«يوتيوب» يهدّد الشبكات التلفزيونية

لجأ الكثير من أفراد «جيل الألفية» إلى منصات مثل «يوتيوب» و «فايسبوك» و «ديليموشن» لمشاهدة البرامج والمسلسلات لدرجة بات هذا الإقبال يهدّد التلفزيون التقليدي حتى لو لم تتضح بعد معالم هذا القطاع الناشئ.
تؤكد فابيان فوركيه المسؤولة السابقة في محطة «ايه اند اي» المشفرة و «كانال +» التي باتت تدير اليوم وكالة «2 بي تيوب» أن «الشباب يفضّلون محتويات الفيديو على الإنترنت الأقصر والأكثر تركيزًا على الموهبة».
وتعرف هذه الوكالات التي تدير فابيان فوركيه واحدة منها بالشبكات المتعدّدة القنوات (أم سي أن) وهي تمثل تقريبًا جميع مستخدمي «يوتيوب» البارزين لمساعدتهم على كسب الأموال من أعمالهم. ومن أشهر هؤلاء المخرجين السويدي فيليكس كييلبرغ الملقب بـ «بيوديباي» الذي يضمّ حسابه على «يوتيوب» 45 مليون مشترك والذي حقق 7,4 ملايين دولار من العائدات سنة 2014، بحسب مجلة «إكسبرسن» السويدية.
تعتبر إيرادات نجوم «يوتيوب» طائلة من دون شك، لكنها ما تزال بعيدة كل البعد عن المبالغ التي يجنيها نجوم السينما والتلفزيون في الولايات المتحدة، علماً أن أشرطة الفيديو تشاهد في أحيان كثيرة أكثر من 10 ملايين مرة والسواد الأعظم من مشاهديها من الشباب، وهي فئة عمرية يركز عليها المروّجون كثيرًا. وتكشف فابيان فوركيه أن ثلاثة أرباع المستخدمين الذين يتفرجون على محتويات «2 بي تيوب» هم دون الرابعة والثلاثين.
خاضت الطاهية البريطانية كارولاين آرتيس غمار «يوتيوب» لتتشارك وصفاتها الغذائية وبدأت تصور نفسها وهي تعد الطعام في مطبخها ليتسع حسابها شيئاً فشيئاً إلى أن بات يضمّ اليوم أكثر من 39 ألف مشترك. وبفضل هذا النجاح، استعانت وكالةٌ بخدماتها وهي تعد كتابًا عن وصفاتها، كما أنها فتحت مع طهاة آخرين مطعماً في مطار هيثرو في لندن.
وتقر آرتيس لوكالة «فرانس برس»: «أكاد لا أصدق ما يحصل معي… فأنا أمّ عزباء كنت أعمل جاهدة في لندن لأعيل عائلتي وتسنت لي الفرصة اليوم لأنشئ قناتي التلفزيونية الخاصة بطريقة ما».
بحسب موقع «انترنت لايف ستاتس»، يتمّ كل ثانية مشاهدة حوالى 120 ألف فيديو على «يوتيوب»، أي أن الأعمال المعروضة على المنصة تشاهد آلاف المليارات من المرات في السنة. وفي دليل على ازدياد شعبية مستخدمي «يوتيوب»، حضر نحو 25 ألف شخص الدورة السنوية من معرض «فيدكون» للفيديو في حزيران الماضي في ولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة.
جيمس كريتش أحد مؤسسي شركة «بالادن» التي تقدّم المشورة لمنتجي الفيديو على الإنترنت يقول: «باتت المبادرات الابتكارية أوسع نطاقاً بكثير مع ازدهار منصات الفيديو وانتشار الهواتف الذكية». ويضيف: «يمكن لشاب في السابعة عشرة أن ينافس من غرفته قنوات كبيرة ويجذب جمهوراً بقدر وسيلة إعلام بارزة».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى