ثمة عسل في الجوار..للشاعرة نجوى شمعون

خاص (الجسرة)

 

يغرق جسدك في أرق حنطته ويتهدل حاملاً مشمشه
ثمة عسل في الجوار ينتظر بشغف حصته من النهر ويسعُل
كلما هب ملح الضفائر على يديه طيري يا حمامة بالبياض على ركبتيه ..

قصيدة متوحشة
تهاجم شاعرها
تفترس قلبه
تشرب دمه الطازج حتى تسكر
وتنتشي بالعرق النازف على جلد الليل
ثرثرة أول الجسد لآخر الروح
تمسح بطرف اصبعها
…بقايا عطر لخيط دم
عن فمها الكأس ..

كلما مسها وتر
غرقت قصيدة في نهر
إيقاعها
ثمة بوح فوق العشب
أنثى نزلت النهر بكامل صيفها
جسد يهب على العابرين ويلق السلاح على العشب
رمت امرأة قلبها غواية
غواية أخرى قبالة النهر
أرى شجري حولي /لوزي وأقماري
أرى نهرا يمر في السهل ويغمز
لغزالين لمنتحر
على التلال الظمأى إلى مائي
أرى كرزتين يغسلن دم الصباح
المُسيج
…أرى خريفين لأنثى تعد الحقول بقبلة ولا تفي بوعدها
سأترك للغريبة مشيتها هناك
رنين خلخال على عجل يبكي ويرمي الصور
أنا منفى الهاوية في أنين الغريب
يحطب قلبها/قلبي ويشمت
أنا وقلبي توأمان
سأترك للغريبة خصلات شعري
أهداب صيف
وبحر تغلغل في الجسد
سفن تعود/أجراس منفى
سأترك جسدي للبحر في ملحه يعيد أسمائه علىّ
لا تثقي بالغرباء قال الملح في القصيدة..
قد مررت من هنا ..ولم أكن أنا
عشبة على حجر تخبر الريح عن ألق المكان
وتشي بمن مروا
أنا وسواها
الحَبّار من قسوته
صار يخاف “الناس”
أصدقاء نحن …
ذئب وغزالة
ضع أظافرك في لحمي واكتب قصيدة
تقول الغزالة في شفاه الذئب
قبلة

امتلأت بالعسل ..
صاحت نحلة
وردة
غزالة
أين أرش عطري والأرض صحراء قاحلة ..
صاحت القصيدة في قصعة العسل

لماذا غيابك يرن
يئن كزوجي حمام
يدق أجراس النسيان للنسيان
ويثمل على سرير الفجيعة في حبه المقتول هناك
ينبض بآخر قبلة ويسلم روحه للفراغ المراوغ ..
غادرت امرأة جنازة الشفاه لحتفها هناك
غيابك يرن
جرس الكلام
مكيدة النورس للبحر

لم يبق منك غير ضربة خنجر في السؤال
نم يا حبيبي
على جبيني زهر وغضب ..
قالت قصيدة في سرها

ثمة عسل في الجوار
في قلبك
أنا زهرة مرة
ومرات نحلة في بستان ضحكتك.
ثمة عسل في الجوار
وسرب نحلة …أنا جنتك ونارك الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى