رواية «سماء قريبة من بيتنا».. تحولات وحكايات أفراد عاديين

ليلاس سويدان

للنقاد رأي وللقراء رأي أيضا في كل ما ينشر من كتب وروايات. وموقع goodreads هو مساحة حرة للقراء يكتبون فيها وجهات نظرهم أو آراءهم فيما يقرأونه. يقيمون الكتاب بمعاييرهم الخاصة ويرشحون ما أعجبهم منها لقراء آخرين أو يقيمون نقاشا حولها.
نختار كل أسبوع كتابا من الكتب الموجودة على الموقع ونعرض بعض التعليقات عليه وتقييم القراء له.
رواية «سماء قريبة من بيتنا» للروائية والأكاديمية السورية د.شهلا العجيلي، من الروايات التي وصلت للقائمة القصيرة للجائزة البوكر للرواية العربية. هذه الرواية صدرت عن منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف ومنشورات مجاز. الرواية تقع في 350 صفحة، وتبحث في خريطة التحولات التي اعترت الشرق الأوسط منذ نهايات القرن التاسع عشر، مروراً بحربين عالميتين، إلى اللحظة الراهنة، إنها حكايات عن حياة أفراد عاديين وتتبع لأصولهم العائلية، وهوياتهم الجغرافية وطموحاتهم وآمالهم، ورغباتهم في الحب والحياة وهم يصارعون أقداراً قاسية كما قالت الروائية.
◗ حالة التيه
طاهر الزهراني قال عن الرواية:
بطلة الرواية «جمان» الشابة المولعة بحب الحياة والفن والجمال والترحال، تقابل ناصر العامري الكهل الخمسيني، الذي شكل لها الأب والأخ والصديق والحبيب والرفيق، والمرافق، لتكون العلاقة نبعا سرديا لا يتوقف. وأنا أقرأ الزخم الهائل للأحداث والشخصيات كنت في البداية أطمح إلى القبض على رأس الخيط الذي قد ينظم هذا الشتات، لكن الكاتبة أرادت هذه الحالة من التيه، خلف هذه الطريقة الماكرة والمحببة للحكي.
كل الأسماء تحضر، كل اسم يقول أنا رواية، لهذا ليس هناك حالة واحدة للحزن والحب والبهجة، هناك عجينة سردية من الحالات والمواقف الإنسانية الحية التي تقول إن الواقع أكثر دهشة.
وأضاف:
رواية «سماء قريبة من بيتنا» هي رواية جغرافيا؛ جغرافيا الحياة، والإنسان، والقدر، رواية تشبه صندوق طفل يحوي الألعاب والدمى وبعض القطع الأخرى التي يرى الطفل أن مكانها الأنسب صندوقه المدهش، صندوق جمعت فيه الكاتبة القصص والبشر، والمشاعر والأحاسيس، الحب، والفقد، والمنافي، والوطن، كل ذلك كتب من دون إدعاء، كتب بحس إنساني ذكي وفاتن.
◗ دائرة غير مكتملة
لميس علوش قالت:
كاتبة مثقفة ولا شك، لديها ثراء لغوي وثقافة أجادت عرضها. الأسلوب الذي اتبعته الكاتبة حاولت فيه أن تشبه أسلوب خالد الحسيني الذي يبدأ بحدث وشخصية لتجد نفسك خلال قراءة الرواية تكمل رسم دائرة، نقاطها مترابطة وتدور حول محور واحد. في هذه الرواية لم استطع اكمال الدائرة.
الرواية اشبه بقصص قصيرة متداخلة كل واحدة على حدة جيدة.
أما يزن الحاج فقد أعطى الرواية تقييما منخفضا وكتب:
لم نجد في «سماء قريبة من بيتنا» رشاقة السّرد اليوميّ أو مرونة الانتقال بين الشخصيّات أو براعة تصوير الاختلافات التي قد تكون طفيفةً أحياناً في مزاج الشخصية بذاتها. بدت سيكولوجيّة الشخصيات وكأنّها نسخ «فوتوكوبي» لصورة واحدة. تبدو الشّهوة مُشابهةً للبرود، ويكاد يكون الفرح مطابقاً للحزن، والانفعالات كلّها مجرّد خربشةٍ عجولةٍ لفمٍ مرسومٍ بقلم رصاص على رسمة وجه جاهزة.
لم تختلف رواية «سماء قريبة من بيتنا» عن مثيلاتها من الروايات السوريّة «البوكريّة» الأخرى، برغم سعيها للاختلاف. ثمة استسهال واضح في الكتابة، واستهانةٌ بالمتلقّي، بحيث يبدو القارئ آخر اعتبارات الكاتب السوريّ المشغول بالكتابة لمجرّد الكتابة، والنّشر لمجرّد النشر. إنْ كانت «بوكر» تحاول تكريس شكلٍ أوحد للرواية السوريّة فقد نجحت بقدرٍ كبير في هذا. أما إنْ كانت الجائزة تحاول إفهامنا أنّ هذا الشّكل المُكرَّس هو ما ينبغي أن تكون عليه الرواية، فهذا بالتّحديد ما ينبغي رفضه. يستحق القارئ روايات أفضل. هذا هو المُؤكَّد الوحيد، وكلّ ما تبقّى هو نسبيّ وقابل للنّقاش.

(القبس الالكتروني)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى