يحدث كل خميس… مسرحية جديدة تستلهم واقع شطري البرتقالة الفلسطينية

( الجسرة )

مسرحية جديدة يتوقع لها أن تثري العمل المسرحي داخل أراضي 48، وهي مستوحاة من واقع الفلسطينيين بعدما شطرهم الخط الأخضر إلى شطرين منفصلين ومتواصلين معا، في ظل احتلال يعمل على شرذمتهم لجماعات وشظايا شعب متناثرة بين الوطن والشتات.
المسرحية من تأليف أيمن اغبارية وتمثيل الفنانة روضة سليمان وهي تعالج واقع الحياة اليومية للفلسطينيين، ولكن بصيغة فنية وبسرد روائي درامي جميل.
«يحدثُ كل خميس» مسرحيةٌ عن «عطاف» و»ربيع»، الأولى امرأةٌ عزباء (40 عاما) من الداخل الفلسطيني بسيطة لا يراها أحد، لا تنتظر شيئاً مهماً ولا شيء مهم ينتظرُها. لكنها تضجُّ بأحلامِ الحُب والولادةِ والانعتاق. أما «ربيع» فهو شاب من مناطق 1967 في العقد الثاني من عمره. شابٌ مارَس التسّول على الإشارات الضَوئية في الماضي القريب، جَاع وتَشرد، أذلَته الدُنيا وتمرس بالتجاربِ المرّة. لكنّه ما زال قادراً على الحياة بكامل إنسانيته صدقها وكذبها شجاعتها وجبنها، ومنعزلاً – متواصلاً. يلتقي «عطاف» و«ربيع» كلّ خميسٍ عند السياج، ليٌكملا قصةَ حبهما المَمنوع والمَبتور. تعددتِ الأسبابُ التي تقفُ ضدَّ أن يكتمل هذا الحب حالةً ووطناً: الاحتلالُ، فارقُ السّن والتجربةِ، ماضيهِما الشَخصي ودوافعهِما المختلفةِ، هي كلّها أسبابٌ تقفُ بينهما كجدارِ الفصّل العُنصري. لكن يقف بينهما أيضاً «فتحي» الغائبُ الحَاضر والشهيدُ الحيّ الذي تمضي به حكاية المسرحية بدروب متشعبة ومثيرة.
ماذا يحدثُ كلَّ خميس؟ تتساءل روضة سليمان وتقول لـ» القدس العربي»: إن بَعضُنا يستعِدُّ لعُطلةِ الأسبوع، يَستسلِمُ لزحّمةِ السّير، يذهبُ للأعراس أو للأسواق يشتري الهدايا لمن يُحب، ويُطيل السهر للإلفة والحُب. بَعضنا الآخر يَصوم، يقرأ ويتهجد، ويقومُ الّليل. بعضنا يدمعُ ويتذك، يزرعُ ورداً أو يسّقِيه، يترحَمُ ويقومُ بواجب «زيارة الخميس» لقريبٍ أو حَبيب. بالمقابل تشير إلى أن بَعضُنا الآخر يقفُ على الحواجزِ في طريقه لقريَته أو مدينته، يُفتشه الجُنود ويستبيحون جَسه ، يحققون معه بمهانةٍ وعنصرية، يَعتقلونه أو يَحتجزونه أو يأخرونه. بعضنا يَغضب ويثور ويقاوم، وبعضنا الآخر يَستسلم ويهادن ويستكين. بعضنا أطفالٌ ونساءٌ تتسولُ على مفترقات الطُرق، بعضنا الآخر يتصدقُ أو يَتعامى. بعضنا يحيا وبعضُنا يموت.. بعضنا من بعضنا. بعضنا «عطاف» وبعضنا الآخر «ربيع». وتخلص سليمان للقول والتساؤل: هذا بعض ما يحدث كلّ خَميس. هلّ ما زلنا قادرين على الحُب والمُقاومة والخروج من خانة الضحية؟ هل ما زَال بإمكاننا أن نَقف على حَافة بيتنا أو أرضنا أو رُوحنا لنصرخْ: كفى تهميشاً وقمعاً واحتلالاً؟ هل سيسمعنا أحد؟
تلتقي في هذه المسرحية البداياتُ بالنهايات وعلى جَانبي الجدار يجتمعُ اليأس والأمل ويتكاتبُ شَغبُّ الرغبة مع رَتابةِ العجز.
وستعرض المسرحية الوليدة بعد أيام في مدينة حيفا على خشبة الميدان لتنطلق في جولة عروض بين شطري البرتقالة الواحدة.

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى