حسن إسماعيل. وهو العدد الذي نعى إلى الأمة العربية رحيل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب الذي وافته المنية في 24 ديسمبر/كانون الأول 1964.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى