سلطان الحجار يحاكي الواقع في «الحاشية»

«الحاشية» رواية للكاتب المصري سلطان الحجَّار صدرت عن دار سما، وهي الثالثة له بعد «فراشة الميدان»، و»ناشطة سياسية». وفي «الحاشية»، يرسم الحجار بدقة ملامح شخصية بطل العمل الذي تتكسر على يديه منظومة القيم على رغم إيمانه بأنه يستحق العيش في عالم أفضل من عالمه الذي ألقى به في ساحة الدراويش أمام مسجد السيدة زينب في القاهرة. ولم يكن «درويش» الذي تدور حوله معظم أحداث الرواية إلا رمزاً لسطوة المال والجشع.
فالراوي يشحذ جل طاقته في التخيل واستحضار عوالم البشر على اختلاف مستوياتهم المعيشية التي تتراوح ما بين الفقر المدقع والثراء الفاحش والسلطة أيضاً، وإعطاء مساحة لكل شخصية تتحرك من خلالها عبر إطارها الزمني والمتفاعل.
ينتقل «درويش» من حياة البؤس والشقاء والتسول، إلى عالم المال والأعمال من خلال امرأة غنية جعلت منه رجل مجتمع، بعد أن هيأته لأن يكون ستاراً لكسب المزيد من المال بطريقة غير مشروعة، والالتحام في الوقت نفسه بالسلطة.
ينجح الراوي في التعبير عن مثلث المال، والسلطة، والجنس من خلال تنويع تقنيات السرد. وعلى رغم أن الرواية تقع في 300 صفحة، فمن الصعب أن يتسلل الملل إلى القارئ، لبلوغ الراوي مرحلة عالية من شعرية السرد والقدرة على إدارة الحوار في الفضاء الروائي بمهارة، وكأنه يمسك بكاميرا ترصد حركات شخوص العمل عبر تفاصيل مدهشة.
ويظل الإيقاع اللغوي هو المحك الرئيس في نضج هذا العمل، حيث برع الحجار في استخدام تقنياته اللغوية التي تعبر عن فصاحته وقدرته على التصوير، وكأن القارئ يشاهد عملاً سينمائياً.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى