الساهرات أصبحن خارج البيت

( الجسرة )

صدر للشاعرة والباحثة الفلسطينية زهيرة زقطان كتاب جديد بعنوان “الساهرات أصبحن خارج البيت” عن دار الأهلية للنشر والتوزيع. وفي حفل توقيع الكتاب الذي أقيم في عمان الأربعاء الماضي قال الشاعر عمر شبانة في قراءة نقدية لنصوص زهيرة “ما بين الاشتغال على النص السرديّ، والانشغال بالنصوص الشعريّة، والعمل في مجال البحث في الميثولوجيات الفلسطينية/ السورية القديمة، والانهماك في عالم التطريز والأشغال اليدويّة، تتنقل زهيرة زقطان، في حقل فسيح وشديد العمق، حاملة فلسطين وهويّتها، تاريخها وأساطيرها، ملاحمها وواقعها الرّاهن”. وأضاف شبانة “تجسد زقطان عناصر هذه الهوية ومكوّناتها في إبداعاتها، من خلال التعدّد والتنوّع في وسائل التعبير وأساليبه” هذه العوالم تتجسّد على نحو واضح في ‘الساهرات أصبحن خارج البيت’ “. ويقول عمر شبانة أن الفنانة زهيرة زقطان تحفر في هذه النصوص الشعرية، كما في أعمالها الأخرى، في المساحة التي تجمع الواقع والأسطورة، بأسلوب محمّل بالرموز والعلامات القادرة على تمثيل البُعدين المتداخلين. ولهذا الحفر الإبداعيّ، حسب شبانة، كما يتبيّن لقارئ الكتاب، أبعاد شعرية تخييليّة، مثلما تمتلك الأبعاد المعرفية والحكائية، التاريخية والأسطوريّة “المُشعرنة”، ومن الجمع بين هذه الأبعاد تكتسب نصوص الكتاب فرادتها وتميُّزها. وأشار عمر شبانة إلى أن في نصوص زهيرة أساليبا ولهجات، ولغة تقارب لغة الكتاب المقدّس، الإنشاد والمزامير، لغة مكثّفة وتنطوي على مقدار من الإشارات الجنائزية، أو لغة المراثي. وقد قدم خلال التوقيع محتسب عارف عدداً من نصوص الكتاب بطريقة درامية أدائية. ومن نصوص “الساهرات أصبحن خارج البيت”: وأنت ذاهبة إلى موعدك على حافة النهر تحملين إليه الثلاثين فاتحة اذهبي مبكرة في الصباح كالعشابات الذاهبات إلى مزارع (الكرامة) بعد لحظة الآذان صلي فجرك مثلهن ثم اذهبي واثقة إلى حافة النهر سيقول المزارعون المنحنون على خصل النعناع حين تمرين بهم: ما أجمل البنت التي مرت تشبه باقة من النعناع لا تلتفتي أكملي طريقك إلى النهر وحين تصلين الماء اغسلي شعرك حتى يثمل ثم مشطي تعرجاته الطويلة بأصابعك واشبكي وردة دفلى في الخصلة الأولى وابتهجي في مرآة الماء وبالغي بزينتك وأشيري إليه كشارة مريم إلى أهلها… هنا توسدته الأرض. أشيري بدقة للمكان وقرب رأسه تماما اجلسي واقرأي ثلاثين فاتحة ومعوذتين. ولدت زهيرة خليل زقطان سنة 1950 في مخيم عقبة جبر/أريحا، ودرست في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم الكرامة، وأنهت الثانوية سنة 1974، ثم حصلت على شهادة البكالوريوس في الفلسفة وعلم النفس من جامعة بيروت العربية سنة 1979. أقامت عشرات المعارض الشخصية التي تضمنت لوحات تراثية مشغولة بالتطريز على القماش، في الأردن، ولبنان، وتونس، ومصر، والعراق، وفلسطين، هي عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين. ومن أهم أعمالها الأدبية: “أوراق غزالة”، قصص1987، “النعمان”، قصص، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 1999، “مضى زمن النرجس”، رواية، مركز أوغاريت الثقافي، رام الله، 2007، “أوغاريت ذاكرة حقل”، كتاب توثيقي عن نصوص أوغاريت، المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي، 2003.

المصدر: ميدل ايست اون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى