غادة غانم.. «لمّا ما بحبك» بكل اللغات

فاتن حموي

الموسيقى حاضرة متأهّبة دوماً لرسم المشاعر والغور فيها بين الواقع والخيال. كلّ ما يقع من أحداث وذكريات أمام مَن تتغلغل الموسيقى في خلاياه يتحوّل عملاً فنياً، هكذا هي الحال مع السوبرانو غادة غانم التي وجدت صندوق رسائل كتبتها يوماً للحبيب ولم تجد طريقها إليه، فكانت فكرة تقديم عرض غنائي ممسرح بعنوان «لمّا ما بحبك». حقيقة عاشتها فحوّلتها عملاً فنياً مشبوكاً بلون وموسيقى وتمثيل.
قدّمت غانم في السادس عشر من حزيران من العام الماضي الجزء الأول من «لما ما بحبك»، «انطلقت فكرة مسرحة الحفل الكلاسيكي بهدف ترسيخ التفاعل مع الناس، وكسر التقاليد لتقريب الموسيقى الكلاسيكية من الناس. قدّمت دور «السوبرانو» التي تحتاج طبيباً نفسياً بسبب الابتعاد من الحبيب بعد هجرها والزواج من أخرى. وصلني الخبر قبل البدء بالحفل، إذ أرسل الحبيب زهوراً ذابلة إلى المسرح. يبدأ انهياري ويبدأ العرض. قامت المخرجة لينا أبيض بدور الطبيبة، يسمع الجمهور صوتها ولا يرى وجهها، وأنا ملقاة على كرسي العلاج أحكي شجني وفراقي وأغني برفقة عازف البيانو الإيطالي سلفاتوري شينالدي. تطوّرت الفكرة في الجزء الثاني من العرض. قدّمته غانم على خشبة مسرح «المدينة» الشهر الماضي. «عادت لينا إلى الإخراج والسوبرانو تؤدي دورها لتخبر قصة علاجها بالموسيقى. تجد السوبرانو في العرض الثاني رسائل كتبتها للحبيب ولم ترسلها. تبدأ بقراءة مقاطع من الرسائل لتشرح سبب اختيار الأغنيات التي تغنيها».
أغنيات جديدة
تتابع غانم سرد قصة السوبرانو في عرض ثالث وأخير «لما ما بحبك» عند التاسعة والنصف من مساء غد في مسرح «المدينة»، تحت إدارة المخرجة لينا أبيض ومشاركة ليزا توتنجيان على البيانو، ونوبوكو ميازاكي على الفلوت. «تتمحور الفكرة حول حفل للسوبرانو في الليلة التالية. من المفترض أننا نجري تمرينات للحفل مع المخرجة لينا أبيض والمسؤولة عن الديكور مي حمدان. تتحاور السيدتان حول وضعية الموسيقيين للتجهيز للحفل. السوبرانو فاقدة التركيز. لا يسعها متابعة مجريات التمرين بعدما وجدت رسائلها القديمة للحبيب. عبثاً تحاول السيدتان ثنيها عن التركيز على أوجاعها، تشرد، وتقرأ، وتغني. تكمل غانم قراءة رسائل مختلفة عن التي قرأتها في الجزء الثاني وبالتالي تقدّم مجموعة أغنيات جديدة، «دعوت إلى خشبة المسرح أستاذة الرياضيات في الجامعة اللبنانية الأميركية د. مي حمدان، كونها أيضاً رسامة مبدعة. سترسم حمدان على خشبة المسرح ليرى الجمهور علاقة اللون بالغناء. «سأقرأ وأغني وأمثل وأعاني وأشرد وأعود إلى الواقع». تغني غانم بالفرنسية واليابانية والإيطالية وباللبنانية المحكية، «يبدأ العرض بأغنية من كلماتها وألحانها بعنوان «صباحو» و «ارسملي مدينة» من كلماتها وألحانها، فضلاً عن «Je Te Veux» لإيريك ساتييه و «It Never was You» لكيرت فايل، وأغنية باليابانية كتبت كلماتها باللبنانية «حوّلت بعض معاني الأغنية حين ترجمتها إلى العربية، سأغني مقطعاً باليابانية يليه آخر باللبنانية»، كما ستقدّم أغنية «عم بكتبلك» من كلماتها مسكوبة على لحن روسي عمره أكثر من سبعين عاماً، فضلاً عن مجموعة أخرى من الأغنيات.
فيتامين ثقافي
تعلن غانم نهاية قصتها مع رسائلها ومشاعرها تجاه الحبيب السابق مساء غد لتعود بفكرة جديدة لعرض ممسرح جديد في الفترة المقبلة، «قد يكون العرض المقبل تحت عنوان «بدي صير حبّك». هو إعلان الحب المطلق بعيداً من الحبيب السابق». وبعيداً من الحفل يستحوذ «مركز زكي ناصيف الثقافي» في مشغرة على اهتمام غانم كونها المسؤولة عنه فضلاً عن توليها مسؤولية تعليم الغناء فيه، «افتتح المركز منذ شهر وبدأنا بالتعليم منذ أسبوعين. أعتبر المركز فيتامينَ ثقافياً لمنطقة البقاع برمتها بسبب افتقارها إلى الأنشطة الثقافية. التلاميذ كثر ولكننا بحاجة إلى أساتذة من المنطقة، ونبحث حالياً عن الاساتذة. هدفنا التأسيس لمستقبل واعد لهذا المركز ليكون صرحاً ثقافياً حيوياً في المستقبل».
تعمل غانم حالياً على التحضير لحفل موسيقي في بلدتها صغبين التي انتخبها أهلوها في مجلس بلديتها، «أسعى وأهتم بالجانب الإنمائي الثقافي في المنطقة من خلال وجودي في المجلس البلدي. أجهّز حفلاً موسيقياً في التاسع من تموز المقبل في مدرسة سمعان التن. دعوت موسيقيين عرباً ويابانيين وبريطانيين للعزف في بلدتي. أريد لأهل منطقتي الاستماع إلى مزيج من الثقافات الموسيقية».
يُذكر أن آخر ألبومات غانم حمل عنوان «هدهات الخزامى ـ Lavender Lullabies» صدر في العام 2012، ومن المقرّر أن تصدر في العام المقبل ألبوماً جديداً من كلماتها وألحانها.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى