أرض الإيمان الشخصي لكيفن رولي في ‘تحيات للملوك’

( الجسرة )

صدر عن دار ازمنة للنشر والتوزيع كتاب “تحيات للملوك” للرسام التشكيلي والشاعر الاميركي المعاصر كيفن رولي.

الكتاب جاء في تسع وثمانين صفحة من القطع الصغير واحتوى على 15 عملا فنيا ونص شعري، قدم له وترجم نصه الروائي الياس فركوح.

وقد اجاب فركوح في تقديمه للكتاب على تساؤل افتراضي للقارئ عن سبب ترجمة النص الشعري بقوله “رغم صعوبة بلوغ الاحاطة الدقيقة بالدافع الاساس الذي جعلني اقدم على ترجمة هذا النص الشعري المركب، الا ان محاولة الاقتراب قدر الامكان من فهم وادراك كيفية المعالجة المزدوجة (كتابة وتصوير ورسم) للساعات الاخيرة التي مر بها المسيح بما تحمله من شحنات تراجيدية خالصة ربما تكون هي الشرارة التي اشعلت لدي حماسة العمل، كما يمكن التعويل على عنصرين اضافيين كان ان شكلا بحسب ما ارجح خلفية لهذه الحماسة، الاستغراب والفضول”.

ولفت فركوح إلى ان عامل الاستغراب يعود الى كون معظم ما شاهده في البداية من اعمال للرسام كيفن رولي اتسمت باوضاع لاشخاص منفردين او مجتمعين بدت بانها مدروسة مسبقا وخضعت لاكثر من تجربة على مستوى زاوية اللقطة الفوتوغرافية ووضعية الحركة، اضافة الى عدم ايلائه اي درجة من درجات الاكتراث في كشف القصدية باحداث “الخدوش” فوق الصورة بالاسود والابيض بعد التقاطها، لا بل الكتابة على بعضها بخط اليد، اما الفضول، فيعود الى انه ذي صلة بما يمكن تسميتها بطبيعة ارض الايمان الشخصي التي شاد فوقها الرسام والشاعر رولي عناصر مشروعه، وفقا لخبر الكتاب في وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

وأوضح المترجم في كتابه ان لوحات رولي التي جاءت متواترة ومصحوبة بنص شعري مقسم على تلك اللوحات المتضمنة في الكتاب وخلافا لجميع التشكيليين في الغرب من الذين اشتغلوا على موضوعات الانجيل وبصرف النظر عن الفترات او الازمنة التي عاشوا وعايشوا طبيعة المدارس الفنية فيها، تميز كيفن رولي بتصوير المسيح رجلا شرق اوسطي الملامح اميل الى التوسط في طول جسده وامتلائه وسمرة البشرة واسوداد الشعر، واصفا اياها بانها نقطة تحسب لهذا العمل وفنانه.

وأشار فركوح الى ان رولي لم يعمل على تحوير او تحريف ذروة حياة المسيح بما يتلائم وسيادة “روح الاستهلاك” و”ميديا” ما بعد الحداثة الاميركية، مجبولة بمادية منطق التعليل العلمي المتحرك وسط مجتمع اخضع ويخضع كل شيء للارتياب، ان لم يكن للسخرية والهزء، وخاصة فيما يتعلق بـ”المقدسات”، لاسيما ما تجلى في ظاهرة “شيفرة دافنشي” الرواية والفيلم، والذي يرجع الى تيار قديم متجدد في مجتمعات الغرب ضمن دوائر تدعي المسيحية لكنها لصيقة ومتداخلة غالبا مع الصهيونية المسيحية لتخدم المشروع الصهيوني في فلسطين عبر اختلاق مفاهيم دخيلة تخترق أس الايمان وجوهره وهو ما لم يكن واردا في منجز رولي الفني متعدد العناصر او في نصه الشعري.

وكيفن رولي الذي ولد في بنسلفانيا ودرس انتاج الافلام في جامعتها فوتوغراف وتشكيلي وشاعر اميركي امتاز بتطوير تقنية اجترحها في منتصف التسعينيات من القرن الماضي بمزج التصوير في وضعيات مدروسة بالالوان الزيتية اطلق عليها “الغرافيك بالالوان الزيتية” التي باتت اسلوبه الخاص.

المصدر: ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى