بَاقَةُ زُهُورٍ..للكاتب حيدر حسين سويري

خاص (الجسرة)

 

كانتْ فِي المَطبَخِ، تَحتَسي الشاي، رَنَّ جَرَسُ بابِ المَنْزلِ…فَفَزِعتْ وقالتْ:
– مَنْ في البَابِ؟
فَلَمْ يُجِبها أحد؛ إقتَرَبَتْ مِنْ البابِ، وِنَظرَتْ مِنْ العَينِ السِحرِيةِ، فَلَمْ تَرَ إلاَّ بَاقَةَ زُهورٍ، وُضِعتْ عَلى عَتَبةِ البابِ…
فَتَحتْ البابَ، وَجَدَتْ فَوقَ البَاقةِ، بِطاقةً ملونةً مَكتُوبٌ عليها: مِيلادٌ سَعيدٌ وكُلُّ عَامٍ وأنتِ بِخيرٍ…
رَمَتْ الوَرَقَةَ عَلى الأرضِ، وَدَخَلتْ تَركُضُ مسرعةً نحو الهاتف… رَفَعَتْ سَماعَتهُ وإتَصَلتْ بالشرطةِ:
– ألو… شرطة النجدة؟
– نعم
– أرجو الحضور الآن
– ما المشكلة سيدتي؟
– أرجوك إني أتعرضُ إلى حادث
– العنوانُ مِنْ فَضلِكِ، إطمأني سَنَكُونُ عِندَكِ خِلَالَ بِضَعَةِ دَقائقٍ
طُرِقَ البابُ… نَظَرَتْ مِنْ العينِ السحريةِ، رأتْ الشرطةَ، فَتَحتْ البابَ وقالت:
– أهلاً…لقد تأخرتم
– لا بَأس، هوني عليكِ: ما المشكلة سيدتي؟
– بَاقَةُ الزُهورِ هذه!
– ما بها؟! إنها بَاقة جَميلة
– لَقَدْ طُرِقَ البابُ، وَعِندَمَا فَتَحتَهُ، وَجَدَتُ هذه الباقةَ، وَلَمْ أجدُ أحداً!
– لَعَلَّ شَخصاً مُحِباً أرادَ أن يُفاجئكِ؟!
– لا أعرفُ أحداً، وَكَذلك فإن في الأمرِ غرابةً
– كيف؟
– لَقد كَتَبَ عَليَها: ميلاد سعيد!
– وَمَا الغَريبُ في ذلك؟!
– اليوم، ليس عِيدُ مِيلادي!
– آه، وما المَطلوبُ الآن سيدتي؟
– إنقذني مِنْ هَذهِ الوَرطةِ، أليسَ هذا عَملُك!؟
– أوه، نعم؛ سأخذُ الباقةَ، أظنُ أن الشَخصَ كان يَقصُدُني، فاليومُ عيدُ ميلادي أنا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى