فيصل دراج: لا صعود للرواية في مناخ ثقافي يغلّب الموروث

( الجسرة )

*ليلاس سويدان

منذ أن طرحت الرواية العربية نفسها كحامل للأسئلة وقارئة التاريخ وربما ديوان العرب الجديد وهي تضع نفسها في مأزق مساءلتها عن دورها وتأثيرها وقدرتها على إضاءة هذه اللحظة التاريخية والثقافية المظلمة.
جوائز ونشاط روائي عربي ولا نعلم إن كان هذا «الالتهاب» الروائي عارض مرض أم صحة، وهل يمكن أن يتقدم جنس أدبي معين وحده، بينما بنية ثقافية كاملة تبدو وكأنها تتراجع؟ الناقد الفلسطيني د. فيصل دراج له رأي بأن الرواية العربية بشكل عام مازال حقل تطورها الثقافي والاجتماعي «معوّقا» لإنها لا تكوّن فعلا حداثيا إلا في مجتمع يعترف بالمعايير والتصورات الحداثية، على مستوى النظر والممارسة. وهو أمر لم يعرفه المجتمع العربي إلى اليوم، ورأى أيضا أن الروائيين الفلسطينيين تحديدا لم تتح لهم شروط الإبداع الكتابي التي تنتج مشاريع كتابية كبيرة.

حول أسباب النشاط الاستثنائي في كتابة الرواية العربية وقدرتها على مواجهة أزمة انفجار موضوع الهويات والهزات التاريخية وفوضى المفاهيم، وبعض أرائه التي أثارت جدلا حول جائزة البوكر والنقد والرواية التي فازت هذا العام، كان لنا معه هذا الحوار.
◗ لماذ لم يعط الأدب الفلسطيني روائيين كبارا، لكنه أعطى روايات كبيرة كما ذكرت في احد حواراتك؟
ـ نعم، أعطى الأدب الفلسطيني روايات كبرى، ولم يعط روائيين كباراً. والروايات الكبرى خمس: «رجال في الشمس» لغسان كنفاني، و«الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل» لإميل حبيبي، و«السفينة» لجبرا ابراهيم جبرا، و»الميراث» لسحر خليفة، و«الضوء الأزرق» لحسين البرغوثي. هذه روايات فلسطينية «كبيرة» ولها مكان طليعي في الرواية العربية في القرن العشرين، في آن.
يحيل الأدب الفلسطيني، لزوماً، إلى ثلاث أطروحات رئيسية، ترتبط بشروط «الإبداع الكتابي» تقول الأولى منها: يستلزم الإبداع الاستقرار الحياتي، ومن دون الاستقرار، وهو روحي أولاً، يوجد كتب، ولا وجود لمشاريع كتابية، إلا نادراً. فقد عاش كنفاني بين دمشق والكويت وبيروت، ورحل مبكراً بعد أن اغتالته المخابرات الإسرائيلية. وعاش المقدسي جبرا ابراهيم جبرا، فعلياً، في بغداد، طيلة منفاه الطويل، لكنه ظل يعيش، رمزياً وذهنياً، في مدينة القدس، معلناً عن انقسام واغتراب وغربة مرهقة. ولذلك جعل من القدس محور رواياته الثلاث الكبرى، ولم يدرج فيها مدناً عربية إلا لضرورات فرضتها «الحكاية». وكتب إميل ما كتب وهو في «حيفا»، أو في «وطنه المصادر»، كما يمكن أن يقال، وأقام حسين البرغوثي في الولايات المتحدة، ولم يرجع إلى «رام الله» إلا ليموت، بعد أن أصيب بمرض السرطان، وتنقلت سحر خليفة، وهي الأكثر حظاً، بين نابلس وعمّان، ومرت «تلميذة» على الولايات المتحدة.

دورة الشتات

◗ وأضاف:
لم يعرف هؤلاء الروائيون الاستقرار الروحي الثقافي ولم يتح لهم، وهنا الأطروحة الثانية، «مجتمعية القراءة والنقد والكتابة والثقافة»، ذلك أن شروط الفلسطينيين منعت عنهم «الحياة الاجتماعية الوطنية» ووزعتهم على مناف متعددة، وعلى أشكال من الحياة الأدبية الثقافية متنوعة. فلا غسان كان يعيش في بيئة جبرا، ولا إميل تقاسم مع الطرفين ما عاشاه. إنها دورة الشتات المرهقة، التي تجعل الفلسطينيين، رمزياً مع «قضيتهم»، ولا تسمح لهم، حياتياً، أن يكونوا مع بعضهم. كتب هؤلاء الروائيون عن فلسطين ولم يكتبوا لقارئ فلسطيني «مباشر»، يلقون عليه بالأسئلة وينتظر منهم الإجابات.
الأطروحة الثالثة لها علاقة بما يدعى: الدولة الوطنية، التي تنتج جمهوراً قارئاً، قريباً من التجانس الثقافي، اعتماداً على المناهج الدراسية والعمل الإعلامي الموحد». لم يعرف الفلسطينيون الدولة الوطنية الموحّدة، وما زالوا لا يعرفونها حتى الآن.

ديموقراطية ولكن..

◗ الرواية الهامش الحداثي المثابر في مجتمع أخطأ طريق الحداثة كما وصفتها، ووصفت أيضا حقل تطورها الثقافي والمعرفي بـ«المعوق». هل يمكن قراءة نشاط كتابتها «الاستثنائي» منذ سنوات على أنه «مثابرة» تنويرية أم هناك أسباب أخرى؟
– لا يمكن أن تكون الرواية فعلاً حداثياً متكاملاً، إلاّ في مجتمع يعترف بالمعايير والتصورات الحداثية، على مستوى النظر والممارسة. وهو أمر لم يعرفه المجتمع العربي إلى اليوم. ولذلك عرف هذا المجتمع الكتابة الروائية، منذ مطلع القرن العشرين، من دون أن تصبح الرواية، كما المسرح، ظاهرة اجتماعية، مما جعلها فعلاً نخبوياً، على مستوى القراءة والكتابة معاً. فلا وجود لظاهرة أدبية حداثية إلا في مجتمع اتخذت مدارسه من الحداثة منظوراً للعالم، يرى في الإنسان المستقل بفكره مبتدأ لجميع الأسئلة، ويعتبر معارف الحاضر قوّامة على معارف الماضي، وينطلق في معارفه من المعلوم إلى المجهول. ربما كان في بدايات الرواية العربية اللامعة، الممتدة من محمد المويلحي إلى جبران فنجيب محفوظ، كما في «أضواء الترجمة»، مما سمح باستمرارية جنس أدبي حداثي في مجتمع أخطأ الطريق إلى الحداثة، وجعل من الرواية هامشاً ثقافياً لا يزال يستمر، نشطاً، إلى اليوم، وذلك في بلدان عربية محافظة شديدة المحافظة.
مع ذلك، وفي مجال الحديث عن «مثابرة» الرواية العربية، ينبغي النظر بلا تسرّع إلى أفكار محددة، كنت شخصياً قد دافعت عنها قبل زمن، كتلك القائلة: ان الرواية جنس أدبي ديموقراطي، وأن الرواية جنس أدبي تنويري، وكل ما يمكن أن يؤدي إلى «تصنيم» الكتابة الروائية، ويفضي إلى أحكام متسرّعة. وعلى هذا، فإن الرواية ليست ديموقراطية، من حيث هي، ذلك أن هذه الديموقراطية تصدر عن التقنية الكتابية في علاقتها بالقارئ، الذي تملي عليه التربية المسيطرة الانصياع والامتثال. تتشكل ديموقراطية الروائية في فعلها الكتابي الذي يروم الإرباك، وإيقاظ الشك ولا يرحب باليقين. وكذلك «تنويرية الرؤية» المفترضة، التي لا تقترن بالموضوع، أو المضمون، بل بمنظور العالم، الذي يقول بالمتعدد وضرورة التأويل، ويرى في هشاشة الكائن الإنساني مدخلاً إلى الكتابة، ولا يعترف «بحتمية التاريخ»، التي هي أسطورة بين أساطير أخرى. وعلى هذا، فالرواية العربية ليست «ديموقراطية المنظور دائماً»، فهناك نصوص لا ينقصها الاستبداد، وهي ليست تنويرية بالضرورة، فهناك نصوص تمجّد الأحادية والواحد.

صعود الرواية

◗ وأضاف د. دراج:
ومما لا شك فيه أن «صعود الرواية»، في السنوات الأخيرة، يعود إلى أسباب لا علاقة لها، لزوماً، بالإبداع الروائي، منها: دور الإعلام والجوائز والإشهار الاجتماعي، ودور النشر والقنوات الفضائية، ولذلك يجب التمييز بين «التكاثر الروائي»، حيث الرواية، في كثير من الحالات، جملة حكايات بسيطة، و«التجدد الروائي»، الذي يقدم إسهاماً كيفياً إلى تاريخ الرواية العربية، وهو إسهام محدود، رغم وجوده. فلا صعود لرواية في مناخ ثقافي يغلّب الموروث على غيره، أو يسعى إلى إعجاب «الآخر» ـ الترجمة ـ قبل وعي واقعه المعيش. بهذا المعنى، فإن الوضع الاجتماعي للراوية، صعوداً أو هبوطاً، يتحدد بالوضع الاجتماعي لثقافة القارئ والناقد، بعيداً عن الجوائز والطقوس الإعلامية.
مع ذلك أنجزت الرواية العربية في سنواتها الأخيرة أمرين: التوسع الجغرافي، فلم تبق مقصورة على القاهرة ودمشق وبيروت، بل امتدت إلى المغرب والخليج، والروائيون السعوديون، كما غيرهم من الخليج، أعطوا، أعمالاً روائية ممتازة. وظهر الأمر الثاني في مجيء اقتراحات روائية عربية جديدة، كتلك التي جاء بها اللبناني ربيع جابر على سبيل المثال، والسوداني أمير تاج السر، إضافة إلى روائيين آخرين من لبنان وسوريا والسودان وغيرهم.

متمسك بما كتبته عن «مصائر»

◗ وصفت اللغة التي كتب بها ربعي المدهون روايته الفائزة بجائزة البوكر بأنها لغة «تنوس بين الشعر والفلسفة» ولكن البعض رأى أن لغة الرواية هي أحد أهم مشاكلها. ما تعليقك؟
– كتبت ما أريد عن رواية ربعي المدهون، انطلاقاً من قراءاتي في الرواية العربية والفلسطينية، واعتماداً على خبرة عمرها أربعون عاماً. يحق لغيري، بداهة، أن يرفض هذه القراءة أو أن لا يرفضها. وأنا متمسّك بها تماماً، ذلك أن الروائي استولد لغة من موضوعه، ولم يلجأ إلى الجاهز والمتعارف عليه، وربما ان انزياحه اللغوي، وهو يدخل في ذكرياته الحميمة، عمّا هو تقليدي، هو ما جعلني «متحمساً» لروايته، ذلك أن الرواية تتعرّف «بالنثر الروائي الذي اقترحته»، الذي هو ترجمة «لفكرها» بعيداً عن قراءة ساذجة، مبتسرة، جاهزة، وغير مسؤولة، تختصر الرواية في «شظاياها» السياسية الإيديولوجية.
لا أظن أن الرواية الفلسطينية، ومنذ عمليّ حسين البرغوثي «الضوء الأزرق» و«سأكون بين اللوز»، قد أعطت لغة إبداعية، منقطعة عن القواميس وإنشاء التحريض، كتلك التي وضعها ربعي المدهون في روايته. ومما يؤسف له أن ذلك «البعض» لم يقرأ هذه الرواية في سياقها الروائي الفلسطيني الساعي، بصعوبة، إلى التجدد، ولا في سياق يحتاج فيه الفلسطينيون إلى المساءلة ومحاكمة الذات والانفتاح على «القلق الوطني المنتج»، بل قرأ الرواية معتمداً على بداهات التلقين والاستظهار، التي تلقي بالرماد على كل مقاربة كتابية «مجدِّدة».

مساءلة التاريخ

◗ هزات تاريخية، تآكل في الجغرافيا، انفجار موضوع الهويات، فوضى في المفاهيم ودلالاتها، هل تستطيع الرواية العربية مواجهة هذه التحديات وأسئلتها؟
– الرواية، من حيث هي، لا تواجه شيئاً، فهي تواجه «حكاية اجتماعية» تحتاج إلى نهاية محتملة. والذين يواجهون «القضايا الكبرى»، بلغة معينة، أو «التحديات الكبرى»، بلغة أخرى، هم: الروائيون الكبار، الذين يشتقون من «قضية محددة» أسئلة تتجاوزها. ويختصر الأمر كله، تقريباً، في معالجة الحاضر وتأمل الماضي الذي جاء منه، والتطلع إلى المستقبل الصادر عنه، مما يستلزم معرفة بالتاريخ الذي قاد إلى الحاضر، وبالسلطات السياسية التي تعمل على «هندسته» كما تريد، بقدر ما يستلزم «حضور الروائي ـ الرائي»، والقدرة الروائية على التنبؤ في عالم محكوم بعولمة «ملتبسة». كل ذلك اعتماداً على وحدة المعرفة والمعايشة والحوار مع التاريخ الروائي الطويل، في أشكاله الفنية المتوالدة.
ما الذي جعل نجيب محفوظ يعود إلى بداية الخليقة في روايته «أولاد حارتنا»، وما الذي دفع بجمال الغيطاني إلى زمن «الزيني بركات» في القرن السادس عشر؟ ومن أين جاء حسين البرغوثي بنثر يقترب من الإعجاز في عمله «سأكون بين اللوز»، وكيف حوّل واسيني الأعرج سيرة عبدالقادر الجزائري، في روايته «الأمير» إلى فضاء واسع لقراءة دلالات الحكمة والجمال والتسامح؟ وما هي كمية المعرفة التي أدرجها ربيع جابر في عمله الكبير «أميركا»؟
الروايات الكبرى تبدأ بمساءلة التاريخ الفعلي، تتأمله وتقوم بتأويله، ثم ترفضه، ذلك أن الرواية تتعامل مع ما هو قائم كي تشير إلى ما يمكن أن يكون، مدركة أن التاريخ يسير إلى حيث يريد، لا كما شاء له البشر أن يكون.

الروائيون الكبار

◗ وأضاف دراج:
لا وجود للشعر، فما يوجد هم شعراء، ولا وجود للرواية فما يوجد هم روائيون. والروائيون الكبار، إن وجدوا، وهم مثقفون كبار عادة، قادرون على معالجة قضايا الهويات المتحاربة، وتصدع العالم العربي، وتقوّض الإنسان العربي الذي يتحداه الجميع، ولا يتحدى أحد إلا بصعوبة. ولعل النفاذ إلى «جوهر الحاضر»، روائياً، والإشارة إلى ماضيه ومستقبله المحتمل، هو الذي يحدّد معنى»الكبير الروائي»، بعيداً عن تسابق مريض إلى الشهرة، والجري من إعلان إلى إعلان، وعلى مبعدة عن ذلك «الفقر الثقافي» المؤسي، الذي يطفو فوق روايات عربية كثيرة تلهث.
الرواية الكبيرة هي الجديرة بجائزة، لا تلك التي تهجس بجائزة قبل كتابتها، والروائي الكبير يصاحب، هادئاً، إبداعه، ويحمل داخله مؤرخاً وعالم اجتماع وفيلسوفاً، وينظر إلى مثال، لا يراه غيره.
كان الفرنسي أندريه بلزاك قد عيّن نفسه «سكرتيراً للتاريخ»، وكتب ماركيز، على طريقته، تاريخ أميركا اللاتينية، محاوراً «الواقعية السحرية»، وشاء نجيب محفوظ، وهو يتأمل بأسى سطوة الزمن، أن يكون مؤرخ المجتمع المصري، لم تكن «مصاحبة التاريخ» مرآة لنرجسية مريضة، إنما كان «التاريخ» هو المجلى الأوسع لتأمل الطبائع الإنسانية، وهذا التاريخ، في شكله الكوني اليوم، هو الذي يأمر «المغلوبين»، والعرب منهم، أن يقرأوا المواضيع جميعاً، من وجهة نظر «المغلوب»، الذي يتوالد غلبه منذ زمن طويل. وعلى أي حال، فالإنسان الذي لا يعرف هويته، لا يمكنه الحديث عن موضوع الهويات، والذي لا يعرف «من أين يأتي التخلّف»، لا يستطيع مساءلة «تآكل الجغرافيا»، والذي لا يسأل: «من أين جاء العبيد»؟ يظل عبداً طيلة حياته، من دون أن يدري.

لا إساءة لـ «البوكر».. بل تقويم عادل
◗ كتبت مقالا يحمل عنوان «شيء من العبث في جوائز البوكر»، طالبت فيه بالفصل بين النقد الأدبي المسؤول والعبث، ولكن من جهة أخرى كثيرا ما يطرح سؤال عن أسباب غياب النقد الأدبي والنقاد الكبار عن الساحة ويرى البعض أن غيابهم وانتشار «المراجعات الصحفية غير المتخصصة» أنتجت روايات وروائيين فوق النقد بحكم «رأي القراء». ما رأيك؟
– لا وجود لروائيين فوق النقد، منذ شكّل نجيب محفوظ حقبة استثنائية في الكتابة الروائية العربية، وحاول جمال الغيطاني، باجتهاد كبير، حقبة أخرى، ومنذ أن ظهرت أعمال روائية رفيعة القيمة، مثل إسهامات محمد البساطي وهدى بركات وغيرهما. ولا معنى لما يدعى «برأي القرّاء»، الذين قد يصنعهم الإعلام المصنّع ويعبث بهم ويقودهم من «خفة القراءة» إلى خفة التقويم. ذلك أنّ الحكم الموضوعي فيما يتصل بأية كتابة إبداعية، يتعيّن بما يمكن أن يدعى: السلسلة الكتابية، وما طرأ عليها من حذف أو إضافة، أو محو وتجديد، لذا ينبغي التمييز بين الرواية «ككتاب»، أو»حكاية في كتاب»، والمشروع الروائي الذي يحاور ما سبقه من مشاريع روائية، ثم يتناسل في جملة من الأعمال المتكاملة الشكل والمنظور، وهو ما حاوله محفوظ في «مرحلته الفلسفية» على الأقل، التي استهلت بروايات: الطريق واللص والكلاب والشحاذ، وسعى إليه اللبناني ربيع جابر، كما ذكرت،… إنّ تعددية الكتابة الروائية العربية، في السنوات الأخيرة، ظاهرة إيجابية جديرة بالثناء، شريطة التوقّف أمام «العناصر الجمالية» التي جاءت بها، و«الرؤيا الروائية» قدرتها على النفاذ إلى الحاضر المعيش وتبيّن آفاقه،.. فلا رواية كبيرة، بلا «رؤيا» تلمح طبيعة الزمن الآتي.
أما فيما قلته عن «جائزة البوكر»، فكان مجرّد ملاحظات أملاها السياق، فقد عملت هذه الجائزة، وبحرص جلي، على تطوير الرواية العربية وإشهارها، ولا تزال تعمل من أجل «إنصاف ما يجب إنصافه». وواقع الأمر أنني لم أقصد على الإطلاق، في «مقالة الحياة» الإساءة إلى الجائزة، ولا إلى الذين منحوا الجائزة،. وقد ساءني كثيراً أن يفهم منها أنني أقصد الأشخاص، إنما حاولت تقويماً «عادلاً» بعيداً عن الأشخاص والمؤسسات، ذلك أن «شخصنة الأحكام»، هو نوع من العبث.

المصدر: القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى