محمد المنسى قنديل: يجب أن يظل الكاتب ضد السلطة

( الجسرة )

يقدم د. محمد المنسي قنديل نموذجا لطفل القرية الفقير الذي قرر الاشتباك مع العالم بالكتابة، لم يملك سلاحا آخر لهذا الاشتباك، لكنه لم يشعر بأنه يمتلك سلاحا ضعيفا أو أنه يحتاج إلى ما هو أقوى مما يمتلكه بالفعل، درس الطب، ودرس المجتمع أكثر، ثم كتب ليشرح مجتمعه بحثا عن الأسباب العميقة لأمراضه محاولا الإشارة إلى نقاط الضوء على الطريق الصحيح للعلاج.

لم يفقد حتى الآن دهشة الطفل الصغير الذي اكتشف العالم في مكتبة البلدية بمدينة المحلة، وبهذه الدهشة يكتب، وبالجرأة التي تمنحها له طفولته ودهشته يقتحم بعمله الأدبي مناطق كثيرة من المسكوت عنه في ثقافتنا العربية.

د. محمد المنسي قنديل واحد من أهم كتاب جيله، كتب القصة والرواية والسيناريو، كتب الرحلة وكتب للأطفال، لكن الرواية تظل المحبوب الحقيقي له لأنها، ربما؛ هي التي تجعله أكثر قدرة على الغوص في أعماق الناس والمجتمع.

ولد محمد المنسي قنديل بمدينة المحلة الكبرى في 16 سبتمبر/أيلول عام 1946، درس الطب في كلية طب المنصورة وحصل على بكالوريوس طب وجراحة عام 1975، عمل طبيبا في ريف محافظة المنيا، ثم في عيادات التأمين الصحي بالقاهرة، كما عمل في مجال الصحافة في جريدة “الراية” القطرية من عام 1978 حتى عام 1985، ثم مديرا لمركز دراسات أدب الأطفال بالقاهرة عام 1988، وعمل كذلك محررا بمجلة “العربي” الكويتية منذ عام 1992.

من رواياته: الوداعة والرعب (حولت إلى فيلم سينمائي بعنوان “فتاة من إسرائيل”)، انكسار الروح، 1988م، قمر على سمرقند، 2005، يوم غائم في البر الغربي، 2009، أنا عشقت 2012.

ومن مجموعاته القصصية: من قتل مريم الصافي، احتضار قط عجوز، بيع نفس بشرية، آدم من طين، عشاء برفقة عائشة.

كما قدم عددا من الكتب مثل: شخصيات حية من الأغاني، وقائع عربية، عظماء في طفولتهم، تفاصيل الشجن في وقائع الزمن.

إضافة إلى سيناريو فيلم “آيس كريم في جليم” الذي قام ببطولته المطرب عمرو دياب، وحوالي 12 كتابا للأطفال منها: يهودي في بلاط النعمان، حكايات صغيرة لريم، رجل من قبيلة النساء، رحلة على أرض الأفكار، سندباد في جزيرة القرنفل.

والمنسي قنديل في هذا الحوار؛ كما هو في كتاباته، الإنسان الشفيف البسيط المنطلق، والكاتب المهموم المتعمق المشتبك بقوة مع قضايا عصره ومجتمعه وقضايا الكتابة أيضا.

* دخلت الكتابة من باب القراءة السحري

* الكتابة نداهة كل العصور، كيف سحرتك وكيف اكتشفتها بداخلك؟

ـ إنه السؤال الأصعب لكل كاتب، فهي بالنسبة لي فعل من أفعال الحياة، لا أعرف متى بدأت، ولكنها دائما كانت لعبتي المفضلة، كنت طفلا ضعيفا هش البنية، في شارع فقير، ألعاب الأطفال تعتمد على العدوانية وإثبات الذات، لذلك كنت أبتعد عنهم بالتدريج، وبدلا من ذهابي إلى أماكن لعب الكرة الشراب، عرفت الطريق إلى مكتبة البلدية، عالمي السحري، دخلت عالم القراءة من بابه الأسهل، مجلات الأطفال، واكتشفت أنني أستطيع أن أكتب مثلها، لذلك كتبت أول مجلة لي ووزعتها على زملائي بالفصل، واكتشف مدرسو اللغة العربية أن موضوعات الإنشاء التي أكتبها صالحة لأن أقرأها على بقية الزملاء، ثم في الإذاعة المدرسية، وهكذا بدأ عشقي للكتابة متوازيا مع حبي للقراءة.

لم أكن أبدا قارئا سلبيا، وقد كتبت عشرات المخطوطات التي طمرها الزمن، ومازال بعض أصدقاء الطفولة يحتفظون ببعضها ويرفضون إعطاءها لي لأنهم يعرفون مدى إهمالي، المهم أنني اكتشفت داخلي ذلك الإحساس الممض بالتعبير عما في داخلي، لم أكن أجيد التعبير عن نفسي بالكلام، ويحلو لي أن أعبر عن نفسي بالكتابة، حاولت أن أجرب الشعر، ولكني كنت أفتقد للإيقاع، ولم أعرف كيف أدرس العروض، لذلك كففت نهائيا عن الشعر، ووضعت كل طاقتي في النثر، وطوال كتاباتي، كنت أضع أمام عيني هدفي، أن أكون واضحا ومتاحا، لا أريد أن أقيم أي حاجز بين القارئ والنص، لذلك يتهمني البعض أنني تقليدي، وليست لي مغامراتي الخاصة في اللغة، ولكني أعقد أن هذا هو أسلوبي الأمثل.

* تهتم بحركة المجتمع وحركة التاريخ في عملك الروائي فأين أنت (الفرد الذي هو محمد المنسي قنديل) في إبداعك؟

ـ أنا موجود في كل ما كتبته، أنا فقط أرتدي القناع المناسب، في روايتى الأولى “انكسار الروح” كتبت الكثير من سيرتي الذاتية، وهذا هو دأب الروايات الأولى دائما، فالمؤلف لم يكن قد اكتسب بعد خبرة التخفي، لذلك يظهر بوجهه عاريا، ثم توقفت لفترة طويلة، في الحقيقة لم أتوقف عن الكتابة، كتبت للأطفال والعديد من وصف الرحلات والقصص التاريخية، كنت أكتب كل يوم، ولكني أشعر أنني لا أمارس فعل الكتابة، كنت بعيدا عن الرواية، كتبت فصولا متفرقة، وتجارب لم تتم، ولكني ظللت بعيدا عن التركيز، عقلي فارغ وروحي متعبة.

ثم قمت برحلة إلى وسط آسيا، تلك البلاد التي كانت قد استقلت حديثا وخرجت من منظومة الاتحاد السوفيتي، وفي مدينة طشقند قابلت رجلا مدهشا، يتحدث العربية بطلاقة ويحمل على كتفيه تاريخ هذه المنطقة المضطرمة، لقد أثارني بدرجة جعلني أسجل كلماته وتصرفاته وكانت النتيجة هي رواية “قمر على سمرقند” التي عدت بها للكتابة الحقيقية، وتابعتها رواية “يوم غائم في البر الغربي” التي كانت هروبا في لفائف التاريخ بحثا عن هوية مهددة، ثم روايتي الأخيرة “أنا عشقت” في محاولة لمواجهة فساد الواقع، لقد أصبحت أجيد ارتداء الأقنعة.

* الرواية هي شخصية في مكان

* المحلة بلد المنشأ، لكن القاهرة هي اللغز المخيف الذي حاولت اقتحامه وفك طلاسمه في روايتك “أنا عشقت”، عشت أيضا في الكويت، وجبت مدنا عدة، فما حكايتك مع المدن، وما هي المدينة التي كان لها التأثير الأكبر على المبدع فيك سواء كان التأثير سلبا أو إيجابا؟

ـ كل رواية هي شخصية في مكان، ومثلما يهتم الكاتب برسم شخصياته، عليه أن يهتم بتضاريس المكان الذي تتجول فيه هذه الشخصيات، لا توجد مدينة واقعية محددة، ولكن كل كاتب يصنع مدينته الخاصة، يضع فيها معالم من كل المدن التي عاش بها أو مر بها، فوكنر كان كاتبا عظيما فصنع مقاطعته الخاصة وكتب فيها كل رواياته، كتاب أميركا اللاتينية حولوا مدنهم الإقليمية إلى مدن كوزموبلتنية، نجيب محفوظ خلق قاهرة أخرى خاصة به، مليئة بالفتوات والدراويش والعاهرات، أما نحن فليس أمامنا إلا المدينة القديمة التي نعشقها ونخشاها في الوقت ذاته.

في روايتي “أنا عشقت” كنت معني بتفحص طبقات الحضارة المتراكمة في مصر، هناك معبد فرعوني حافل بأعمدة الجرانيت، وهيكل يهودي مهجور ولكنه حافل ببقايا الرموز العبرانية، ودير مسيحي قديم جدرانه مليئة بصور القديسين المعذبين، ومسجد مملوكي قديم، طبقات من الحضارة لا توجد إلا في مصر تحوي في تضاريسها ملخصا لكل الحضارة الإنسانية.

* تنبأت بسرقة الثورة المصرية

* وبمناسبة هذه الرواية التي انتهيت من كتابتها بعد حوالى خمسة أشهر من ثورة المصريين في يناير2011، وختمتها بما يشبه النبوءة. سيحصل الشباب على الحلم ويسلمونه لآخرين، لم تقل الرواية ما الذي سيفعلونه بنا لكنها تشير.. فكيف ترى الآن المصري بعد الثورة، وكيف ترى الغد المصري؟

ـ الشيء السلبي أن الثورة قد سرقها الآخرون، كما تنبأت في روايتي، دون أن أدري على وجه التحديد كيف سيتم ذلك، ولكنها كانت ثورة جميلة، أجمل من أن تكون واقعا، أو لها نهاية سعيدة، كنت متشائما، ولكني بعد أن عدت إلى مصر، وشاهدت الحراك السياسي الذي حدث، وظاهرة الوعي عند المصريين واهتمامهم بمصير الوطن، هذا الأمر جعلني أتفاءل، وجدت شيئا غريبا عند ركوبي للمترو، رغم الزحام الضاغط والعناء في الركوب والنزول، إلا أنني لم أجد شيخا أو امرأة واقفين، كان الشباب، الذين ندين لهم بالكثير، يقفون دائما ويتركون مقاعدهم، هذا تغير في السلوك، وهو دليل على إحساس الشباب بمسئوليتهم تجاه العناصر الأكثر ضعفا، إنه ليس وعيا سياسيا فقط ولكنه وعي اجتماعي أيضا، هذا الوعي والإحساس بالمسئولية هو الأمر الجديد، لأن المأساة الحقيقية هي غياب الوعي وعدم اللامبالاة، لقد استعدنا بعضا من هذا الوعي، وبقي أن نعرف إلى أين نتجه.

* الاشتباك الروائي مع السلطة لا يزال قائما

* كمبدع تشغلك فكرة السلطة وتعبر عنها بطرق عدة، العلاقة بين الحاكم والمحكوم، هل ترى أنه تم فض الاشتباك روائيا أم لديك المزيد لتقوله؟ أما على أرض الواقع المصري/العربي كيف توصف هذه العلاقة، كيف تراها الآن وما الذي يجب أن تكون عليه، وهل هناك مؤشرات واقعية يمكن أن تقودنا إلى هذا الحال المأمول؟

ـ هناك أزمة للشرعية في العالم العربي، حتى الآن لم نر سلطة تصل للحكم بشكل شرعي، وكلها أشكال بدائية تنتمي إلى عصر آخر، ويجب أن تزول وسوف تزول، ولكن المستقبل يبقى غامضا أمامنا جميعا، بالطبع ستنشأ حالة من الفوضى، نحن نعيش حالة من موت نظام قديم، دون أن يولد نظام جديد، وحتى الانتخابات الرئاسية التي حدثت في مصر مؤخرا، هي جزء من هذه الفوضى، ليست نظاما جديدا، لأن السلطة فيه جاءت بالتزوير، التزوير هو عرف تقليدي في أي انتخابات، تسألني عن الدليل، لا أملك دليلا، ولكنه تزوير بحكم التاريخ والواقع والمنطق، لذلك فالاشتباك الروائي مع السلطة كان ولا يزال قائما، نحن نعرف جيدا أنها سلطات زائلة، لا يجب أن نرتبط بها أو نراهن عليها، لذلك سيظل الكاتب، أي كاتب، ضد السلطة، أي سلطة في العالم العربي.

* لا أجرب.. أستفيد من منجزات التجريب

* بعض الأدباء يراهنون على مغامرة التجريب في الشكل الأدبى الروائي/ القصصي، أنت رهانك في الغالب مختلف، هو رهان التفاعل المباشر مع حركة المجتمع من خلال العمل الأدبي.. فهل هو اختيار أم طبيعة تكوين شخصي لديك؟

ـ لا أقوم بالتجريب، ولكني أستفيد من منجزاته على صعيد اللغة والشكل، الكثيرون يفهمون التجريب بصورة كلية وخاطئة بعض الشيء، القصة القصيرة هي المجال الأول للتجريب، لأنها لحظة، ومضة كاشفة عن أزمنة ماضية وأخرى آتية، ولكنها أكثر التصافا بروح الكاتب وشخصيته، لذلك فليس هناك قواعد للقصة القصيرة، هناك قصة تخص تشيكوف، وأخرى تخص هيمنجواي وثالثة تخص يوسف إدريس، أما الرواية فهي عمل تطبيقي، يعبر عن الواقع واللحظة التاريخية، شهادة الكاتب على عصره، وعلى المدى الذي يطمح إليه خياله، أو ما يطلق عليه المتخيل الروائي، الرواية عمل ضخم، يجب أن تقدم للقارئ بعض المفاتيح حتى تمسك به طوال الصفحات، ولو تركته يتخبط في ظلمات التجريب فسوف يتركك ويمضي.

* بعض جوانبك ككاتب خفية، دائما ما يكون الحديث عنك كروائي ثم كقاص، فلماذا لا يتم الالتفات إلى كاتب الأطفال؟ ولماذا لا يلقى الضوء على الرحالة وكاتب السيناريو؟ تبدو الرواية وكأنها عشقك الأول، فهل تسخر كل حركتك كمبدع وكإنسان للرواية؟ وما الذي أفدته كروائي من كاتب الأطفال والرحالة؟

ـ هل هناك جانب خفي بالفعل؟ لا أدري، ذات مرة كنت أستعد لإجراء حوار ثقافي في الصالون الثقافي الذي كان يقدمه الشاعر فاروق شوشة، وكنت متوترا جدا، لا أدري في أي شيء سيسألني وفي أي شيء سأجيب، يومها قال لي صديقي الكبير أبو المعاطي أبو النجا الذي أنا مدين له بالكثير، إن الحوار معك من أسهل الأشياء على أي محاور، سيسألك عن القصة الرواية، ثم سيسألك عن كتاباتك في التراث العربي، ثم عن كتاباتك للأطفال، ثم عن أدب الرحلات، وقد يسألك عن كتاباتك للسينما وقد لا يفعل، باختصار، هذا هو عمري في الكتابة، أكتب كل يوم تقريبا، ولكني لا أشعر أنني أكتب إلا إذا كانت الرواية، أعتقد أنني قلت هذا الكلام من قبل، إنها ميزة وعيبا في نفس الوقت.

* لكي تحضر لا بد أن تغيب

* ما هى الأسباب التي تجعلك؛ رغم شهرتك الكبيرة، أقل شهرة من كتاب من جيلك بعضهم ليس أكثر إنتاجا منك ولا أكبر قيمة إبداعية؟

ـ بُعدي الكثير عن مصر جعلني أسقط من الذاكرة المصرية، الزحام كثير وليس هناك من حاجة لصوت غائب، معركتي أن أبحث عن مكان لي تحت الشمس، ليس عن طريق الكلام والمقابلات والثرثرة، ولكن بالعمل، ونحت مكانة في الكتابة خاصة بي، وهذا يتطلب مزيدا من الاعتكاف والابتعاد، معادلة لا حل لها، لكي تحضر لا بد أن تغيب، أنا أكتب الآن في رواية جديدة، تأخذ كل وقتي وتحرمني من الكثير من المتع، وانتهز الفرصة لأكتب سطرا أو سطرين في حوارك، هذا الأمر، يجب أن أدفع ثمن الابتعاد.

* عن النقاد.. والجوائز والهيئات الثقافية

* يهتم المبدع بما يكتبه النقاد عنه، لكنه لا يرضى دائما عما يكتبونه، ليس من الزاوية الضيقة للمدح والذم، بل من زاوية عدم فهم ما كان يقصده المبدع.. فما حدود العلاقة بين المبدع والناقد فى رأيك؟

ـ علاقتي بالنقاد رائعة، على قدر ما قدمت على قدر ما أخذت، عندما كنت في بداية طريقي الأدبي، كتب الناقد الكبير على الراعي عن مجموعتين قصصيتين لي مقالا في مجلة المصور بعنوان” المنسي قنديل وقصصه القادرة” قال فيها إنني قادر على كتابة أي شيء، تصور ناقدا كبيرا مثل الدكتور الراعي يقول هذا عن كاتب ناشئ، لقد أسعدني كثيرا، وحين اتصلت به لأشكره قال لي، أنا الذي يجب أن أشكرك لأنك أمتعتني، وأعتقد أن هذا يلخص علاقتي بكل من كتبوا عني، لم يكتب عني كاره، كتب عني كل من هو محب، لم يؤلمني إلا قول من ناقد شاب قرأ لي متأخرا أنه لم يتصور أن كاتبا مصريا بهذا الحجم مازال على قيد الحياة.

* الجوائز والمبدع؛ علاقة ملتبسة بشكل ما، فما علاقتك بالجوائز خصوصا أن لك قصة مع البوكر التي هى أشهر جائزة عربية حاليا؟ وكيف تقيم الجوائز في عالمنا العربي؟

ـ أنا حزنت كثيرا لعدم فوزي بجائزة البوكر، لسبب لا يخطر بالبال، أن الفوز يتيح للرواية الترجمة للغة الإنجليزية، كنت أعتقد أنها أفضل رواية يمكن أن نقدمها للعالم الغربي، ولكن الحظ لم يسعفني، عموما خيرها في غيرها، الجائزة هي مجرد قياس، فالكاتب يجلس في غرفة منعزلة ويكتب لجمهور لا يراه، ولا يعرف مدى تأثير هذه الكلمات على الآخرين، الجوائز هي مقياس وقتي يشعر الكاتب أن هناك من يرونه ويشعرون به، وهي ضرورية جدا لدفع الإنتاج الأدبي وازدهاره، والعالم العربي ليس بدعة في ذلك، فكل دولة لديها جوائزها، رمزية أو مادية، لأن الأدب هو عنصر صامت، لا يستطيع أن يعلن عن نفسه، وفي حاجة دائما لمن يلفت الأنظار إليه.

* وزارات الثقافة، الهيئات الثقافية، اتحادات وجمعيات الكتاب.. هل ترى أنها تقوم بدورها في خدمة مجتمعنا العربي. ما دورها الذي يجب أن تقوم به أصلا في رأيك؟

ـ لم أتعامل مع الهيئات الثقافية كثيرا، فزت مرة بجائزة نادي القصة والثقافة الجماهيرية وجائزة الدولة التشجيعية للآداب، وكان هذا في مطلع حياتي الأدبية، وكنت في حاجة لذلك حتى أتشجع وأعرف أن هناك قيمة لما أكتبه، وأن هناك من ينظر إلى، احتللت منصبا في مركز أدب الطفل لعدة أشهر، أما غير ذلك فلا شيء، دخلت مؤسسة ثقافية في الكويت وعملت في مجلة “العربي” العريقة وفيها نما وعيى وزادت تجربتي وتمكنت من زيارة العديد من دول العالم، هذه هي كل تجربتي مع المؤسسات الثقافية، من المؤكد أنها مفيدة ولكن هذه الفائدة ليست لي.

المصدر: ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى