‘المرأة من منظور النقد’ يطرح حضور النساء في الثقافة العربية

يتناول كتاب “المرأة من منظور النقد” للناقد العراقي الدكتور جابر خضير الصادر مؤخرا عن مطبعة دار فارس للنشر والتوزيع في عمّان دراسات عن المرأة التي تشكل أحد الموضوعات الأساسية في الأبحاث.

وجاءت مواضيع الكتاب في: الأنوثة بوصفها قيمة متدنية، المرأة والسلطة، دائرة المنع، المرأة والإبداع الشعري، المرأة والتلقي، بواعث النقد المرأة، المرأة في اختيارات النقد حماسة أبي تمام نموذجا.

وفي مقدمة الكتاب ذكر المؤلف أن “موضوع المرأة يمثل أحد الموضوعات الأساسية في الأبحاث التي اتخذت من دراسة واقع المجتمع العربي وما يتحكم به من عادات وقيم وتقاليد مادة لها ولا شك في ان المطلع على مجمل موروثنا في كافة مجالاته سوف يجد ذلك الحضور اللافت للمرأة”.

وأضاف خضير “وهو حضور افرز الكثير من الدراسات التي تناولت واقع المرأة في الثقافة العربية ولعل النتيجة المتحصلة من هذه الدراسات هي تلك الصور السلبية التي كونتها الثقافة عن المرأة وهي صور شملت كافة الجوانب المتعلقة بها الثقافة العربية والمعرفية والبيولوجية والسيكولوجية”.

ويرى خضير أن “النقد مؤسسة فاعلة ومتأثرة ببقية مؤسسات المجتمع العربي القديم وقد سعت هذه الأبحاث التي كتبتها بأوقات متقاربة نسبيا إلى بلورة ونظرة خاصة للمرأة من خلال نصوص النقد العربي نظرة لا تتقاطع مع التصورات المتشكلة حول المرأة بقدر ما تؤكدها وتتلاءم حولها مع توجهاته الاقصائية للمرأة”.

وينظر المؤلف إلى أن تكريس السلطة الممنوحة للمرأة كان يتم ضمن دائرتين: دائرة الإلغاء ودائرة المنع، وهما استراتيجيتان اتبعهما النقاد العرب لتكريس الطابع السلطوي الذي ينظم العلاقة بين الرجل والمرأة في الرابطة العشقية.

ويتحدث في كتابه عن المرأة والإبداع الشعري، من زاويتين الأولى يتناول المرأة بوصفها منتجة للشعر وما هي الأسس والمعايير التي تم على ضوئها استحضار شعر المرأة في نصوص النقاد العرب، وذلك من خلال شاعرتين كان لهما حضور لا بأس به في النقد العربي في جانبيه النظري والتطبيقي، وهاتان الشاعرتان هما الخنساء وليلى الأخيلية.

كما يتناول خضير المرأة في نصوص النقد العربي، هذا الحضور حسب المؤلف ساهم فيه التصور الانهزامي للمرأة في ممارستها الجنسية مع الرجل وهو موضوع المحور الثالث.

ويدرس في المبحث الثاني موضوعة الغزل من خلال استجلاء المقاييس والمعايير التي صاغها الناقد العرب لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في هذا المجال، وهي مقاييس تؤهل المرأة لتبوؤ سلطة رمزية على الرجل مع الأخذ في الاعتبار طبيعة البعد السيكولوجي الذي قدره النقاد للرجل داخل إطار العلاقة العشقية، وهو بعد يتنافى مع مركزية الرجل في المجتمع العربي خارج إطار هذه العلاقة.

ويذكر أن المؤلف ولد في سنة 1975 ومنح شهادة الدكتوراه في سنة 2006 عن أطروحة بعنوان “المثال الشعري في النقد العربي القديم” وله كتاب أخر وهو “آليات الفهم واختلاف القراءة” دراسات في شروح شعر المتنبي صدر في سنة 2011 ويعمل حاليا أستاذا في قسم اللغة العربية في جامعة البصرة، وله مشاركات عديدة في الندوات داخل الجامعة وخارجها.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى