إفتتاح “سينما ستارز” وإنطلاق مهرجان لبنان المسرحي الدولي في النبطية

إنطلقت، أول من أمس السبت، فعاليات “مهرجان لبنان المسرحي الدولي” من مدينة النبطية بحضور حشد من الدبلوماسيين والسياسيين والمهتمين بقضايا المسرح وشجونه. وقد إفتتح المهرجان بـ “كرنفال شارع” إنطلق من وسط المدينة وصولاً الى “سينما ستارز” التي تزامن افتتاحها مع المهرجان، بعد 27 عاماً من الغياب، لتسجل أول مهرجان مسرحي في تاريخ النبطية بمشاركة فرق محلية وعربية وأجنبية.
وعلى وقع الموسيقى والعروض الكشفية والرياضية إفتتحت صالة السينما بمعرض صور وملصقات من أرشيف السينما العربية والاجنبية وعرضت محتويات ومعدات سينمائية قديمة، وعلى شاشة العرض العتيقة منذ العام 1989 عرض فيلم قصير عن مشروع تأهيل “سينما ستارز” لطلاب مسرح إسطنبولي والشباب المتطوعين. من ثم قدمت المخرجة الاسبانية أنا سندريرو ألفرس كلمة خاصة للمهرجان من قبل الكاتب الاسباني الشهير فرناندو أرابال جاء فيها: “تحية الى لبنان والى النبطية ومسرح إسطنبولي على إفتتاح مكان ثقافي للجميع في الوقت الذي تقفل فيه بعض المسارح في العالم وهنيئاً لكم هذا العرس الثقافي الذي يتحدى الانظمة وأتمنى أن أكون بينكم يوماً ما”.
وقالت إفراز الحاج “نحن اليوم أمام حالة ثقافية فريدة في لبنان تتمثل بفريق مسرح إسطنبولي الذي يتمدد من صور إلى النبطية من خلال إعادة إفتتاح منصات ثقافية وتأسيس مهرجانات ومحترف تدريبي للشباب في المناطق المهمشة وهذا ما نؤمن به ونعمل عليه كوزارة ثقافة أي الانماء الثقافي المتوازي في كل المناطق الللبنانية ومشروع إسطنبولي هو تجربة نموذجية يجب أن تعمم في لبنان لانها تجربة تمثل مشروع دولة والدولة تبنى بالثقافة”.
من جهته اعتبر ربيع شداد “أن هذا الحدث هو أكبر دليل على السياحة الثقافية في الجنوب من خلال الوفود المشاركة من الجزائر وتونس وليبيا والعراق والارجنتين وسلوفينيا وسوريا وفلسطين,مما يفعل المسرح في لبنان من خلال التلاقي والعروض”. فيما رأى الدكتور أحمد كحيل “أن الشراكة مع الشباب في هذا المشروع تفعل دور البلدية في الانماء الثقافي وتضع النبطية على الخراطة الثقافية في لبنان، فما نشهده هو ولادة ثقافية ومقاومة فنية وحضارية وإنسانية من خلال المسرح والفن”.
وتحدث قاسم إسطنبولي عن “تجربتنا الثانية التي تتمثل بالشباب المتطوعين الذين أعادوا الحياة لهذا الفضاء وأثبتوا أن أي مشروع ثقافي لا يحتاج الى أموال طائلة بل الى إيمان وحب وطاقة، والمهرجان يغير المعادلة الثقافية كونه ينطلق من الجنوب الى العاصمة، والنبطية هي مدينة الحسين والحسين هو المسرح والسينما والموسيقى، وشكراً لكل من ساهم ودعم هذه التظاهرة المسرحية في ظل غياب السياسات الداعمة للشباب في لبنان”.
وإفتتحت العروض بمسرحية “ساناتا الرصاص” للمخرج حسين جوير، تأليف جميل الرجة وتمثيل أحمد شوقي ونور حميد، وتناول العرض عالم المتاهة في زمن الحرب ولغة الرصاص التي تعصق بالعالم العربي بإسلوب عبثي وسخرية سوداء.
هذا ويستمر المهرجان حتى 26 الحالي ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان التي تتنافس فيها العروض على جائزة أفضل ممثل وممثلة وإخراج ونص وسينوغرافيا وجائزة حسن كامل الصباح لافضل عرض متكامل، وتضم لجنة التحكيم كل من المخرج العراقي كاظم النصار والمخرج رعد سعيد من كورديستان والدكتورة وطفى حمادة من لبنان.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى