الإعلام الجديد وعلاقته بالتنظيمات الإرهابية

 

صدر عن حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة الكويت هذا الأسبوع أحدث إصدارتها السنوية حول الإعلام ودوره في تشكيل معارف واتجاهات الشباب الجامعي نحو ظاهرة الإرهاب على شبكة الإنترنت للدكتور مجدي الداغر أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بجامعة المنصورة، وهو الإصدار الرابع له ضمن هذه السلسلة التي يشرف عليها مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت، وهو أقوى مجلس علمي على المستوى العربي وفق معايير الاعتماد والجودة الدولية.

تتناول دراسة الدكتور الداغر الدور المهم الذي يقوم به الإعلام الجديد بأشكاله المختلفة من صحف الكترونية ومواقع إخبارية وبوابات إعلامية وشبكات تواصل ومدونات ومنتديات في تشكيل معارف واتجاهات الشباب الجامعي نحو ظاهرة الارهاب على شبكة الإنترنت والتوعية من خطورتها في بيئة الكترونية تزايد فيها إعلام الجماعات الارهابية وتنامى خلالها الفكر المتطرف، وزادت عدد المواقع الاجتماعية والمنتديات التي تدعو للعنف والإرهاب على شبكة الإنترنت مما دفع البعض من شباب بعض البلدان العربية الانخراط في هذا الفكر المتطرف والتخريبي عبر مجموعات ورسائل وتغريدات يقودها محترفون من أعضاء التنظيمات الإرهابية في إدارة المواقع الإلكترونية.

ويضيف الدكتور الداغر أن الدراسة استهدفت دراسة الشباب السعودي تحديداً دون غيره باعتباره الشريحة العربية الأكثر تواجداً بين أعضاء هذه التنظيمات وخاصة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة “داعش” ورصد توجهات الشباب حول تنامى هذه الظاهرة عربياً ودولياً وذلك بالتطبيق على ثلاث جامعات سعودية هى (جامعة الإمام بالرياض، الملك عبدالعزيز بجده، الملك خالد بأبها) وعلى عينة بلغت نحو 420 مفردة.

ويؤكد الدكتور الداغر أن أهمية الدراسة تأتي من كونها تناقش موضوعاً حيوياً يمس حياة وأنظمة شعوب العالم لاسيما وأن ظاهرة الإرهاب أصبحت واقعاً مزمناً امتدت آثاره إلى كافة تفاصيل الحياة اليومية داخل المجتمعات العربية وغير العربية وتحديداً بعد ما عرف بربيع الثورات العربية، وهو ما دفع الباحث نحو التعرف على دور هذه الوسائل الاتصالية الجديدة في تشكيل معارف واتجاهات الشاب الجامعي السعودي نحو موضوعات وقضايا الإرهاب القادم عبر شبكة الإنترنت وسبل توظيفها بما يعود على المجتمع بالأمن والاستقرار.

وتوصل الدكتور الداغر من خلال دراسته إلى عدد من النتائج منها تصدر شبكات التواصل الاجتماعي “تويتر” قائمة وسائل الإعلام الجديد التي أسهمت إلى حد كبير في معرفتهم بمخاطر وأبعاد الإرهاب وزيادة مشاعرهم ضد الإرهاب وأعمال العنف والتطرف والتشديد على العقوبات التشريعية والقانونية التي تواجه صاحب هذا الفكر في حالة الإدانة ، وهو ما يعنى أنها أسهمت في حالة رفض عام لدى طلاب الجامعات السعودية للظاهرة وتداعياتها، وعند تعرضهم لشبكات التواصل الاجتماعي إزاء أحداث الإرهاب يرون أن الإرهاب صناعة غربية – أميركية، وأن أحداث سبتمبر/أيلول كانت السبب الرئيس في تفاقمها وتناميها في مختلف دول العالم، وأن القائمين بأعمال العنف والإرهاب ليس لهم دين أو عقيدة، بينما تراجعت مقولات أن الإرهاب ظاهرة إسلامية أو عربية بين جموع الشباب الجامعي السعودي.

يذكر أن هذا الاصدار هو الرابع الذى يصدر عن حوليات جامعة الكويت للدكتور مجدي الداغر بجانب ثلاثة إصدارات أخرى في طريقها للنشر تباعاً حول “الإعلام الأميركي وثورات الربيع العربي”، و”إعلام الأزمات في البلدان العربية”، و”استخدامات الإعلاميين المصريين لشبكات التواصل الاجتماعي في ضوء المعايير المهنية والأخلاقية أثناء ثورة يناير وما بعدها”.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى