تماثل شعري بين الحاضر والماضي في ‘شهيق السطور’

صدر حديثا عن موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع في عمّان كتاب “شهيق السطور” للشاعرة الأردنية فايدة حجاج، ويضم الكتاب مجموعة من القصائد جاءت في 70 صفحة من القطع المتوسط.

عمدت الشاعرة على التأرجح بين النفس الشعري الكلاسيكي والنفس الحداثي، فتمكنت من تطويع الحالة الحداثية لتمتثل لموسيقى الزمن الشعري الماضي، بدون أن تتخلى عن تجريب صور شعرية جديدة، وعكسها على حالات عشقية بيضاء.

في المجموعة عدة قصائد مكتوبة على لسان رجل، أثبت من خلالها الشاعرة قدرتها على تمثّل الحالة مهما صعبت أو سهلت، وكذلك قدرتها على الخروج على جندريتها، فكتبت كرجل هائم بامرأة، كما كتبت أيضاً كامرأة أتعبها صدود الرجل، وكأنها تحاول أن تقول بأن المشاعر الإنسانية واحدة.

تقول في قصيدة “حين رأيتكِ”:

وحين رأيتك

أسرجتُ ليلاً خيولَ الكتابة

وأوقفت غيمًا على سقف حزني

وأوصدت بابه

وأحرقت كل طقوس الحصاد التي لا تليق

بأهداب عينيك حتى انتهيت

وأنبتّ غابة

تنامى على جانبي نهر صمتي

حديث طويل شديد الغرابة

فلم يتغنَّ بصمتي الشتاء

ولم يتعود سقوط حبيبات عطر سخي

تثير ضبابه

وحين رأيتك…

طاردت كل طيورِ الكلام.

كما تنشغل بعض نصوص الكتاب في التغني بالوطن، كحالة بعيداً عن الهم الذي يطوق بلداننا، ومنه إلى المكان، وإلى المدينة على وجه التحديد.

“شهيق السطور”، مجموعة شعرية مكتوبة بلغة واثقة في محاولة جادة للمقاربة بين زمنين شعريين، حاضر وماضٍ، إذ تقول في نفس القصيدة:

وفرّت بعيدًا على الرغم مني لتبني

على ظهر حرفي سحابة

وغالطت كل فصول الخريف وأنّبتها

كيف تأتي وأنت وشاح الربيع

قناديل بحر الهوى والصبابة

وهرّبتُ ذاكرة من هراء قديم وفصلاً

وثبتّ ذاكرة بالإنابة

وشاهدت كيف تشيخ السنابل

حين تمرين في صمتها

وكيف تحيلين عطر الورود لمحكمة

لتعيد إيابه.

 

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى