مختارات للشاعر الهندي كبير

كبير، من أشهر الأسماء في الثقافة الهندية وأقدمها. تُرجمت أعماله الشعرية إلى لغات العالم ومازالت، نظراً إلى بساطة أسلوبها وعمق معناها، وقدرتها على التجدّد عبر محاكاة الإنسان في كلّ مكان وزمان.
ترجم له الشاعر الهندي المعروف طاغور مئة أغنية في العشق ونشرها في كتاب عام 1915، وترجم له الشاعر الأميركي روبرت بلاي قصائد في كتاب سماه «قصائد النشوة». وعن هاتين الترجمتين، صدرت ترجمة عربية جديدة بعنوان «مدّاح الكائنات» للشاعر الهندي كبير (دار الجمل، ترجمة عاشور الطويبي)، تضم عدداً كبيراً من القصائد، منها: «الرجل الصالح»، «وأنت حيّ»، «حديقة الأزهار»، «قل لي»، «الوعاء»، «أرجوحة»، «أغنية العشق»، «الحجاب»، «يا أعمى»، «المساء»، «ارقص يا قلبي»، «ناي الوقت الخفي»، «السمك في الماء عطشان»، «العروس تريد حبيبها»، «يسمع الخلاخيل الرقيقة».
يضمّ الكتاب (168 صفحة) مقدمة تكشف أشياء عن حياة كبير الغامضة، هو الذي عاش من دون أن تُعرف له طائفة أو طبقة ومات قبل قرون ليبقى يعتبر كبير ايقونة هندية اتفق عليها المسلمون والهندوس والبوذيون مثلما اختلفوا. كلّ طائفة تنسبه اليها وتُقدّسه وتجلّه.
كبير أو كبير داس، لم يُعرف إلاّ بهذا الاسم، يعتقد بأنه ولد عام 1440 ميلادي في مدينة فارتاسي من إقليم جنبور في الهند، والتي تقع على الضفة الشمالية لنهر الغانغس. مات كبير عام 1518.
اختلفت الروايات في شأن أصله ومولده. من قائلٍ إنّ أمّه كانت براهمية عازبة حملت به بعد زيارة إلى معبد هندوسي، ما اضطرها لتركه على ضفة نهر، فوجده رجل مسلم نسّاجاً فحضنه وأعطاه اسمه وحرفته. في سن مبكرة صار مريداً لرامامندا الراهب الهندوسي الشهير.
تزوّج كبير في سنّ مبكرة كعادة الناس في ذلك الزمان من امرأة اسمها لوي وأنجبت له ولدا وبنتاً. وتُروى عن حكاية لقائه بزوجته لوي قصّة تقول إنّها سألته في أول مرّة التقيا عن الطبقة التي ينتمي اليها فردّ عليها: «كبير». وعن أي دين يتبّع فردّ عليها «كبير». وفي الختام سألته أيّ ثوبٍ يرتدي فأجاب «كبير». وتأتي هذه القصة لتكشف عن مسار حياة كبير الذي لم يكن من المتحمسين للمؤسسات الدينية بمعناها الساذج القاصر، بل كان ينادي بالدين الحرّ الخالي من الحواجز الطبقية، العرقية، الناجي من سيطرة الفقهاء ورجال الدين.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى