عبد العزيز ناصر… المبدع الذي رحل سريعًا

خاص ( الجسرة )

* د.حسن رشيد

 لماذا رحلت سريعًا؟ لماذا زرعت موسمًا للحزن.. وأنت الذي كنت تزرع عبر حياتك الممتدة عبر هذه السنوات بساتين للفرح.. هل كان الزائر الغريب على موعد معك؟ كانت ملامح الإعياء بادية على محياك.. وأنت تكابر.. قبل قدوم شهر رمضان من هذا العام، وكعادتك جمَّعت الأحبة والمريدين من خلصائك في بيتك العامر دومًا بالحب.. كان سؤالي.. وكان هروبك من الإجابة.. فقط وضعت النقاط على الحروف بأنك سوف تسافر إلى مدينة تعشقها.. إلى قاهرتك برفقة محمد مفتاح.. وصمت..
كانت القاهرة الساحرة.. دومًا ذاكرتنا الجمعية.. مدينة لن تنام.. وأعود إلى الوراء سنوات وسنوات.. أيام الدراسة بصحبة المرحوم محمد الساعي وزميل الدراسة محمد رشيد.. وليالي أحمد قاسم ولطفي بوشناق.. وذاكرة الموسيقى والغناء حيث الأساتذة على عيسى ذلك الإعلامي المتميز وجدي الحكيم، صلاح عرام وعشرات الأسماء.. بجانب رفقاء الدرب من أبناء المنطقة الفنان إبراهيم حبيب، أحمد الجميري، محمد علي عبد الله، يوسف المهنا. كانت القاهرة، المدينة، والحب، وبئر الذكريات التي شكلت جزءًا من كيانك المرهف.. لم تستطع البعد عنها.. وعندما نلتقي على إنفراد كنا نجتر ذكريات الزمن الجميل في مدينة نعشقها معًا.
ولكن الزائر الغريب استعجل الحضور ودون موعد.. ولكن فجأة اختطفك منا.. آه أيها الراحل الجليل.. يا من شملت مزاياه كل مفردات اللغة ويا من رسمت في ذاكرة كل من عرفك لوحات إبداعية قوامها الحب.. الحب في المطلق، والكرم في المطلق والإيثار بلا حدود.. والتواضع الجم.. والموهبة الخارقة.. والثقافة في شمولية الكلمة.. والتجديد في كل لحن من إبداعاتك..
برحيلك أصبحنا يتامى.. فأنت الصحبة الجميلة.. وأنت الموسيقي الموسوعي الذي بمقدوره أن ينبش في ذاكرة أي موضوع.. مناقشات في إطار اللغة مع صديق عمرك اللغوي عبد الله الجابر.. مناوشات في إطار الموسيقى مع الدكتور حسن النعمة، نبش في علوم الدين والسيرة، عودة إلى تاريخ الغناء العربي..
كان منزلك صالونًا أدبيًا ثقافيًا فنيًا بإمتياز.. والرفقاء لا يملون من صحبتك.. جاسم الهيدوس، خالد عبيدان، ناصر الجابر، محمد مفتاح وعشرات الأسماء بجانب رجال الصحافة والإعلام.. ألم أقل إنك حالة إبداعية قطرية.. كيف لا.. وقد حملت منذ صباك البكر حلمك.. وحققت رغم الصعوبات ما كنت تحلم به!! ومن خلال تلك الحكايا والأهازيج القديمة.. قدمت بطاقة التعارف إلى الآخرين.. عبد العزيز ناصر..
وثرى هذا الوطن علاقة خاصة ومن ثم فإن مركز الكون.. الجسرة.. بشوارعها وبيوتها.. ومازلت حتى الآن تحتفظ في بيتك بلوحة تمثل بابًا خشبيًا قديمًا رسمه المبدع الآخر جاسم زيني تضم صورة لواحد من الرجالات العائلة… عبد العزيز ناصر..
أيها الراحل الجليل.. كما كررت وقلت من أين أبدأ؟ فرحلتنا تمتد في عمر الزمن إلى نصف قرن.. هنا وهناك.. ولكن ماذا ميّز هذا الطفل عن أقرانه؟ ما الذي جعله يرتمي في أحضان الفن؟ سوى ذاكرة الجدات والعمات وحكاياهم في ليالي الشتاء والمرازيم تنهمر بمياه المطر.. أو لفحات حر الصيف وافتراش الحوش أو الأسطح وسرد الحكايات والأهازيج التي لا تنتهي.. من هنا تحرك قطار الإبداع في ذاكرتك ولم تتوقف عند مرحلة.
قليلون ونادرون من يستشرفون المستقبل.. ويعرفون موطئ أقدامهم.. ويحققون أحلامهم.. أما أنت أيها الراحل الجليل فقد حققت أحلام الوطن.. نموذج قطري متفرد الخصال.. موهبة فوق العادة.. ومع هذا فقد كنت تملك صمت الفلاسفة وحضور الحكماء.. كنت دائمًا تتطلع إلى ما وراء الأفق.. كان الانتقال الإبداعي في كل مرحلة مثار دهشة الجميع.
ثم ماذا في جعبتك؟ ولكنك نهرٌ متدفق العطاء.. لم تتوقف حتى قبل رحيلك عندما قدمت للحضور ذات مساء آخر إبداعاتك من أشعار نزار قباني، فعلق الدكتور حسن النعمة بأن الموسيقى أقوى بكثير من الأشعار!! وكان بحضور الدكتور على خليفة الكواري.. ولكنك دافعت عن المفردة.. وهذا دأبك إيمانك بالآخرين والدفاع عن إبداعاتهم..
ولذا فإن العودة إلى البدايات يؤكد هذا الأمر.. أتذكر في الجسرة ذلك البيت الشعبي ورفقاء الدرب.. إبراهيم علي، سالم تركي، وليد السبع، عبد الرحمن المناعي، علي ثاني، محمد عنبر، إسماعيل خالد، جاسم النعمة، مرزوق بشير، أحمد عبد الملك، فرج، عبد الرحمن الغانم، على عبد الرحمن العباسي، حسن حسين، حسن علي درويش.. وعذرًا إذا نسيت بعض الأسماء لطول المدة.. ولكن كان هناك أيضًا أطفالاً انتموا إلى الكيان الذي أسسته في عام 1966م منهم حسين جاسم وعبدالله ميرزا وآخرون.. نعم كنت تسبق سنوات عمرك المديد.. كنت تخطط لتحقيق حلمنا الجمعي وكانت أحلامك أكبر بكثير من أن تعتلي خشبة المسرح.. لتؤدي أغنية لفنان عربي.. هذا الأمر كان جزءًا من الحلم ولم يكن جل أحلامك..!!
أتذكر الآن والبدايات كانت عبر الأندية الصغيرة وحفلات الأعراس في نادي الوحدة (العربي حاليًا) وبرفقة زملائك.. إبراهيم علي، حسن علي درويش، عبدالرحمن عبد الله درويش، عبد الرحمن الغانم، والكورال في الخلفية من أمثال نبيل الباكر وأحمد عبد الملك وغيرهم..
وكانت البداية درسًا في التقليد والمحاكاة حتى في اللباس..!! نعم كانت البداية حلمًا.. ,كنت القائد والمعلم والمخطط وكنت صاحب الرؤية الأبعد.. ولكن كيف استطعت أن تلم شتات الجميع ومن كل الأحياء.. من شرق ومن غرب وشمال وجنوب؟! مدينتك التي عشقتها إلى حد الجنون –الدوحة- بلاشك كنت على وعي وإدراك إلى أين تقودك قدماك..!! وإلى أين تسير سفينة فرقة الأضواء.. كنت ربانًا ماهرًا.. لا تخطو من فراغ.. كان هذا والمدينة والمجتمع وارتباطات الأسرة تقف حجر عثرة.. ومع ذلك فقد انطلقت خارج السرب والقيود التي تكبل موهبة فوق العادة.. وحققت حلمك وحلم الوطن..
كانت النظرة أيها الراحل العظيم إلى الفن والطرب نظرة تحمل الكثير من علامات الاستفهام.. ومع ذلك استطعت مع رفقاء الدرب أن تقدموا إطارًا آخر فيما بعد صورة مغايرة لما كان مرتبطًا بفن الغناء… والأهم أن ما قمت به لاحقًا أمر شبه مستحيل.. أن تنقل الصورة الجديدة واقعًا آخر مغايًرا لما هو متعارف عليه.. كان الطرب القديم مرتبطًا بفن غنائي أحادي الاتجاه (فن الصوت –فن البسته) وجل المصاحبين للفنان (عود ومراويس وطبله) وكانوا فرسان الحلبة فيما مضى.. لا يخرجون عن كينونة إسماعيل عبيدان وإسماعيل القطري الذي عرف بهذا الاسم وهو المرحوم إسماعيل محمد كاظم الأنصاري، سالم وإبراهيم فرج، إدريس خيري، ومع هؤلاء كوكبة من فناني الخليج يحيون ليالي السمر في مناسبات الأعراس.. لعل أشهرهم كان محمد راشد الرفاعي، عبد الله أحمد، أحمد سند، يوسف فوني، علي هزيم.. أما الأكثر شهرة فكان محمد زويد ونجم الغناء عوض الدوخي..
فجأة.. ظهرت مع رفقاء الدرب.. تحلمون بغدٍ أكثر إشراقًا وتقدمون صورة مغايرة أنت القائد والملهم بالنسبة لجيل متعطش لخلق إطار آخر لفن الغناء.. كان هذا في العقد السادس من القرن الماضي.. ولأن طموحك ليس له حدود.. منذ أن آليت على نفسك أن تواصل المسير.. كثيرون لا يعرفون كيف تغلبت على كل العقبات! لم تكن بمفردك في تحطيم التابو.. كان أيضًا الصديق الدكتور مرزوق بشير الذي لبى نداء الفن وإن اتجه إلى عوالم المسرح كلا كما حقق ما يصبو إليه..
كنت مصرًا على تحقيق أحلامك، فالغاية الأسمى أن يفعل الإنسان ما يحقق به ذاته، وأن يكون صادقًا وهو يعبر مسارات الحياة، وكان ما كان، منذ أن وضعت نصب عينيك تلك المقولة الخالدة لمبدع موسيقي هو بتهوفن.. عندما اتخذته شعارًا (قل الحق ولو خسرت تاج الملك)، وأنت لم تستبدل الحروف ولا الكلمات، ولكن وضعت نصب عينيك جملة أخرى.. (افعل ما يحقق حلمك وطموحاتك وسوف تحقق المستحيل)، وهذا ما حصل.. فعندما التحقت بالدراسة في قاهرة المعز وغيرت بوصلة الدراسة، كان الرفاق معك.. حامد النعمة ورفيق دربك محمد رشيد، أما نحن زملاء الرحلة فقد كانت وجهتنا قريبًا منك، وذات الأكاديمية وإن كان عبر فرع آخر وأعني المسرح.. زملائك محمد بوجسوم رفيق دربك الدكتور مرزوق بشير والعبد لله، غانم السليطي، سالم ماجد، موسى عبد الرحمن.
القاهرة الحلم بالنسبة لنا تتحول إلى حقيقة ماثلة للعيان.. وكانت الانطلاقة عندما ارتمينا في أحضان مدينة تحتضن الإبداع وعبر كل الفنون الإبداعية الإنسانية في تلك المدينة الساحرة.. التي لا تنام إلا عبر صوت الشدو الجميل.. كانت رحلة الإبداع لمبدع سجل في حاضرة الخلود اسمه بأحرف من نور.. هو أنت أيها الراحل الجليل.
عبد العزيز ناصر.. الراحل الذي ترك فجوة في قلوب الجميع..أحبائه عشاق فنه، ندمائه وخلصائه.. المبدع الذي غيّر من نمط الغناء في وطنه الأم قطر.. وساهم في تغير نمط الغناء في المنطقة عبر إبداعاته اللحنية.. يقول: (كنت ومازلت مؤمنًا بأن الفن الحقيقي إنما هو ذلك الفن الذي يعبر عن آمال وتطلعات أبنائها.. ويعبر عن الإنسان ومعاناته، أحلامه، تطلعاته).
نعم.. غير من نمط الغناء القديم.. من خلال لون أحادي كان متعارفًا كالصوت والبسته إلى إطار أوركسترالي.. يهتم بكل جوانب اللحن.. واتجه إلى أماكن أبعد عبر أدواته ونلاحظ هذا التنوع عبر صوت محمد رشيد عبر قصيدة عبد الله الجابر (أه لو تدري وتعلم) إلى الفرح في صوت فرج عبد الكريم أو إلى العمق والبساطة في آن واحد عبر أصوات علي عبد الستار وناصر صالح.. وغيرهم.
هذه النقلة تحسب بكل المقاييس إلى موهبة خارقة فوق العادة، وكيف تطور من خلال ثقافة موسيقية وموهبة خلاَّقة.. ثم كيف كان مهمومًا بقضية الوطن، ليس فقط عبر حدودنا الجغرافية ولكن الوطن الممتد من الماء إلى الماء.. كيف لفت نظره قصيدة للشاعر هارون هاشم رشيد وصاغ من خلالها أول ألحانه في عام 1967م والتي حملت مفرداتها تلك الصرخة (أيها المحتل أرضي) وهذا ما جعله لاحقًا بقعة ضوء في ذاكرة كل المبدعين عبر إبداعاته لعدد من الأصوات مثل: كارم محمود، سعاد محمد، لطفي بوشناق الذي حصد من خلال لحنه (تصدّق) من كلمات رفيق دربه عبد الله الجابر على ثلاث جوائز في إطار الغناء واللحن والكلمات في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في مصر، وكنت عضوًا في لجنة التحكيم في مجال الغناء والموسيقى.. وكيف ترنم بألحانه الفنان عبد الله الرويشد، طلال سلامة، إبراهيم حبيب، نعيمة سميح وغيرهم.
كيف عشق ذلك الطفل الصغير الموسيقي وارتمى في أحضان الفن وتخصص لاحقًا في آلة من أصعب الآلات (آلة الكمان) هل كان لذلك السوري وشقيه أحمد دور في بروز تلك الموهبة والارتباط بتلك الآلة؟
وكيف احتفظت ذاكرته بأحاديث كبار السن والأهل وهم يتحدثون عن تلك الأهازيج وما احتفظت به ذاكرة السنين؟ وكيف طوّر وهذّب التراث؟
نعم لم ينقل التراث كما هو بل وضع فيه روحه وضميره وكان واعيًا ومدركًا وهو مازال في مراحله الأولى أن الاحتفاظ بهذا الموروث أمانة، فكان الكرانكعوه والعايدوه وحناج عجين، باجر العيد بنذبح إبكره، الحيه بيه، أم الحنايا، وعشرات الأغاني المرتبطة بضمير الشعب..
أهازيج وترنيمات أحياها كما أحيا أغاني المناسبات في شعبان ورمضان واحتفظ للغواص القديم بما بقي من إرثه، ومن خلال تلك الأهازيج والأطر الفلكورية خلق وشائج مع المتلقي.. نعم إن ترنيمة (أم الحنايا يدفوها على السيف) جزء منا ولكن كيف قدمه هذا المبدع؟ سؤال صعب الإجابة عليه..!
وكيف اتجه بموهبته لإحياء إرث الأجداد والآباء عبر ترنيمة (يا العايدوه يا العايدوه عيدي)، وأفرح الجميع وهو ينبش في ذاكرة الإنسان القطري والخليجي عبر كرنكاعوه كركاعوه والنافلة أم الشحم واللحم، وأغاني الأفراح مثل حناج عجين الذي ترنم به واحد من أفضل الأصوات القطرية.
أغنيات من ضمير الناس هنا في وطني خلدها هذا العبقري.. (يا راعي الملحه، ملحة الجنوبية)، و(يا لقهوه) التي ترنم بها المرحوم فرج عبد الكريم، ولم تقتصر إبداعاته حول الفلكور أو نمط لحني أحادي النغمات.. كان كنزًا لا يتوقف نتاجه عند مرحلة.. كان يطرح لحنًا بصوت فنان ثم يخلق وشائج مع المجاميع.. وبخاصة في الأناشيد والأهازيج الوطنية.. لماذا؟ لأنه كان مهمومًا بقضية الإنسان… هذا الإنسان في إنسانيته يتساوى عنده في وطنه أو في فلسطين المحتلة أو في السودان أو في أدغال أفريقيا أو البوسنة والهرسك.
في رائعته (أحبك يا قدس) تأملوا المقطع الرائع (أنا عاشق مستهام) أو مقطع ( لا تسأليني لماذا وكيف وماذا أحب)، وكذلك الآخر في رائعته (آه يا بيروت) صرخة موجهة أطلقها.. كان دائم البحث والتنقيب عن المفردة وكان يغوص بحثًا عن المعنى الداخلي لمفردات القصيدة وينقل عبر روائع الآخر محليًا وعربيًا.. هنا مرزوق، جاسم صفر، حسن النعمة، وهناك نزار قباني، محمود درويش، هارون هاشم رشيد، سميح القاسم وعشرات الأسماء..
ويقول المرحوم: (أبحث عن المفردة التي تعبر عن نفسي)، حتى في المناسبات لم يضع لحنًا ميكانيكيًا بمعنى أن يصوغ اللحن والسلام.. لا.. لأنه شاعر.. فقد ساهم في إعادة صياغة العديد من الأغاني لعدد من الشعراء بما يتلائم واللحن.. في أهازيجه الوطنية أو أغاني المناسبات القومية هو صاحب لحن يعيش في الذاكرة مثل (هلا مليون هلا، وتعيشي يا قطر) أو رائعة محمد الساعي (الله يا عمري قطر)، وفي الفترة الأخيرة وعبر المجاميع قدم العديد من الروائع مثل الشريط الخاص (بقمعستان) وأغاني نقشت في الذاكرة الجمعية تحمل مضامين إنسانية مثل: سفينة الأحزان وشمس الحرية وغيرها.
هذه الرحلة الممتدة في عمر الزمن لما يقارب من نصف قرن أفرزت لنا روائع خالدة، ولذا فإن التكريم الذي حصده في حياته تكريم مستحق لرائد قطري، سواء من سلطنة عمان أو القاهرة مثل جائزة الأوبرا الذهبية، وجائزة الدولة التقديرية كيف لا.. وقد ترنم بألحانه عشرات الأصوات بدءًا بكارم محمود، علي الحجار، عبد الله الرويشد، طلال سلامة، لطفي بوشناق، عبد المجيد عبد الله، لطيفة، إبراهيم حبيب، نعيمة سميح، مدحت صالح، أصالة، هاني شاكر، ماجد المهندس، ريهام عبد الحكيم، راشد الماجد.. وغيرهم.
ومن أبناء قطر: محمد رشيد، فرج عبد الكريم، علي عبد الستار، محمد الساعي، ناصر صالح، عيسى الكبيسي، فهد الكبيسي، صقر صالح، سعد حمد، محمد جولوه، غانم شاهين، وغيرهم.
كما أن تكريمه بعد رحيله كان تكريمًا للإبداع القطري عبر تسمية مسرح الريان باسم هذا الرائد الكبير.. وهنا أتوقف قليلاً لأطالب الجهات المختصة بالآتي:
إيجاد وخلق جائزة تحمل اسمه تمنح لأفضل أغنية قطرية في مجال الكلمات، اللحن، الغناء، وأن يكون ذلك ضمن احتفال فني قطري.
أن يقدم عبر الأكاديميات الفنية المتخصصة دراسة حول إبداعاته وأن تقدم البحوث في إطار الدراسات الأكاديمية العلمية للحصول على الدرجات العلمية في الماجستير أو الدكتوراه.
أن تقوم الجهات المعنية بتكليف الباحثين بتحليل أعماله عبر المتخصصين وما أكثرهم في دول المنطقة مثل الدكتور مبارك نجم في البحرين على سبيل المثال لا الحصر.
تكليف مجموعة من الباحثين بوضع دراسة معمقة عن رحلته الإبداعية وأرشح هذه الأسماء للبحث وهم: علي شبيب المناعي، علي الفياض، الدكتور ربيعة الكواري، الباحث صالح غريب وغيرهم.
وهناك العديد من المراجع ورفقاء الدرب ممن عاشوا معه مثل د. حسن النعمة وغيرهم.
أيها الراحل الجليل: كان سؤالاً صعبًا وقاسيًا ونحن نلتقي العزاء فيك بعد رحيلك، عندما عبر في حزن وأسى صديقنا ناصر الجابر قائلاً: بو علي الحين وين نلتقي.. لقد رحل إلى دار الخلود من كان يضمنا دومًا تحت جناحيه.. فكان الصمت!!
رحلت أيها المبدع الكبير.. بجسدك الفاني إلى دار الخلود.. ولكن إبداعاتك ستظل علامات فارقة في مسيرة مبدع قطري أعطى هذا الوطن كل نقطة عرق.. وكل ملمح فكره.. بعدك من يكمل!! نعم.. رحلت فمن ينبش بعدك في الذاكرة في كل الأطر.. لحنًا شجيًا.. من أعماق إنسان هذا الوطن ومن يقدم روائعك.. لقد أصبح السلام نشيدًا نردده في كل آن.. قسمًا بمن رفع السماء..
أنت لم ترحل.. أنت باقٍ في ضمائرنا.. وكم كان فلذة كبدي علي صادقًا وهو يعبر بما يجيش في صدره من مفردات عندما سمع بنبأ رحيلك المفاجئ..
رحل.. لا.. ما رحل عايش..
ولا بيموت..
لأنه في مسامعنا لحن وإحساس..
فمان الله مخنوقه وبليا صوت..
حزينة الدوحة بغيابك..
وكل الناس..
نعم أيها الراحل الجليل.. حزننا كان ثقيلاً.. ولكن هذه إرادة الله.. ولا رادَّ لقضائه.. لك الرحمة ومثواك جنة الخلد ولنا الصبر والسلوان..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى