«الصدى الصامت»: الفن المعاصر في بعلبك اختبار الحروب والمعالم الحضارية

زينة برجاوي

لم تكتفِ مدينة بعلبك لهذا الموسم الصيفي بمهرجانها الفني الذي كان حافلاً بفعالياته، لتتحدّى مدينة الشمس الأوضاع الأمنية في المنطقة وتحتضن أول معرض للفن المعاصر بعنوان «الصدى الصامت»، وذلك في متحف قلعة بعلبك، وفي معهد «باخوس». تفتتح studiocur/art المعرض في 17 أيلول الحالي، برعاية وزارتي الثقافة والسياحة، كما «اليونيسكو» وبلدية بعلبك.
يشارك في المعرض فنانون عالميون، وهم أي وي وي، وزياد عنتر، ودانيكا داكيتش، ولوران غراسو، وسوزان هيلير، وتيو ميرسييه، ومروان رشماوي، وباولا يعقوب، وسنتيا زافين.
يسلّط المعرض الضوء على «أهمية المتاحف المتواجدة في المواقع الأثرية، ويستكشف ضمن إطار بعلبك كيف تتحوّل المباني والتحف الأثرية الى رموز فيها دلالة على ماضٍ بعيد زال عن الوجود، بعد اختبارها دمار الحروب وتحطيم المعالم الحضارية، إلى جانب مسائل أخرى حول أفضل طريقة لحفظ بقايا الماضي الذي كان. ويكشف المعرض عن الآثار الصامتة التي تمّ اكتشافها هي أصداء عن حقبة ولّت، في حين أن الأعمال الفنية المعاصرة هي صدى عن الآثار المعروضة في المتحف.
أعمال المشاركين
خلال المعرض، يعرض الفنان الصيني آي وي وي عمله بعنوان «foundation»، ويطرح تساؤلات حول الأرض التي قد تبني عليها الأمم مستقبلاً متناغماً، ويدعو العموم للجلوس على قواعد بيت صيني مدمّر. من جهته يستكشف مروان رشمواي مفهوم علم الآثار المستقبلي من خلال مناظر مجازية وبنى هندسية مفتتة، ومبانٍ تأثرت بالحرب أو بعوامل التعرية، فتتحوّل البنى الهندسية الصامدة ـ في النهاية، الى كبسولات حافظة للزمن.
وجاء عمل prepetuum mobile الذي صمّمته سينتيا زافين برعاية مهرجانات بعليك الدولية، على شكل تركيبة سمعية متعدّدة القنوات، تتناول موضوع مرور الوقت، في حين أن منحوتات الإسمنت التي صنعها زياد عنتر والمعروضة في صالة عرض مدن الأموات، فيها إشارة الى الحالة غير النهائية للمنحوتات المعروضة للعموم خلال ترميمها، وتظهر في حالة ما بين بين. أما فيلم Soleil Noir الذي وضعه لوران غراسو، فيدعو المشاهدين لمشاركته رحلة بين الآثار الرومانية المروّعة التي بقيت بعد انفجار بركاني.
أما تيو مرسييه، فيستعرض آثاراً تجريبية من خلال منصة عليها أصنام من البوليستيرين، كان قد وضعها داخل مغارة طوال سنتين لتتشكل عليها طبقة كلسية. في حين أن بحث باولا يعقوب عن مختلف طبقات الحفريات التي شهدتها بيروت في تسعينيات القرن العشرين، يظهر التعقيدات والطبقات المتعددة التي ينطوي عليها سرد الأحداث التاريخية.
وبدورها تخرق سوزان هيلر صمت الأموات عبر مجموعة تسديلات للغات منقرضة أو مهددة بالزوال في سياق الفيلم الصامت الأخير، بهدف حفظ التراث غير الملموس. أما دانيما دانيتش، فتستعرض صور مهاجرين لا يملكون أوراقاً ثبوتية، في إحالة لخسارة الهوية، ولكن على خلفية هذه الصور، تظهر لوحة la grande galerie للفنان هوبير روبير في متحف «اللوفر»، إنما مصمّمة من الآثار.
وللمناسبة أقيم مؤتمر صحافي أمس في مقر «اليونيسكو»، للإعلان عن افتتاح المعرض، بحضور وزيري السياحة والثقافة ميشال فرعون وريمون عريجي، ومدير مكتب اليونيسكو الإقليمي في بيروت حمد الهمامي، ونائب رئيس بلدية بعلبك سهيل رعد، ومنظِّمتَي المعرض كارينا الحلو وديان آبيلا، وندى خوري عن جمعية «أبيل»، وروجيه زكار عن شركة «كومرشال انشورانس» التي أمنت على نقل التحف الفنية الى المعرض.
وخلال المؤتمر الصحافي، أعلن الوزير عريجي أن الدخول الى القلعة سيكون مجانياً طوال فترة المعرض الذي يستمر من 17 ايلول الى 17 تشرين الاول، ومن الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساءً، كذلك سيكون الدخول إليه مجانياً.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى