مهرجان للسينما البرازيلية وتسلل طيّب لصور من لبنان

إذا كان الغلاة من هواة السينما ومتتبعي تاريخها، يعرفون بعض الأمور عن ذلك التيار السينمائي الصاخب والمدهش الذي ظهر في ستينات وسبعينات القرن الفائت، ليس فقط لينتج متناً سينمائياً دار حول العالم وساهم في تجديد اللغة السينمائية والقول إن في إمكان العالم «الثالث» أن تكون له سينماه أيضاً. وإذا كان كثر من أهل السينما يتذكرون إسهامات غلاوبر روشا العملية والنظرية التي طبعت ذلك التيار الذي سمي بكل بساطة «سينما نوفو» (السينما الجديدة)، فإن السينما البرازيلية ظلت منذ ذلك الحين غائبة عن السمع – والبصر طبعاً – حتى كانت الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي ومشاركة فيلم «أكواريوس» في مسابقته الرسمية. صحيح أن هذا الفيلم البديع لم يفز، ظلماً، بأية جائزة، لكنه وبخاصة بممثلته المدهشة صونيا براغا جاء ليقول إن السينما البرازيلية لم تمت، حتى ولو لم تعد صاخبةً ومناضلة في «عالم ثالثيتها» كما كان حالها. وهذا التأكيد سيقيّض للجمهور السينمائي «النخبوي» في بيروت أن يواجهه خلال الفترة التالية بفضل عروض سينمائية برازيلية تقام بالتعاون بين السفارة البرازيلية في بيروت، والمركز الثقافي البرازيلي Brasiliban وجمعية متروبوليس. وذلك وفق الإعلان المشترك بينها في ما يتعلق بانعقاد الدورة الأولى من مهرجان السينما البرازيلية في بيروت، بين ٣١ آب (أغسطس) و٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦ في سينما متروبوليس أمبير صوفيل.
يفتتح المهرجان وفق الإعلان الصحفي بفيلمNise – The Heart of Madness المقتبس عن القصّة الحقيقة لـNise da Silveira التي عملت في مستشفى للأمراض النفسية في البرازيل في الخمسينيات، وأحدثت انقلاباً عبر طريقة عملها، حيث رفضت استخدام وسائل العلاج العنيفة. وتلعب دور البطولة في الفيلم الممثلة البرازيلية الشهيرة غلوريا بيريس. وقد حاز الفيلم جائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثلة في مهرجان طوكيو السينمائي الدولي، بالإضافة إلى جائزة الجمهور لأفضل فيلم في مهرجان ريو السينمائي الدولي عام ٢٠١٥.
كما يُعرض فيلم Orphans of Eldorado الذي يتبع قصّة حبّ وهوس رجل يفقد ميراثه وعقله في منطقة الأمازون. وهو مقتبس عن قصّة للكاتب البرازيلي من أصل لبناني ميلتون حاطوم. وفيلم Casa Grande الذي يروي قصّة مراهق يحاول الهروب من والديه اللذين يفرطان في الاهتمام به، بينما تنهار ثروة الأسرة. بالإضافة إلى فيلم Don’t Call Me Son للمخرجة Anna Muylaert والتي سبق أن عرض لها في بيروت عام ٢٠١٥ فيلمها السابق The Second Mother.
في جديدها الحائز على جائزة خلال مهرجان برلين السينمائي الدولي ٢٠١٦، نتابع قصّة مراهق يكتشف بعد خضوعه لاختبار الحمض النووي أن المرأة التي يناديها أمّه ليست فعلياًّ والدته، وعليه الانتقال للعيش مع عائلته البيولوجية، فيبدأ في التساؤل عن هويّته، بينما يحصل على اسم جديد وينتقل الى منزل جديد.
وبالإضافة إلى الأفلام الطويلة، يعرض المهرجان فيلمين قصيرين: الأول Apelo من إخراج بشارة مزنّر، وهو المدير الإبداعي في «ليو بورنيت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». ويحكي الفيلم قصّة رجل لبناني يزور البرازيل للمرة الأولى. وبينما يسير في شوارع كوباكبانا ليلاً باحثاً عن صرّاف آلي لسحب بعض المال، يواجه تجربة تغّير حياته. وقد صوّر بشارة مزنّر فيلمه في البرازيل، وهو مرتكز على قصّة حقيقية، وقد قامت المغنّية البرازيلية المعروفة Maria Creuza بغناء الأغنية الرئيسية في هذا الفيلم القصير.
كما يُعرض فيلم Lebanon Wins The World Cup أو «لبنان يربح كأس العالم» من إخراج طوني الخوري وأنتوني لابيه، وتأليف موسيقي لـOak. وتدور أحداث الوثائقي القصير عشية كأس العالم لكرة القدم ٢٠١٤، بينما يستعدّ اثنين من الأعداء السابقين من الحرب الأهلية اللبنانية لدعم فريقهم المفضّل البرازيل. فهل يمكن للبطولة أن توحّدهما على رغم كلّ ما مضى؟
يُذكر أن عرض الفيلمين القصيرين نهار السبت ٣ أيلول ٢٠١٦ الساعة الثامنة مساءً يتبعه حوار مع المخرجين الحاضرين. وتقام عروض مهرجان السينما البرازيلية كافةً، في سينما متروبوليس أمبير صوفيل، الأشرفية من ٣١ آب الى ٣ أيلول ٢٠١٦ يومياًّ الساعة الثامنة مساءً، مع عرض الساعة العاشرة ليلاً نهار الختام الواقع فيه ٣ أيلول ٢٠١٦، كما يذكر أنّ الأفلام تعرض مصحوبةً بترجمة إلى اللغة الإنكليزية.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى