سيل في بيت الدين… رقص وحب وذكريات

محمد غندور

استنتاجات كثيرة يمكن الخروج بها من أمسية مغني السول البريطاني سيل التي استضافتها «مهرجانات بيت الدين الدولية»، في ظل تشدد أمني وتفتيش للزائرين، وطقس منعش، بعيداً من ارتفاع درجات الحرارة في العاصمة اللبنانية.
فالرجل الشديد السمرة، دقيق للغاية في مواعيده. بدأ الغناء عند الثامنة والنصف تماماً، على عكس كثير من النجوم العرب الذين ينتظرهم الجمهور أحياناً لأكثر من ساعة ليبدأوا الغناء.
ويبدو لافتاً أيضاً أن الجمهور الحاضر، كان في حاجة إلى هذه الفسحة من الحب والفرح والرقص، خصوصاً أنه لم يهدأ منذ بدء الحفلة، مطالباً بالمزيد بعد مغادرة سيل المسرح في ختام العرض، فرضخ الأخير لطلب معجبيه وعاد ليغني معهم.
ويبقى الأهم التواضع الذي يتمتع به المغني البريطاني من أصول نيجيرية. فهو يتفاعل مع جمهوره في شكل مكثف وبعد كل أغنية، ولا يسأل الحضور فقط إن كانوا سعداء أم يستمتعون بالحفلة، بل يحاور بعضهم، ويسأل عن البلد الذي يغني فيه، ويُصعد الأطفال ليرقصوا معه على المسرح. ويُغازل فتاة ترقص أمامه فتدعوه الأخيرة الى الخروج معها، لكن يُخرج نفسه من هذا الموقف المحرج بالغناء. هذا التفاعل ما بين سيل والجمهور، أعطى الحفلة بُعداً إضافياً، وباتت أشبه بحفلة لأصدقاء يمضون وقتاً ممتعاً معاً.
الندبة على وجه سيل، أثارت تساولات الجمهور حول سببها، وراحت تكهنات البعض الى أنه تعرض لعنف أسري في صغره. لكن ومن خلال بحث بسيط عبر الانترنت، يتبيّن أن الندبة سببها مرض جلدي تعرّض له في صغره، أفقده شعره أيضاً. ويتميز سيل بحركته الدائمة وحيويّته على المسرح وتنوع أنماطه الموسيقية. والمُطّلع على تجربته الموسيقية، يعرف أن صوت سيل القوي ساعده في الغناء الأوركسترالي، النمط الذي قدّمه في بداياته. وصعد المغني الأسمر الى النجومية في تسعينات القرن العشرين، بعدما صنع لنفسه أسلوباً موسيقياً مميزاً دمج خلاله السول والبوب والدانس والروك، ما جعله واحداً من أشهر الفنانين البريطانيين.
وتنوّعت الأمسية التي قدّمها في بيت الدين، ما بين قديمه وجديده، خصوصاً من ألبومه الجديد «7» الذي صدر الخريف الماضي، وتدور أغنياته حول الحب والعاطفة والذكريات والحنين الى الماضي. ويقال أن سيل كتب أغنيات الألبوم بعد انفصاله عن زوجته عارضة الأزياء الألمانية هايدي كلوم التي استمر زواجه منها نحو سبع سنوات، وأنجبا ثلاثة أطفال. وأطلقت الصحافة عليهما لقب «الجميلة والوحش».
ومن الأغنيات التي قدمها «A kiss from a ross» و «Love Divine» و «Everytime i’m with u» و «Love» و «Let yourself» و»Crazy». ويرى كثير من معجبيه أن أغنية «Kiss from a Rose» كانت بمثابة بطاقة التعريف به وسبب إحرازه شهرة عالمية، ونال بفضلها أهم جوائز في عالم الموسيقى مثل «غرامّي» و «إم تي في».
ولد سـيل ســــامويل في لندن عام 1963 لوالدين من أصول أفريقية. ولم يشكل حب الموسيقى المبكر لديه أي عائق ليكمل دراسته الأكاديمية ويتخصص في الهندسة المعمارية. وبعد تخرجه في الجامعة، عمل في مجال تخصصه لفترة بسيطة، الى أن قرر اتباع حلمه والتوجه نحو الفن.
بدأ الغناء في الحانات الى أن انضم الى فرقة غنائية بريطانية هاوية تدعى push جال معها في اليابان، وبعد مدة انفصل عنها وبدأ التجول وحده في الهند. ولدى عودته الى بريطانيا تعرف الى المنتج ادامسكي الذي أصدر له أغنية KILLER التي حققت نجاحاً غير متوقع، إذ احتلت المرتبة الأولى ضمن قائمة أفضل الأغنيات في العام 1990.
وبعد ذلك وقع سيل مع شركة ZTT للتسجيلات وأصدر أول ألبوم له بعنوان SEAL في العام 1991، لقي صدى واسعاً لدى النقاد إذ احتوى على عدد من الأغنيات الناجحة مثل Crazy وKiller وFuture Love Paradise التي تصدرت كلها قائمة أفضل الأغنيات.
ثم أصدر سيل ألبومه الثاني في العام 1994 الذي احتوى على أغنية Prayer for the Dying وأغنية Newborn Friend وأغنيته الشهيرة Kiss From a Rose التي تم استخدامها في ما بعد كأغنية مرافقة لفيلم «باتمان فور ايفير». وأصدر المغني تسعة ألبومات خاصة لغاية اليوم، آخرها «7» الذي صدر الخريف الماضي وضم 11 أغنية.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى